عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/01/29, 10:01 PM   #2
خامنئي الهوى

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 528
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
الدولة: العراق
المشاركات: 1,977
خامنئي الهوى غير متواجد حالياً
المستوى : خامنئي الهوى is on a distinguished road




عرض البوم صور خامنئي الهوى
افتراضي



و أمّا قصة بناء مسجد جمكران ، فقد أوردها المحدّث النوري في " جنة المأوى " المطبوع ضمن البحار ، صنّفه لذكر قصص من تشرّف بلقاء الامام المهدي صلوات الله عليه في زمن الغيبة الكبرى ، قال رضوان الله عليه :

" الحكاية الثامنة في تاريخ قم .. ما لفظه بالعربية .. سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الامام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال : كنتُ ليلة الثلاثاء نائما في بيتي ، فلمّا مضى نصفٌ من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني ، و قالوا : قُم و أجب الامام المهدي صاحب الزمان فإنه يدعوك .

قال : فقمت و تعبّأت و تهيّأت .. فلما جئت الباب ، رأيت قوماً من الاكابر ، فسلّمت عليهم ، فردّوا و رحّبوا بي و ذهبوا بي الى موضع المسجد الأن ، فلمّا أمعنت النّظر رأيت أريكة فُرشت عليها فراش حِسان ، و عليها وسائد حِسان ، و رأيت فتى في زيّ ابن ثلاثين متكئاً عليها ، و بين يديه شيخ ، و بيده كتابٌ يقرأه عليه و حوله أكثر من ستين رجلاً يُصلون في تلك البقعة ، و على بعضهم ثيابٌ بيض و على بعضهم ثيابٌ خُضر .

و كان ذلك الشيخ هو الخضر ، فأجلسني ذلك الشيخ ، و دعاني الامام باسمي و قال : اذهب الى حسن بن مسلم ، و قل له : إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين ، و العام أيضا أنت على حالك من الزّراعة و العمارة ! و لا رخصة لك في العَود اليها ، و عليك ردُ ما انتفعت به من غلّات الارض ليُبنى فيها مسجد ، و قل لحسن بن مسلم أن هذه أرضٌ شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي و شرّفها و أنت قد أضفتها الى أرضك و قد جزاك الله بموت وَلدين لك شابّين فلم تنتبه من غفلتك ، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر .

قال الحسن بن مثلة : قلت يا سيدي ، لا بُد لي في ذلك من علامة ، فإنّ القوم لا يقبلون ما لا علامة و لا حجّة عليه ، و لا يصدّقون قولي ، قال : إنّا سنعلّم هناك ، فاذهب و بلّغ رسالتنا ، و اذهب الى السّيد أبي الحسن و قُل له يجيء و يحضُره و يطالبُه بما أخذ منافع تلك السنين ، و يُعطيه النّاس حتى يبنوا المسجد ، و يُتمّ ما نقص منه من غلّة رهق مُلكنا بناحية أردهال ( منطقة بين مدينتي قم و كاشان ) و يتمّ المسجد ، و قد وقفنا نصف رهقِ على هذا المسجد ، ليجلب غلّته كلّ عام ، و يصرف في عمارته .

قال الحسن بن مثلة : فعدتُ حتى وصلت إلى داري ، و لم أزل الليل متفكرا حتى أسفر الصبح فأدّيت الفريضة و جئتُ الى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال ، فجاء معي حتّى بلغتُ المكان الّذي ذهبوا بي إليه البارحة ، فقال : و الله إنّ العلامة التي قال لي الامام واحدٌ منها ان هذه السلاسل و الاوتاد ههنا .

فذهبنا الى السيّد الشريف أبي الحسن الرضا ، فلمّا وصلنا الى باب داره رأينا خدّامه و غلمانه يقولون إنّ السيد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سحر ، و انت من جمكران ؟ قلت : نعم .

فدخلت عليه السّاعة و سلمت عليه و خضعت فأحسن في الجواب و أكرمني و مكّن في في مجلسه ، و سبقني قبل أن أحدثه و قال : يا حسن بن مثلة إني كنتُ نائما فرأيت شخصا يقول لي : إن رجلا من جمكران يُقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ، و لتصدّقنّ ما يقول ، و اعتمد على قوله فأن قوله قولنا فلا تردنّ عليه قوله ، فانتبهت من رقدتي ، و كنت انتظرك الآن .

فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً ، فأمر الخيول لتُسرج .. و جاء السيد أبي الحسن الرضا رضي الله عنه الى ذلك الموضع ، و أحضروا الحسن بن مسلم ، و استردّوا منه الغلّات و جاؤوا بغلّات رهق ، و سقفوا المسجد بالجذوع ، و ذهب السيد أبو الحسن الرضا عنه بالسّلاسل و الاوتاد فأودعها في بيته ، فكان يأتيه المرضى و الأعلّاء و يمسُّون أبدانهم بالسلاسل ، فيشفيهم الله تعالى عاجلا و يصحّون .



توقيع : خامنئي الهوى

رد مع اقتباس