النصرة الحقيقية
قبل كل شيء أريد أن أنبه القارىء الكريم إلى مسألة مهمة جدا وفي الحقيقة أن هذه المسألة هي سر نجاح الإنسان في كل شيء وهي التطبيق لما يقول والعمل المتواصل من أجل رضا الله تبارك وتعالى والتقرب إليه وكذلك نصرة إلى الحبيب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) وخصوصا على الإنسان في هذا الزمن وفي هذا الوقت أن يعتبر من الأزمان الماضية وان يأخذ الدروس وان يتفكر في في سيرة الأنبياء والصالحين حتى يقوم بإصلاح نفسه والآخرين ويهيئها لقدوم الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأننا في هذا الوقت نعيش زمن الغيبة الكبرى فعلينا بل الواجب علينا العمل والعمل بكل شيء يقربنا إلى الله تعالى ويعجل في ظهور مولانا صاحب العصر والزمان ، إن النصرة الحقيقية لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ينبغي أن تكون :
أولا : نصرة علمية تخاطب في الناس عقولهم وفطرهم، وليست عاطفية تفقد البصيرة ولا تهدي الخصم.
ثانيا : نصرة عملية تسلك المنهج الشرعي في الانتصار، وتستفيد من الأساليب والوسائل الفعالة، وتسعى لتحصيل المصالح وتكثيرها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وليست مثالية تحلق في خيال جانح، لا تراعي قاعدة شرعية، ولا مصلحة إنسانية، فتجني على نفسها قبل عدوها.
ثالثا : نصرة شاملة تنتظم كل غيور من الأمة وكل منصف من البشر، لا يقوم بها فئة دون أخرى، فللعلماء دورهم في توعية الجماهير وإرشادهم، وللأمراء دورهم في حماية مقدسات الإسلام بما في أيديهم من سلطة ونفوذ، كما للتجار دورهم في نصرة المصطفى ليس فقط في مقاطعة بضائع الأعداء، ولكن أيضا في دعم كل مشروع جاد لنصرة النبي الكريم (صلى الله عليه واله وسلم)، فنصرة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) واجبة على كل مسلم ومسلمة.
رابعا : نصرة دائمة تستغرق كل حياتنا، فلا ننصر رسول الله في يوم دون يوم، ولا في شهر دون شهر، ولا سنة دون أخرى، فننصره أولاً في أنفسنا بعد الإيمان به بأتباع سنته والالتزام بشريعته ، وترك البدع والمحدثات في الدين، حتى يأتينا اليقين ونحشر يوم القيامة معه (صلى الله عليه واله وسلم) ومع اله الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فنحظى بشفاعته (صلى الله عليه واله وسلم)، ونسقى من حوضه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً.