بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين بعدد أنفاس الحسين والعباس ( عليهم الصلاة والسلام)
( ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته)
( ونوره) هذه المفردة من أجمل المفرادات التي يسعى اليها الفرد المسلم بل حتى غيره وتعتبر من الالفاظ الواضحة جداً ولكن نذهب الى الراغب الاصفهاني كيف يبين معناها حيث قال أنه ( الضوء المنتشر الذي يعين على الابصار) ثم قسمه الى قسمين . دنيوي وأخروي, ثم قسم الدنيوي قسمين أيضا ضرب معقول بعين البصيرة وهو ما أنتشر من الامور الالهية كنور العقل ونور القران قال تعالى(0 قد جاءكم من الله نور وكتاب مبينٌ) سورة المائدة 15
وقال تعالى( وجعلنا له نور يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارجٍ منها) .ومحسوس بعين البصيرة وهو ما أنتشر من الأجسام النيرة كالقمرين والنجوم والنيرات قال تعالى( هو لذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) يونس 5
أما النور الاخروي هو ذلك النور الذي يقدمُ المومنين ويهديهم الى الجنة
وقال تعالى ( والذين أمنو معه نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم)
حيث نور الحقيقة خاص بهؤلاء المؤمنون دون غيرهم كما عبر القران بذلك حيث ذكر حال الكفار قائلاً( أنظرونا نقتبس من نوركم قيل أرجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً)
وأهل البيت هم المظهر لنوره جل وعلا شأنه وهذه الاية الاخيرة تثبت النور الحقيقي للمؤمن فتدبر بذلك رحمك الله
واما ( وبرهانه) ويقصد بها هو الوضوح الشديد والابيضاض الواضح وبعبارة أخرى هو الحجة والدليل الموضح المبين سمى بذلك لأنه يسفر عن دعوى المدعي ويجليها
وهنا قال الراغب ( فالبرهان أوكد الأدلة وهو الذي يقتضي الصدق أبداً لامحالة)
ويتعتبر هذا اللفظ من أسماء الله تعالى جل أسمه ( ياديان يابرهان ) وكذلك هذا اللفظ أستعمله القران بسبب وضوح الدليل والحق فقال تعالى في حق القران( قد جاءكم برهان من ربكم)
والقران هو البرهان الاكمل والبرهان هو أسم من اسماء الله تعالى الفعلية
(وهنا نذكر نكتة عرفانية لجواد أملي)
أن اسماء الله تعالى الفعلية تتطلب لظهورها وتجليها مظهراً وحيث أن الائمة (ع) هم مظاهر أسمائه تعالى فقد وصفوا ب(البرهان) علاوة على أشتراك القران اناطق والقران الصامت في السماء والصفات
كما في رواية الامام الصادق ( ع) ( البرهان محمد والنور علي) تفسير العياشي ج1 اية174 سورة النساء
هذه الاشياء التي ذكرتها هي أموراً قصيرة لانها تحتاج الى أبحاثاً كثيرة من حيث البرهان وأسئل الله تعالى أن يوفقنا لذلك
وفي الختام صلى الله على محمد واله الكرام
.dhvm hg[hlui 53