لقد اهتم الاسلام بالمرأة ، وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة ، ورفعها إلى مصاف الرجال ، فهي مع الرجل في جميع ميادين الحياة .
لم يرد في النصوص الشرعية المعتبرة ، والتي يعتمد عليها ، ما يحرم على
المرأة أن تعمل وتكتسب ، ولا ما ينفي وجودها في ميادين
العمل .
ليس من التعاليم الإسلامية ولا من قوانين الشريعة السمحاء ، ابتعاد
المرأة عن الحياة العملية ، وإنما هو من تضليل المضللين وإسدالهم الستار على الاحكام الشرعية الواضحة في حين لوثت العادات والتقاليد المستوحاة من المجتمعات غير الإسلامية نقاءها وصفاءها ، وأسدلت عليها نقاباً من التشويش والتشويه والتضليل .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : « للرجال نصيبٌ مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيءٍ عليماً » (1) .
وقال سبحانه وتعالى : « هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور » (2) .
ولكن إذا أمعنا النظر ، وتصفحنا التاريخ ، نرى أنه عندما غمر بلاد
(1) سورة النساء ـ آية ـ 32 .
(2) سورة الملك ـ آية ـ 15 .
(54)
المسلمين ( الامبراطورية الاسلامية ) طوفان الجواري والاماء ، واستخدمت هذه الجواري للهو ... والمتعة .و.و.و
في ذلك الوقت اضطر المسلمون الأحرار إلى تمييز
المرأة الجليلة الحرة بوضع اجتماعي خاص ، عز لها تدريجياً عن الحياة العملية ووضعها ضمن نطاق خاص بها ايضاً .
أم الواقع التاريخي الذي يثبت مشاركة النساء للرجل في
العمل ، فهو واضح ثابت ، من سيرة المسلمين في صدر الاسلام وبدء الدعوة وذلك حين كان المسلمون يلتزمون في حياتهم الاسس والتعاليم الاسلامية ، بشكل صحيح وغير مريب ، فكان أمامهن مجال
العمل واسعاً وفسيحاً ومحاطاً بتعاليم الرسول الكريم ... وضمن نطاق الحشمة والعفة والأدب والدين .
Icon38 k.,g hglvHm hgn ld]hk hgulg