سماحة اية الله السيد زهير القزويني (دام توفيقه)
من أين أتت كلمة الشيعة لم نسمع بها لا في كتاب الله القران الكريم ولا في السنة النبوية ومن أين تأتون بالفتاوى
بسمه تعالى
أقول: لابد لتوضيح المسألة من البحث في الجهة اللغوية واخرى في الجهة الاصطلاحية أما من حيث اللغة فقد قال ابن منظور في كتابه لسان العرب (الشيعة) هم القوم الذين يجتمعون على أمر، وقال في مكان آخر من كتابه:الشيعة اتباع الرجل وانصاره، وقال الجوهري في كتابه صحاح اللغة شيعَةُ الرجلِ: أتباعُه وأنصارُه.وهكذا سائر القواميس.
وأما اصطلاحا فاذا اطلق لفظ الشيعة في زماننا الحاضر فانه يراد منه من يعتقد بان بإمامة علي بن أبي طالب(ع) بعد النبي بلا فصل وبموجب النص الالهي.
والجذر التاريخي لتكوّنهم السياسي واقصد الشيعة تقريبا في الفترة التي وقعت فيها احداث السقيفة وغصب الخلافة وانقلاب الناس على بيت النبوة وقبولهم الباطل ونكثهم البيعة التي كانت في أعناقهم لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) يوم غدير خم عدا من بقي معه من الانصار
كبني هاشم وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وابن التيهان وعثمان بن حنيف وغيرهم من الصحابة.
وتحت هذا العنوان يندرج كثير من الفرق الاسلامية ممن يطلقون على انفسهم شيعة علي لانهم يعتقدون بإمامة علي بن أبي طالب(ع) وأنه الوصي بعد رسول الله (ص) بلا فصل.كالاسماعيلية والزيدية والفطحية والغرابية وغيرهم.
لكن أكبر الفرق الشيعية هي الفرقة الاثنى عشرية القائلون بامامة اثنى عشر خليفة معصوم منصوص عليهم واحدا بعد واحد وكلهم من قريش كما دلت الروايات الكثيرة على ذلك
ويثير استغرابي دعوى السائل ان لفظ الشيعة لم يرد في القرآن ولاغرابة اذا لم يذكر القرآن باللفظ الصريح الشيعة لان تكونهم السياسي الاقوى كان بعد غصب الخلافة من امير المؤمنين (ع) وكان قد انتهى نزول القرآن الكريم برحيل النبي الأكرم (ص) وانقطاع الوحي، على ان هناك الكثير من الروايات عن النبي (ص) من الفريقين - ولا مجازفة اذا ادعينا التواتر فيها- ذكرت لفظ الشيعة لمن القى السمع وهو شهيد ونذكر خبرا واحدا من عندهم وواحدا من عندنا
وأما الذي منهم :
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة وإملاءا أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر مولى آل شخبرة قال: حدثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي، قال: سمعت علياً يقول: (حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي أما تسمع قول الله عز وجل: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) (البينة:7) هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غراءً محجلين)
وأما الذي من عندنا :
وروى بأسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا علي مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم افترق قومه ثلاث فرق، فرقة شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة اعداؤك وهم الناكثون، وفرقة غلوا فيك وهم الجاحدون الضالّون، فأنت يا علي وشيعتك في الجنة ومحبو شيعتك في الجنّة وعدّوك والغالي فيك في النّار.
وأما جواب سؤاله الثاني فسيأتي تباعا
والحمد لله رب العالمين
schg