عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/03/06, 05:42 PM   #1
النبأ العظيم

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 771
تاريخ التسجيل: 2012/12/04
الدولة: iraq*Baghdad*
المشاركات: 9,729
النبأ العظيم غير متواجد حالياً
المستوى : النبأ العظيم will become famous soon enough




عرض البوم صور النبأ العظيم
Man2 سبب تأخر استجابة الدعاء

اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
عندما يدعو الإنسان ربه طمعا في تلبية حاجة دنيوية له، فإنه قد لاتستجاب له الدعوة.. وعدم تلبية تلك الحاجة بمثابة إنسان يذهب إلى دار سلطان طلبا لألف درهم مثلا.. وقد لا يرى السلطان أن هذا العطاء في محله، ولكن يجعله من ندمائه ومن المقربين في قصره !!.. فيا ترى هل هناك نسبة بين هذا المقام، وبين حرمانه تلك الحاجة البسيطة؟..

ولهذا في أحاديث أهل البيت (ع) ما مضمونه: أن الإنسان عندما يكشف له الغطاء يوم القيامة، ويرى التعويض مقابل الدعوات الكثيرة التي دعاها ولم تستجب له .. يقول: يارب، ليتك لم تستجب لي أي دعوة في الدنيا!.. إذن فإن على الإنسان أن يدعو، ويفوض الأمر إلى الحكيم الخبير.. وهذا الحديث من روائع الحديث في باب إجابة الدعاء، ومضمون هذا الحديث - بروحه لا بنصه - موجود في كتاب "عدة الداعي" لابن فهد الحلي، وهو من كبار العلماء الأبرار.. العبد يدعو ربه، والدعوة صادرة من قلب خاشع، والمصلحة في القضاء، إذن ما المشكلة؟..

يقول الله عز وجل لملائكته: عبدي سألني، أجيبوه!.. ولكن لي طلب منكم أيتها الملائكة!.. أخروا الإجابة ولاتعطوه الحاجة الآن.. لماذا؟.. الحديث يقول: إن الله يحب أن يسمع صوت العبد وهو يدعوه، فرب العالمين يعلم أنه إذا أعطاه الحاجة، فإنه من المستحيل أن يطلب ربه بتلك الحالة. اذ الناس الذين هم في زمرة الأحرار قليلون، وكلنا إما عبيد، وإما تجار حسب الوصف ، فرب العالمين يقول: أجيبوا عبدي وأجلوه - مضمون الحديث - فإني أحب أن أسمع صوته.. وفي المقابل العبد يدعو ربه، فيقول الرب لملائكته: أجيبوا عبدي، ولكن عجلوه!.. - لهذا المضمون - فإني أكره أن أسمع صوته، اسكتوه وأعطوه الحاجة، لئلا يدعوني بعد ذلك.

إن الله سبحانه وتعالى يعطي الحاجة، ولكن في الوقت المناسب، فالإنسان لا يدري عواقب الأمور.. وكما هو معلوم فان الأمور مرهونة بأوقاتها، كما في دعاء الافتتاح: (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور).. إن الأمور بخواتيمها، ورب العالمين ينظر للعاقبة، فيرى أن هذه العاقبة لا تأتي من خلال إجابة الدعاء.

ان موسى عليه السلام دعا ربه، وكان موسى كليم الله، ولم يدع وحده، وإنما دعا معه أخوه هارون.. ومع ذلك تقول الآية: { أجيبت دعوتكما }.. ويقال: بين دعوتيهما وبين إجابة الدعاء - لعل في بعض الروايات - أربعون سنة.. نعم أجيبت الدعوة، ولكن بعد أربعين سنة.. وعلى الإنسان أن يطيل باله، فإن الإنسان عمره في الدنيا مقابل سنوات البرزخ والقيامة عمر قصير جدا، وعليه فان على العبد أن لايستعجل متاعا عاجلا في نفسه أو في أمواله.. (ادعني!.. ولا تعلمني).



sff jHov hsj[hfm hg]uhx



رد مع اقتباس