عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/09/09, 09:13 PM   #1
بنت الصدر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1425
تاريخ التسجيل: 2013/04/23
الدولة: العراق
المشاركات: 8,074
بنت الصدر غير متواجد حالياً
المستوى : بنت الصدر will become famous soon enough




عرض البوم صور بنت الصدر
افتراضي درس من موسوعه الامام الرضا

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


درس من موسوعه الامام الرضا


الدرس الذي يمكننا أخذه في المختصر هذا، وهو أشرف الدروس وأعلاها: تقوى الله جلّ جلاله، فهي أساس الإسلام ومحوره، وعليها تدور نواهيه و أوامره، وبها يتسامى الناس في درجاتهم، ويتمايزون في مراتبهم، قال تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا فضل لعربي على أعجميّ، ولا لأبيض على أسود إلاّ بالتقوى»، وفي وصيّته، صلى الله عليه وآله، لأبي ذرّ الغفاري – رضوان الله عليه، قال: «عليك بتقوى الله فإنّه رأس الأمر كلّه».

والإمام الرضا عليه السلام، لم يجسِّد التقوى وحسب، وإنّما كان يوجّه الناس إليها ويرشدهم عليها، فإذا أُشيد بفضله ومكانته وقيل له: «أنت واللهِ خير الناس» أرجع سبب ذلك إلى التقوى، وقال: «لا تحلف يا هذا، خير منّي مَن كان أتقى لله (عزّ وجلّ) وأطوع له، والله ما نسخت هذه الآية: ((وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ))»، ولمّا قيل له: «واللهِ ما على وجه الأرض أشرف منك أباً»، قال عليه السلام: «التقوى شرّفتهم وطاعة الله أعظمتهم».

والمعنى: أنّ خير النّاس هو أتقى النّاس، فشرفه وعظمته، وجليل قدره ومكانته، وسمو مقامه ودرجته، خاضع لدرجة تقواه وطاعته، ألم يقل ربّ العزّة جلّ وعلا: «وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى»، وذلك عن طريق الإكثار من العبادة لله، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، والإمام الرضا عليه السلام، ما عظمت مكانته في القلوب إلاّ لعظيم تقواه، وما عظم تقواه إلاّ لعظيم عبادته كما قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا»، ومن جليل مظاهر عبادته ما نقله والي المدينة من قِبل المأمون العبّاسي – وهو الذي كُلِّف بمرافقة الإمام عليه السلام إلى خراسان – حيث قال للمأمون حين سأله عن أحوال الإمام عليه السلام في الطريق: «كان إذا أصبح صلّى الغداة، فإذا سلّم جلس في مصلاّه يسبّح الله ويحمده ويكبّره ويهلّله، ويصلّي على النبي وآله حتى تطلع الشمس، ثمّ يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار، ثمّ يقبل على الناس يحدّثهم ويعظهم إلى قريب الزوال، ثمّ يجدّد وضوءه ويعود إلى مصلاّه...»، ثمّ يذكر كيفيّة صلاة الإمام عليه السلام وركوعه وسجوده وخشوعه و...

وقال إبراهيم بن العبّاس في شأنه عليه السلام: «كان قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمَن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه».

فالدرس الذي نتعلّمه من الإمام عليه السلام وسيرته، هو الاهتمام بالجانب العبادي وتنميته، وتوثيق العلاقة مع الله جلّت قدرته، فنبادر إلى التوبة، ونسارع إلى الطاعة، ونتسامى إلى درجات التقوى بكل عزم وإرادة، فنحيا في الدنيا حياة السعادة، وفي الآخرة كرامة السيادة.



]vs lk l,s,ui hghlhl hgvqh



توقيع : بنت الصدر
[IMG]https://s*******-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/10257763_1403054306651158_385830557615175906_n.jpg ?oh=a01c3d1af4356ef62041dc6c00e65318&oe=54EC69BE[/IMG]
رد مع اقتباس