[النبأ العظيم]

مفهوم الغلو في القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلِ على محمد وال محمد


مفهوم الغلو في القران الكريم


عندما نلاحض لكثير من الاختلافات بين اصحاب المذاهب الاسلامة نجدها تدور حول المفاهيم معينه

فبعضها يرها من صميم الايمان والاخر يذهب بعيداً عنه فيراها على النقيض بانها شرك بالله تعالى ,


وعلى هذا نجد الاتهامات بالتفكير وغيرة مبنية على عدم الفهم الصحيح والكمال للمفاهيم العبادية , ومن هذه المفاهيم (مفهوم الغلو )

فالغلومفهوم ورد النهي الشديد عنه في القران الكريم والسنة النبوية , حيث أعتبره القران تجاوزاً صريحاً لحالة العبودية والتسليم التي أمر الله تعالى بها عبادة وأعتبرالمغالي خارجاً عن الحق , وفي السنة النبوية وماورد عن المعصومين عليهم السلام أعتبرالمغالي شر خلق الله . فعلى هذا لابد من الدقة في فهم الغلو ولايمكن النظر الى هذا المفهوم من جانب واحد بل لابد من النظر إليه من جميع الجوانب حتى نبتعد عن حالة الافراط والتفريط التي ابتلى بها الكثير من المذاهب الاسلامية فوقعوا نتيجة ذلك بالمحذورمن خلال ابتعادهم عن المراد الالهي وهذا الامرحصل تجاه الكثير من المفاهيم منها الشفاعة والتوسل وزيارة القبور والبدء ومنها مانحن بصدده

وهو (الغلو ) وسوف يتبين لنا من خلال استعراض هذا المفهوم قرانياً ومعناه لغوياً وما ورد عنهم عليهم السلام

في السنة النبوية , وكيف نتعبد لله تعالى بالالتزام بما أراد منا من عدم الغلو وسوف نجد الكثير من الامور التي تعتبرها بعض المذاهب الاسلامة أنها غلو في الدين تجد أنها من صميم الدين وليس لها علاقة بالغلو .

ومن المفاهيم القرانية المهمة هو مفهوم الغلو فقد ورد َفي القران الكريم قوله تعالى :


((يأهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها ألى مريم وروح منه فئامنوا بالله ورسوله ولاتقولوا ثلاثةانتهواخيراً لكم إنما الله إله واحد سببحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض


وكفى بالله وكيلاً )) النساء: 171


الغلوفي اللغة : التجاوز لقدرما يجب.


والغلاء : الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شيء , وغلا في الدين يغلو غلوا جاوز حده .

وفي الحديت : إياكم والغلو في الدين , أي التشدد فيه

ومجاوزة الحد .


تفسير الاية المباركة



في الاية المباركة عدة مباحث يمكن ان نشير لها بعدة نقاط :


1- ماهو المقصود من قوله تعالى ((يأهل الكتاب ))؟


فهنا ذكر المفسرون أن اهل الكتاب هم اليهود والنصارى

لانه كلاهما غالى في عيسى ابن مريم عليه السلام

فالنصارى افراطوا وقالوا: إن عيسى ولد لغير رشده

من زنى ! فالغلو لازم للفريقين , وقيل المقصود هم

النصارى خاصة . وكذلك نستفيد من قوله

( يأهل الكتاب)

انه تعالى يبين إن هؤلاء فد غالوا مع انهم لديهم كتاب من الله فيه تبيان لكل شيء فهنا توبيخ لهم لانهم مع معرفتهم بحدود دينهم ولكنهم تجاوزوه .

2- المقصود من قوله تعالى (لاتغلوا ) :أي لا تفرطوا في دينكم ولا تتجاوزوا الحق فيه

(ولاتقولوا على الله إلاالحق)

أي قولو : أنه جل جلاله واحد لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد , ولاتقولوا في عيسى إنه ابن الله فانه قول بغير حق .

3- المقصود من قوله تعالى :


( إنما المسيح عيسى ابن مريم )

بهذا البيان ردّ بليغ على من أدعى إن عيسى ابن الله

وعلى من ادعى إنه ابن لأب غير شرعي , فقد بينت الاية

أنه ابن مريم ليس له أب , وكذلك فهو ابن أنثى وليس ابن الله , كما بينت الاية الكريمة القدرة الالهية لخلق الانسان من أنثى فقط , كما بينت قدرته على خلق ادم بلا أب

ولا أم , فقدرته تعالى مطلقه .

فهذه الاية بينت النهي الالهي الشديد عن حالة الغلو

في الدين والتي ابتلت بها هاتين الامتين

(اليهود والنصارى ) ,

وهذا النهي لايختص فقط بهما بل لابد لكل من يسعى لكسب لرضى الله تعالى أن يبتعد عن حالة الغلو ويحافظ على دينه ولايفرط فيه

ولايتجاوز الحق في كل حالاته مع خالقه والمخلوق.

وقد ورد في الاحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه وال وسلم وأهل بيته الاطهار عيهم السلام ما يوضح لنا الكثير عن عاقبة المغالي ومن هذه الاحاديث


* عن الرسول الله صلى الله عليه وال وسلم


((لاترفعوني فوق حقي , فان الله تعالى اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبياً ))

وعنه صلى الله عليه وال وسلم :

(صنفان لا تنالهما شفاعتي سلطان غشوم عسوف وغال في الدين مارق منه غير تائب ولانازع ))

*وعنه صلى الله عليه وال وسلم

(ياعلي مثلك في هذه الامة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قوم فافرطوا فيه , وأبغضهُ قوم فافرطوا فيه .قال فنزل الوحي (ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون))

عن الامام علي عليه السلام:

(يهلك في اثنان ولاذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط ).

وعنه عليه السلام

((اللهم إني بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى , اللهم أخذلهم أبداً ولا

تنصرمنهم أحداً ))

عن الامام الصادق عليه السلام :

(أحذروا على شبابكم من الغلاة لايفسدونهم , فإن الغلاة شر خلق الله يصغرون عظمتة الله ويدعون الربوبية

لعباد الله والله أن الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين اشركوا , ثم قال : إلينا يرجع الغالي فلا نقبله وبنا يلحق المقصر فنقبله , فقيل له: كيف

ذلك يا ابن رسول الله ؟

قال :

لأنه الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاء والحج والصيام فلا يقدر على ترك عادته والرجوع إلى طاعة الله عز وجل ابداً , وإن المقصر إذا عرف عمل وأطاع).

عن الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف

أنه قال لمحمد ابن علي الكرخي :

(( يامحمد ابن علي تعالى الله عزوجل عما يصفون سبحانه وبحمده ليس نحن شركاؤه في علمه ولافي قدرته ).

وبعد أن تبين لنا المفهوم الصحيح للغلو عندها يمكن التفريق بين الغلو المنهي عنه وبين الاحترام والتبجيل للأمة الأطهار عليهم السلام و للصالحين الذين يعتبر أطاعة لأمرالله تعالى , فعندما نحترم ونبجل الأئمة الأطهار الذي امر الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وال وسلم

بإحترامهم وحبهم وإكرامهم وإعطامهم يعتبر ما نفعله من صميم العباد لله تعالى ,فعبادة الله تعالى تعني طاعتة والألتزام بما يأمر ويريد ,هذا هو الأصل في فهم أكرم الأئمة الأطهار عليهم السلام ومن هذا الاصل يتفرغ أشكال مختلف للاكرام حسب ما تعارف عليه الناس فما يصنعه أتباع أهل البيت من طقوس وشعائر لإكرام أهل البيت عليهم السلام إنما هي فروع لذلك الإصل .

والحمد الله على نعمة الله علينا

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم

---

lti,l hgyg, td hgrvhk hg;vdl