عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/07/03, 12:36 AM   #1
بو هاشم الموسوي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3210
تاريخ التسجيل: 2014/06/28
المشاركات: 160
بو هاشم الموسوي غير متواجد حالياً
المستوى : بو هاشم الموسوي is on a distinguished road




عرض البوم صور بو هاشم الموسوي
افتراضي ◆{وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ}◆

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

يقول تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ}.[المعارج:33]، وجاء في الرّواية الشّريف الّتي رواها الشّيخ أبو منصور الطّبرسي عن القاسم بن معاوية، قال: قال أبو عبد الله الصّادق (عليه السّلام): "إذا قال أحدكم: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله"؛ فليقل: "عليّ أمير المؤمنين وليّ الله".[الطّبرسي، الإحتجاج، 1/ 158].

بيان
يقول الشّيخ المحقّق محمّد السّند في بحثه الإستدلاليّ حول (الشّهادة الثالثة المقدّسة) تحت عنوان: "الأذان في التّشريع القرآني": "التشهّد هو تشهّد بالشّهادات الحقّة هو امتثال لمصداق قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}.[المعارج:32-34] فإنّ التعبير بالآية بلفظ الجمع لا بلفظ التثنية ممّا يدلّك على تعدّد الشّهادة بالحقّ.
وفي الآية السابقة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} فإنّ إقامة الشّهادة أحد مصاديق الأمانات كما في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.[الأحزاب:72] والآية تشير إلى أن أبرز وأهم مصاديق الأمانة والشهادة هي مواثيق وعهود الإقرار بالتوحيد والرّسالة والإمامة.
وقيل: إنّ مقتضى وظيفة القيام بالشّهادات هو القيام بمؤدّى الشّهادتين "شهادة أنّ لا اله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله" حيث أنّ مقتضى الشّهادة الأولى عدم التوجّه والوله لغير الله، ومقتضى الشّهادة الثانية عدم مخالفة الرّسول في أمر من أوامره، وكذلك هو مقتضى ومعنى الشّهادة بالولاية والإمامة والوصاية بأئمّة الهُدى (سلام الله عليهم).
فيتحصّل من مفاد الآية: عموم الشّهادات بلفظ الجمع للشّهادات الثّلاث إذ هي من أعظم الأمانات الّتي حمّلها الله البشر وألزمهم بإقامتها وبأدائها والعمل بها، ومن مصاديق أداء الشّهادات وأقامتها الإقرار بها باللّسان والنداء على رؤوس الأنام، فالأمر بها عام شامل لكلّ تلك الموارد بل إنّ سياق هذه الآية قد وقع في سياق هذه السّورة الّتي مستهلّها نزل فيمن تنكّر لولاية عليّ (عليه السّلام) في يوم الغدير.
ووردت الرّوايات مستفيضة عند الفريقين في ذيل قوله تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى? أَهْلِهَا}.[النّساء:58]، وقوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.[الأحزاب:72] في تفسير الأمانة بولاية عليّ وولاية الأئمّة من أهل البيت (عليهم السّلام).
فقد روى الصّدوق في الموثقة عن أبي بصير قال: "سألت أبا عبد الله عن قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} قال: الأمانة الولاية والإنسان أبو الشّرور المنافق".
وروى الصفّار في الصّحيح عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر (عليه السّلام) في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ} قال: إيّانا عنا". وغيرها من الرّوايات.
ويتّضح من كلّ ذلك أنّ ولاية عليّ وولده الأطهار (عليهم السّلام) هي أبرز أمانة مقصودة في الآيات الكريمة وأنّ الإقرار بها هي ضمن الشّهادات الّتي أمر بإقامتها، وأنّ التشهّد بالشّهادة الثالثة على حذو التشهّد بالشّهادتين أمر مطلوب في كلّ الأحوال والأوقات شرعًا وإنّها من أعظم الشّهادات الّتي يقيمها المكلّف وأعظم الأمانات الّتي استرعي المكلّف على أداءها، وإنّ من أبرز مواطن إقامة الشّهادات الحقّة هو التشهّد بالشّهادتين في الأذان، وقد جعلت الآيات الأُخَر أنّه أحسن القول وأنّه دعوة إلى الله تعالى.
وذكر المصلّين في سياق الآية المتقدّمة حيث قال تعالى: {إِلّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالهمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّين . . . * وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}. فهذه الصّفات والمديح بها في القرآن قد ذكر للمصلّين في صدر تلك الصفات كما ذكر في ذيلها أيضًا إقامة الشّهادات ورعاية الأمانات، فلا يخلو السّياق من تناسب لأنّ من موارد إقامة الشّهادات وأبرزها هو في الصّلاة لا سيّما وأنّ الصّلاة قد تضمنّت التشّهد بالشّهادات الحقّة في الأذان والإقامة والتشهّد".[محمّد السّند، الشّهادة الثّالثة، ص28-32 (بتصرّف)].

أقول: وهناك العديد من الرّويات الشّريفة الّتي جاءت في أنّ كلّ شيء كان مداده التّكويني الشّهادة الثّالثة المقدّسة؛ فمن أراد فليراجع: الجزء السّادس من "مستدرك سفينة البحار" للمحدّث النّمازي الشّاهرودي، لغة "شهد".
وخير ما نتمّ به الكلام ما جاء في (دعاء زمن الغَيْبة الشّريف): "اللّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَلِيًّا وَمُحَمَّدًا وَجَعْفَرًا وَمُوسى وَعَلِيًّا وَمُحَمَّدًا وَعَلِيًّا وَالحَسَنَ وَالْحُجَّةَ القائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. اللّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَعافِنِي مِمّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَثَبِّتْنِي عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقَكَ وَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ وَأَنْتَ العالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِي عَلى ذلِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ وَلا كَشْفَ ما سَتَرْتَ وَلا البَحْثَ عَمّا كَتَمْتَ وَلا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَلا أَقُولَ: لِمَ، وَكَيْفَ، وَمَا بَالُ وَلِيِّ الْأمْرِ لا يَظْهَرُ وَقَدْ امْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنَ الجَوْرِ، وَأُفَوِّضَ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ".

* للفائدة، راجع: "شرح دعاء زمن الغيبة الشريف"


عجّل الله تعالى لنور آل محمّد وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم الإمام بقيّة الله الأعظم (عليه وآله السّلام) الفرج ونحن معه.
اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.

& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook



◆V,Qhg~Q`AdkQ iElX fAaQiQh]QhjAiAlX rQhzAlE,kQC◆



رد مع اقتباس