عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/08/22, 10:01 PM   #3
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

قصة السويدي الذي أحب الحسين (ع)


بسم الله و له عظيم الحمد و خالص الثناء إذ أنعم علينا بأعظم النعماء و الآلاء معرفة و محبة و موالاة صفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد و آله النجباء صلوات الله و تحياته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم إخوتنا ، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نستعرض لكم فيها قصة مؤثرة تعرفنا بعظيم أثر الشعائر الحسينية و مواساة سيد الشهداء – عليه السلام – في بعث محبة الله و أوليائه في القلوب، إنها قصة الزائر السويدي الذي أحب الحسين، تابعونا مشكورين.
نقل الحادثة التالية السيد جلال السيد جمال الحسيني، في كتابه المطبوع تحت عنوان (زوار الله في عرشه)، و قد اقتبس العنوان كما ذكر في مقدمته من حديث صحيح مروي في كتاب كامل الزيارات عن زيد الشحام أنه سأل الإمام جعفر الصادق – عليه السلام –: ما لمن زار الحسين – عليه السلام –؟ فأجاب الصادق: كمن زار الله في عرشه، قال زيد: قلت فما لمن زار أحدا منكم؟ يعني من الأئمة عليهم السلام، فأجاب [كان] كمن زار رسول الله – صلى الله عليه و آله –.
و هذا الكتاب هو مجموعة من ذكريات السيد جلال الحسيني خلال ذهابه لزيارة الأربعين مشيا على الأقدام، و أصل القضية ترتبط برجل سويدي، و قد نقلها في الفصل الثاني تحت عنوان: لقد أحببت الحسين، قال سماحة السيد الحسيني حفظه الله: (اخترت السفر بالتكسي من قم المقدسة إلى مهران حيث الحدود العراقية.. و لما جئت ليلا لأركب وجدت راكبين معي قد دفعوا أجرة 3نفرات ليجلسوا بسعة، و جلست أنا لوحدي في الأمام.. سارت بنا السيارة فسألني الراكبان خلفا و كانا عراقيين..هل أنت عراقي؟ قلت متولد في النجف الأشرف.. و تجاذبنا الحديث فقال أحدهم و لماذا تأتي إلى العراق؟ قلت له: لأسير مشيا على الأقدام من النجف الأشرف إلى كربلاء مواساة لسيدتي زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام و إمامي زين العابدين عليه السلام. فقال: عجيب إن قضية الإمام الحسين من القضايا التي تجذب الإنسان بإرادة ربانية.. فقلت له: إن لي أخا دكتورا فوق تخصص في الأسنان يعيش في السويد و هناك حسينية للشيعة و هو من أحد رواد هذه الحسينية.. يقول أخي و هو السيد أبو جمال: كنا نلطم على عادتنا و إذا برجل سويدي دخل و شاهدنا و نحن نلطم، فأدهش من المنظر و بقي لنهاية المراسم متعجبا.. ثم سأل الحضور: من هو المسؤول هنا؟ قيل له فلان.. و لما اجتمعنا حوله.. قال: ما لكم تضربون صدوركم؟! يقول أخي الدكتور أبو جمال: فبقينا متحيرين كيف نجيبه و هومسيحي لا علم له بأصل الإسلام! و نحن نريد أن نبين له عن شعائرنا الحسينية ؛ و نحن قد أخرجنا الصدور من كوامن الثياب و أوجعنا القلوب بالضرب فيما نسميه في عرفنا بالعراق (النزلة) و هي الدقائق الأخيرة من اللطم حيث نلطم بقوة و حزن شديدين..
و أخيرا.. شق الصمت المطل علينا صاحب المأتم بقوله مخاطبا هذا السائل السويدي: لقد قتلوا رئيسنا و نحن قد جزعنا عليه لحبنا له، و نحب أن نضرب صدورنا مواساة له و لما تحمل من آلام القتل لقد قتلوا أطفاله و سبوا أهله.. و نحن في حزن شديد عليه نبكي له و نريد أن نفدي أنفسنا و أغلى ما عندنا ؛ مهجتنا نقدمها له..
فزاد الرجل السويدي تعجبا ودهشة.. و نظر إلى الجميع بنظرات توحي أنه على وشك الجنون من سماع ما لم يسمعه طول عمره..
، و يبدو أن هذا الزائر السويدي الغريب قد نفدت إلى قلبه رشحات من اللوعة التي شاهدها في هؤلاء الذين اجتمعوا لإحياء شعائر الله في المجلس الحسيني.. فهذه حالة فطرية فالمحبة إذا صدقت تجاه شخص معين نفذت إلى قلوب الآخرين..
من هنا كان استغراب هذا الزائر البذرة الأولى لانتقال حب نقي إلى قلبه. يتابع سماحة السيد جلال الحسيني نقل هذه القصة ما رواه أخوه الدكتور السيد أبو جمال، قال: (أخذ هذا الزائر السويدي ينظر مرة أخرى إلينا متعجبا لأنه يجد الحسينية ملأت برجال لوجوههم نور و عيونهم فيها مقل حمراء كأنها الدم من البكاء! قد يكون حمار العيون أوحى إليه أن مواساتهم للمقتول المحبوب تجلت بدم عيونهم! ثم أخذ ينظر إلى الصدور و إذا بها كلها حمراء!! يا للعجب! و هنا الصدور تواسي المقتول بدماء صدورهم فداء لدم المقتول المحبوب..
و هناك في زوايا الحسينية ينظر إلى أناس و كأنهم لا زالوا في خيمة المقتول المحبوب حيث إن صوت أنينهم مرتفع.. و له صدى يكاد يمزق القلب حزنا و أسى و هم غافلون عن كل هذا الإجتماع حول هذا الرجل الذي هو صاحب البلد.. سبحان الله! من هذا المقتول؟
ثم لاح لمشامه روائح القيمة الحسينية الشهية.. و إذا في بلد الماديات و قمة الأنانية يجد قد استعد الآخرون لإطعام الحضور، و هم يتوسلون بكل أدب و عذوبة: تعالوا على زاد أبو علي.. هلموا إلى سفرة الحسين و كأنك حينما تأكل عنده تمن على صاحب المأتم و تتفضل عليه حيث أكلت من زاده.. و بهذا سببت له القرب من المقتول المحبوب..
كيف يفهم هذا الرجل الغريب مثل هذه الأمور؟
، إن الذي تحركه الشعائر الحسينية أولا هو القلب و الفطرة السليمة، فإذا سلما من أدران التعصبات وجدا في تلك الشعائر صدق التعبير عن المحبة، و عندها يأتي العقل طائعا منجذبا إلى المحبوب.. و هذا ما نلمح في تتمة قصة هذا الزائر السويدي لمجلس العزاء الحسيني.. فلم تستطع بيئته المادية و حساباتها أن تمنع نفوذ محبة الحسين صلوات الله عليه إلى قلبه و تحوله إلى أحد المشاركين في تلك الشعائر بوسيلة الإنفاق. نتباع معا قصة الزائر السويدي طبق ما نقله السيد جلال الحسيني في كتابه (زوار الله في عرشه) عن أخيه طبيب الأسنان المقيم في السويد، قال: يقول أخي أبو جمال: نظرنا إليه و إذا بعيونه تكاد تسقط من حدقتها.. ثم فجأة ادهشنا بصريخة قائلا لنا: لماذا لم نسمع عنه في الإذاعات و الصحف و الأخبار؟! يعني عن مقتل هذا الزعيم الذي أقيم له العزاء. يقول الدكتور أبو جمال: فهمنا من تعجبه أنه تصور أن الحادث حصل قريبا..
فقلنا له: إن هذا الحادث لم يكن اليوم!! قال: إذن متى كان؟! قلنا له: كان قبل حدود أكثر من 1350سنة!!؟؟
من هذا؟!.... من هذا؟!.... من هذا؟!... ثم قال: كم هذا الشخص عظيم عظيم جدا!؟ أعجبت به كثيرا حيث إن له شخصية لا توجد في الوجود مثلها!! قلنا له: و كيف تقول هذا عنه و أنت لم تعرف عنه أي شيء!!؟؟ فقال: لا أحتاج أن أعرف عنه سماعا بعد أن رأيت بعيني أشياءا لم يكن لنبي من الأنبياء.. أين ذكر موسى!؟ و من يصنع هذا لعيسى!؟ ثم كم يجب أن يكون هذا الرجل عظيما في شخصيته بحيث يؤثر هذا التأثير العظيم في أتباعه فيبقون كل هذه السنين الطويلة يبكون و ينوحون و يجزعون عليه!؟ و كأنه قتل في ساعته هذه..
ثم قال: لا، لا، لا.. إنه رب الوجود.. إنه الخالق يدفع القلوب نحوه.. إنه من الله.. إنه مبعوث خالق هذا الوجود.. لا أصدق غير هذا.. ؛ لأني رأيتكم تصنعون ما لم تصنعوه مع أعز من يفقد منكم.. فلابد أن يكون هذا الرجل محبوب الله و هو الذي يجعل أفئدة الناس تهواه و تعشقه..
ثم قال: الحق إني أحببته من أعماق قلبي ؛ و سأقدم له هدية بحب.. قال الدكتور أبوجمال: إن الفواكه في السويد غالية جدا لأننا في بلد غير زراعي و الفاكهة تستورد لنا ؛ ثم تلحقها الضرائب الضخمة.. لذلك فلم يكن من المقدور شراؤها لكل أحد..
قال هذا الرجل الذي تعلق بحب الإمام الحسين الشهيد عليه السلام سائلا: كم تعطون من الفواكه في هذا الأيام العشرة التي تقيمون فيها العزاء لهذا الإنسان السماوي العظيم؟! فقلنا: كذا مبلغ.. فكتب لنا صكا بالمبلغ كله و قدمه هدية للإمام الحسين عليه السلام..
و بهذا ينتهي أيها الأطائب لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) عرضنا لكم فيه قصة زائر سويدي لمجلس حسيني هزته مشاعر المواساة لسيد الشهداء فامتلأ حبا له صلوات الله عليه ؛ و قد نقلناها من كتاب (زوار الله في عرشه) لسماحة السيد جلال الحسيني.
تقبلوا منا خالص التحيات مقرونة بأصدق الدعوات لنا و لكم بالمزيد من حب الله و حب أوليائه المعصومين محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
آمين و في أمان الله.


توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)

التعديل الأخير تم بواسطة طبع الشمع ; 2013/08/22 الساعة 10:05 PM
رد مع اقتباس