إن زينب (عليها السلام) كانت تمثل رمز المرأة التي تملك عقلاً قيادياً، وروحاً قيادية، وصبراً وتحدياً قيادياً، وتملك أن تحتوي الواقع كله لتعرف كيف تخطط له، فلم تتحدث مع ابن زياد حديثاً انفعالياً، بل كان مدروساً حتى في قولها له (ثكلتك أمك يا ابن مرجانة).
فلقد أرادت أن تسقط عنفوانه في مجتمعه، وكذلك عندما وقفت تخاطب يزيد (كد كيدك وأسعَ سعيك وناصب جهدك فلن تميت وحينا ولن تمحو ذكرنا) فلقد كانت تفكر بكل كلمة من كلماتها.
وكانت إنسانة تعيش التخطيط لكلماتها كما كانت تعيش التخطيط لحركيتها، تماماً كأمها الزهراء (عليها السلام) في حركتها من أجل الحق في موقع علي (عليه السلام) فلقد كانت تقية في خطبتها في المسجد النبوي الشريف وفي حديثها مع النساء، وكانت تمثل التحدي بتخطيط، وكانت تنطلق برساليتها من خلال فهمها للواقع وللذين يتحركون فيه.
.dkf (u) jleg hgvdh]m gglvHm