عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/02/11, 06:41 AM   #1
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,343
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
1 (38) البكاء على حال النفس

البكاء على حال النفس



ورد فيالشرع الإسلامي أنه يستحسن للإنسان أن يبكي على حاله، وإذا ما توصلنا إلى معرفةأحوالنا فلابد أننا سنبكي إلا أننا غافلون عن أنفسنا.

لقد خلق الإنسان منأجل هدف معين ووضعت على كاهله مسؤولية. لذا يجب أن لا يغفل عن هذا الهدف وهذهالمسؤولية، إن ما تسمعونه من بكاء أئمة الهدى عليهم السلام مع أنهم كثيرو العبادةوالصلاة وعارفون بكل شيء بحيث لا يمكن أن يفوتهم شيء من المعارف الإلهية ويعبدونالله بكل اشتياق ولهفة, إن بكاءهم هذا نتيجة لمعرفتهم بأنفسهموأحوالهم.

فلماذا يبكون إذن مع كل ما يمتلكون؟

إنهم يبكون لفوات بعضالأعمال العبادية عليهم قصوراً.

أما بالنسبة لنا فلا يعتبر ذلك لأن الإنسانينشغل بضروريات الحياة من أكل وشرب ونزهة وانبساط, طبعاً هذه الأعمال مباحة ولاإشكال فيها، بل أحياناً تكون أعمال راجحة لأمثالنا، إلا أن الإنسان الذي وصل إلىمرتبة القرب من الله, فإن اللحظة الواحدة بالنسبة إليه تكون ثقيلة جداً على نفسهعندما يصرفها في الأعمال الحياتية الضرورية أو لا يستغلها في العبادة.

نعم, إنهم يبكون على فوات لحظة واحدة بينما نحن لا نفهم لماذا يبكون, بل نتعجب ونقول: هليمكن البكاء على فوات لحظة؟ لأننا محجوبون عن رؤية الواقع أما أولئك فإن الغطاء قدكشف لهم فأصبحوا يشاهدون ما وراءه.

قال تعالى: ﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَالْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ... ﴾.

إن كل لحظة ـ أقل من الثانية ـمن حياتكم يمكن أن تؤدي بكم إلى نيل الدرجات العلى يوم القيامة؛ ومع ذلك سترون فيذلك اليوم (مليارات) من أمثال هذه اللحظة قد ذهبت هدراً من حياتكم. أليس في ذلكحسرة؟!

هذا إذا لم تقضوا هذه (المليارات) من اللحظات ـ لا سمح الله ـ فيطريق بعيد عن الله تعالى، وعن الهدف الذي خلقتم من أجله.

إذن فالبكاء علىالنفس, والبكاء على المصير بعد الموت, والبكاء على المآل يوم القيامة ـ وهو أصعبمما بعد الموت ـ عمل جيد ومستحسن، ولأننا نشاهد الموت ووحدة القبر وظلمته فإنناندرك ذلك.

نحن الآن وسط الأصدقاء والزملاء والعائلة واللذائذ وغير ذلك. إلاّأن هناك زماناً سيأتينا وقد يكون بعد ساعة أو سنة أو عشرين سنة سيلفنا نفس هؤلاءالأشخاص وسط قطعة من القماش ويدفنوننا في التراب, عندها ستكون الوحدة والغربةوالبعد عن ما أعتدنا عليه أمراً صعباً جداً، خاصة بالنسبة لمن يعتقد بأنه سيتركليأتيه ملائكة الله للسؤال, وقد ورد في زيارة آل ياسين (وسؤال منكر ونكير حق) يعنيأن لذلك واقعية.

إن الذي يجعلنا نجهل قيمة البكاء من أهوال يوم القيامة هوبعدها عن أعيننا وحواسنا مع أن تلك الأهوال أصعب آلاف المرات مما يعرض لنا فيالحياة ونعتبره صعباً جداً.

فإذا كنتم تحبون البكاء من هذه الأمور, فعليكمأن لا تخجلوا من ذلك ولا ينتابكم الحياء((لا تتركه حياءً))، فهذا قانون, فإن كنتمأهل تعبد وتعشقون أداء العبادات فعليكم بها، ولا تقولوا أننا عندما نتقرب إلى اللهبركعتين فسيقول الناس إنهم يصلّون رياءً، فليقولوا ذلك إنهم مخطئون إلا أن علينا أنلا نترك العبادات.



المصدر: موقع حسينية ال عبد الحي




hgf;hx ugn phg hgkts



توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس