عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/07/26, 01:15 PM   #3
جوهر

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1731
تاريخ التسجيل: 2013/07/14
المشاركات: 173
جوهر غير متواجد حالياً
المستوى : جوهر is on a distinguished road




عرض البوم صور جوهر
افتراضي

الكذب في لسان العرب يقع على وجوه خمسة كما سيأتي من قول ابن الإنباري

والذي يهمني أولا أن الكذب يقع على معنيين ولا يراد بهما تكذيب القائل أولهما الخطأ ثانيهما أن يقول القائل قولا يشبه الكذب لكن لا يريد هو به إلا الحق

فمما جاء في الآثار من ذلك فكثير فمنها
ففي مسند أحمد في حديث سبيعة الأسلمية
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب أبو السنابل إذا أتاك أحد ترضينه فأتيني به أو قال فأنبئيني

ومن نفس الباب قول ابن عمر في أبي هريرة
فعن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس قال: كنت جالسا عند ابن عمر فأتاه رجل فقال: إن أبا هريرة يقول: إن الوتر ليس بحتم، فخذوا منه ودعوا.
فقال ابن عمر: كذب أبو هريرة جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن صلاة الليل؟ فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة

ومنه ما جاء في حديث الوتر
عن بن محيريز : أن رجلا من بني كنانة ثم من بني مدلج لقي رجلا من الأنصار يقال له أبو محمد فسأله عن الوتر فقال أنه واجب قال الكناني فلقيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فذكرت له ذلك فقال كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس صلوات فرضهن الله على العباد ....... الحديث

قال أبو حاتم: قول عبادة: "كذب أبو محمد" يريد به أخطأ. وكذلك قول عائشة حيث قالت لأبي هريرة. وهذه لفظة مستعملة لأهل الحجاز إذا أخطأ أحدهم يقال له كذب

ومنه
قول عائشة لما قال أبو الدرداء من أدركه الصبح فلا وتر له فذكر ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت كذب أبو الدرداء كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح فيوتر

ومنه أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم في ابراهيم عليه السلام لم يكذب إلا ثلاث كذبات

وأختم بقول ابن الأنباري
قال ابن الأنباري . إن الكذب ينقسم إلى خمسة أقسام : إحداهن تغيير الحاكي ما يسمع وقوله ما لا يعلم نقلا ورواية و هذا القسم هو الذي يؤثم ويهدم المروءة . الثاني : إن يقول قولا يشبه الكذب ولا يقصد به إلا الحق ومنه حديث : " كذب إبراهيم ثلاث كذبات " أي : قال قولا يشبه الكذب وهو صادق في الثلاث . الثالث بمعنى الخطإ وهو كثير في كلامهم . والرابع البطول كذب الرجل : بمعنى بطل عليه أمله وما رجاه . الخامس بمعنى الإغراء وقد تقدم بيانه . وعلى الثالث خرجوا حديث صلاة الوتر " كذب أبو محمد " أي : أخطأ سماه كاذبا لأنه شبيهه في كونه ضد الصواب كما إن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد ؛ لأن الكاذب يعلم إن ما يقوله كذب والمخطىء لايعلم . وهذا الرجل ليس بمخبر وإنما قاله باجتهاد أداه إلى إن الوتر واجب والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ وأبو محمد الصحابي : اسمه مسعود بن زيد . وفي التوشيح : أهل الحجاز يقولون : كذبت بمعنى أخطأت وقد تبعهم فيه بقية الناس . وعلى الرابع خرجوا قول الله عز وجل : " انظر كيف كذبوا على أنفسهم " : انظر كيف بطل عليهم أملهم وكذا قول أبي طالب :
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ... ولما نطاعن حوله ونناضل
تاج العروس - (1 / 903)


رد مع اقتباس