عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/01/30, 07:41 AM   #1
علي مولاي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 481
تاريخ التسجيل: 2012/10/03
المشاركات: 5,468
علي مولاي غير متواجد حالياً
المستوى : علي مولاي is on a distinguished road




عرض البوم صور علي مولاي
افتراضي معاشرة الصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من عوامل التربية هو معاشرة الصالحين والمحسنين. في المتون الإسلامية باب بعنوان (المجالسة وتأثيرها في الاتجاه الموجب والسالب) فان لمجالسة الصالحين آثاراً حسنة جداً، ولمجالسة الطالحين وأهل السوء آثاراًٍ سيئة جداً، وهذا ما لا يمكن تجنبه، اي أن الإنسان كلما أراد أن يضبط نفسه ويمسكها عن التأثر بمن يعاشره فإنه لابد وأن يتأثر به بنسبة ما.
قال الرسول الأكرم (ص): "المرء على دين خليله" والمقصود من ذلك هو أن عليكم أن تصادقوا من ترضون دينه.
وجاء في نهج البلاغة: "مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان" فلو كانت كلمة (منساة) مصدراً فيكون معنى (منساة للإيمان) هو نسيان للإيمان، وان كانت اسم مكان ـ وتطلق كثيراً بهذا المعنى ـ فسيكون التعبير جميلاً أي محل نسيان الإيمان، ودار نسيان الإيمان. قال تعالى والظاهر أن الخطاب لموسى ابن عمران (ع): (فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى) فهو سبحانه يحذر موسى بأن لا يمنعه الناس ولا يصدوه. فهذا المنع غير المنع الإجباري كمنع فرعون وصده لك عن قيامك بالعمل، لأن هذا المنع يتبعه كلام آخر: "واتبع هواه فتردى" أي لا يصدنك عنها متتبع الهوى فتهلك أنت أيضاً.
يستنبط من هذه الآية أن موسى أمر بأن يراقب نفسه وينتبه إلى تأثير أهل السوء عليه. وليس المعنى أن يعتزل أهل السوء بل معناها التحذير من آثار معاشرة أهل السوء. وإلا فمن سيدعوه موسى إلى الإيمان.
لذلك يجب أن يكون الإنسان اختيار وانتخاب في المعاشرة أيضاً. فالمعاشرة الأخلاقية غير معاشرة المعلم والمتعلم، ولا معاشرة المربي مع من هم تحت امرته. والمقصود هو اختيار الأنيس، فلكل إنسان في هذه الدنيا صديق ورفيق، الرفيق الذي يأنس به ويعاشره. فلأجل تربية النفس والأخلاق يجب اختيار الصديق والأنيس الحسن.
جاء في أحاديثنا: أن جماعة (قد يكونون هم الحوارين) سألوا عيسى (ع): يا روح الله، من نجالس؟ فأجابهم: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الخير عمله" .
فقسم من الناس تؤدي رؤيتهم إلى غفلة الإنسان عن الله، وبعض آخر يكون عملهم وسلوكهم وهيأتهم وخصوصياتهم بنحو يخرج الإنسان من الغفلة. فجالسوا من يزيد منطقه في علمكم، أي أن كل أحاديثه حقائق جديدة عليكم وانكم تستفيدون من حديثه، وقد يجالس الإنسان بعض الأفراد وحينما يغادرهم يحس بأنه قد تعلم شيئاً جديداً. "ويرغبكم في الخير عمله" اي أنه يسلك طريقاً خاصاً لعمل الخير بحيث يشوقكم ويرغبكم فيه.
قلنا: إن للمعاشرة أثراً حتمياً واقوال أيضاً إن ما ذكرته من الفرق بين معاشرة المعلم والمتعلم وغيرها، هو أن للإنسان نوعين من المعاشرة: نوع يخفي فيه الإنسان نفسه ولا يظهر، اي شيء لصاحبه ويكون غير مستعد لتقبل صاحبه في نفسه. فنرى ان الإنسان عندما يلتقي بشخص لأول مرة، فانه يستعمل أسلوباً خاصاً أمامه، وكذلك يتخذ المقابل هيئة مصطنعة أمام صاحبه، ولا يظهر له أي شيء. ولكن بمجرد أن يصبحا صديقين حميمين ومخلصين فسوف تنفتح أبواب قلوبهم، وسوف يظهر كل واحد منهما ما أضمره لصاحبه. فالمعاشرة التي لها آثار هي المعاشرة الصحيحة. وان الوصايا تؤكد هدف المعاشرة. فان الإنسان يتأثر بها لا إرادياً.
يقول مولوي: "يخرج الصلاح والبغض من الصدور إلى الصدور، بطريق خفي".
فمجالسة الصالح تصلحك، ومجالسة الفاسد تفسدك".
المحبة والاخلاص والتعلق
إن مما له أثر كبير في باب المعاشرة هو حصول حالة التعلق والإخلاص بشخص معين أكبر الأثر في تغيير الإنسان؛ ولو حصلت هذه الحالة في حينها وبالشكل الصحيح فسوف تؤدي إلى صلاح الإنسان، ولو حصلت بشكل غير صحيح فهي نار تحرق الإنسان.
والتعلق من أقسام المحبة والعشق. فلو وجد الإنسان شخصاً كاملاً ونموذجياً فعشق أخلاقه وروحه، فانه يقع تحت تاثيره بشدة ويتغير كثيراً.
ولهذا اهتم العارفون كثيراً بمسالة التعلق والإخلاص للمعلم والمرشد. وتوجد في الإسلام (وصايا) بحب الأولياء.
ان حب الرسول (ص) والأنبياء وحب أمير المؤمنين (ع) وكل إنسان متكامل هو أكبر عامل لاصلاح وتربية الإنسان وهم واسطة لإيصال الإنسان إلى الله تعالى.

عفوا صاحب الموضوع تعب في احضار الروابط هذه فيرجى منك الرد على موضوعه لترى الروابط تقديرا له ولترى الروابط رٌد باستخدام الوضع المتطور للردفقط


luhavm hgwhgpdk



توقيع : علي مولاي




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الفجر ; 2013/01/30 الساعة 12:35 PM
رد مع اقتباس