بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(( الحسين عليه السلام كعبة القلوب))
كيف صار الحسين كعبة للقلوب ؟؟... ومن يعظم حرمات الله فانها من تقوى القلوب!!...
مات معاوية بن أبي سفيان في النصف من رجب سنة 59 أو 60 من الهجرة ، و استولى ابنه يزيد على مسند الخلافة ، و ادّعى أنه خليفة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ونقظه ما كان من المعاهد التي اتم بها الصلح من الامام الحسن عليه السلام التي كانت من جملة الشروط وذات اهمية ان يمنع منعا باتا معاوية بن ابي سفيان لعنه الله ان يعين والي من بعده على المسلمين وانما الامر يرجع الى الحسن عليه السلام وان اصيبه الي الحسين عليه السلام, فاستولي يزيد على الخلافه وانقضه شروط الصلح . ثم أن يزيد كَتب كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة يُخبره بموت معاوية وهولاء من الولات الذين ولاهم معاوية على الامصار,و أمره بأخذ البيعة من أهل المدينة عامّة و من الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) خاصّة ..فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) و قرأ عليه كتاب يزيد .
فقال الحسين : أيها الوليد إنّك تعلم انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله و بنا يَختم...وخرج من المدينة خائفاً يترقّب سار وهو يقراء: (( فخرج منها خائف يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين )) سورة القصص اية 21.
وخروجه ليلة الاحد ليومين بقيا من رجب متوجهاً ومعه اجلّ اهل بيته من بنيه وبنو اخيه واخوته,وكان دخوله مكة ليلة الجمعة الثلاث مضين من شعبان دخلها وهويقراء(ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل))
سورة القصص اية 22.
فاقام فيها شهر شعبان ورمضان وشوال وذ القعده وثمان ليالي من ذي الحجة ... وكان الحكمة من التوجه الى مكة اولاً الحرم المقدس ومامن من كل شيء((ومن دخله كان امناً )) فقامه الحسين (ع) بثورته الفكرية الاصلاحية وهي التي بحاجة الى أعلام ودعوى وانصار , وان مكة أنسب بلد لمثل هذا القيام حتى ان بلغ نبا الثورة الى الحكام الامويين ,فقرروا هتك حرمة مكة وبعث ثلاثين جاسوساً أندسوا مع الحجاج ((لغرض قتل الحسين (ع)) اينما وجدوه ولو كان معلقا بأسار الكعبةفجدّوا في إلقاء القبض عليه أو قتله غيلة فلم يأمن على نفسه ولم يتمكن من اتمام حجه فالتزم بأن يجعل إحرامه عمرة مفردة وترك التمتع بالحجّ,وان لا يكون دمه أول دمٍ سفك في البيت واول انسان به تهتك حرمة الحرم.
فخرج الحسين على عجالة من امره متوجها نحو العراق " قال الفرزدق الشاعر حججت بامي سنة ستين للهجرة فبينا ان اسوق بعيرها وقد دخلت الحرام واذا بقطار خارج من مكة فقلت لمن هذا القطار فقيل للحسين بن علي (ع) فدنوت منه وسلمت عليه وقلت به يابن رسول الله ما الذي أعجلك عن الحج فقال (ع) يا عبد الله لو لم اعجل لاخذت . وقال لسائل اخر ان بني امية لا يدعونني حتى يستخرجو اهذه العلقة من جوفي.مأسات الحسين بين السائل والمجيب.
فكانت الكتب التي ارسلت اليه إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق مضمونها واحد ، كتبوا إليه : قد أينعتِ الثمار و اخضرّ الجناب ، و إنما تقدم على جندٍ لك مجنّدة ، إن لك في الكوفة مائة ألف سيف ، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله .
ما هو سر بقاء النهضة الحسينية حية و فاعلة إلى يومنا هذا؟
لقد احيى الامام الحسين (عليه السَّلام) الإسلام في يوم عاشوراء و حصَّنه تحصيناً منيعاً بحيث يبقى و يزدهر حتى يتصل بدولة القائم من آل محمد (عليهم السَّلام) العالمية، هذا من جانب و من جانب آخر فلقد خلد الحسين (عليه السَّلام) نفسه بحياة الإسلام، فالحسين باقٍ ما بقي الإسلام، و الإسلام باقٍ ما بقي الحسين، فالاسلام محمدي الوجود و حسيني البقاء.
و ذلك لأننا نجد أن الأهداف المعلنة من قِبل الإمام حسين (عليه السَّلام) قُبَيل نهضته قد تحققت تماماً، فالإسلام باقٍ و الأذان باقٍ و الصلاة باقٍ، و ذِكرُ النبي (صلى الله عليه و آله) و ذِكرُ أهل بيته (عليهم السَّلام) باقٍ، و في المقابل لم يبق لبني أمية أي ذكر، إلا اللعنة و التاريخ السيء المظلم.((الشيخ صالح الكرياسي)).
هل كل ما جرى ويجري على العراق من آثار دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) على العراقيين؟
إن الإمام الحسين لم يدع على أهل العراق بعنوان أنهم أهل العراق ، بحيث يكون دعاؤه شاملاً لكل عراقي كان في زمانه ، أو ولد ، أو سيولد بعده . . بل دعا على الذين حاربوه وقاتلوه ، وحاربوا الله ورسوله .
وحاشا إمامنا أن يدعو على مؤمن بسوء ، من دون ذنب اقترفه ، يجعله مستحقاً لذلك .
(سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته)
اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ، وَاَوْصِياءِ نَبِىِّ اللهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللهِ، وَالأدِلاّءِ عَلى مَرْضاة اللهِ، وَالْمُسْتَقِرّينَ فى اَمْرِ اللهِ، وَالتّامّينَ فى مَحَبَّةِ اللهِ، وَالْمخْلِصينَ فـى تَوْحيدِ اللهِ، وَالْمُظْهِرينَ لاِمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ،
hgpsdk ugdi hgsghl ;ufm hgrg,f