عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/10/16, 09:07 PM   #1
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,436
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي قصة استشهاد عبدالله الرضيع

بسم الله الرحمن الرحيم

استشهاد عبدالله الرضيع



وَدَعا بولده الرضيع يودّعه، فأتته زينب بابنه عبدالله، و أمّه الرباب، فأجلسه في حجرِه يُقبّلُه، و يقول: بُعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدُّك المصطفى خصمهم، ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهمٍ فذبحه، فتلقّى الحسين الدمَ بكفّه، و رمى به نحو السماء.



قال أبوجعفر الباقر (ع): فلم تسقُط منه قطرةٌ،[1] و فيه يقول حجّة آل محمّدٍ عجّل الله فرجه: السلام على عبدالله الرضيع المرمي الصريع المتشحّط دماً و المصعّد بدمه إلى السماء، المذبوح بالسهم في حجر أبيه، لعنَ الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي و ذويه. [2]

ثمّ قال الحسين (ع): هوّن ما نزلَ بي أنّه بعين الله تعالى،[3] اللّهمّ لا يكون أهونَ عليك من فصيل ناقة صالحٍ، إلهي إن كنت حبَستَ عنّا النصر فاجعله لما هو خيرٌ منه، و انتقِم لنا من الظالمين،[4] و اجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرةً لنا في الآجل،[5] اللّهمّ أنت الشاهدُ على قومٍ قتلوا أشبه الناس برسولك محمّد صلـى الله عليه و آله. [6]

و سمعَ (ع) قائلاً يقول:‌ دَعهُ يا حسين! فإنّ له مرضعاً في الجنّة. [7]

ثمّ نزل (ع) عن فرسه و حفرَ له بجفن سيفه و دَفنَه مرمّلاً بدمه، و صلّى عليه، و يقال وضعه مع قتلى أهل بيته. [8]

و تقدّم الحسين (ع) نحو القوم مصلتاً سيفه آيساً من الحياة، و دعا الناس إلى البراز، فلم يزل يقتلُ كلّ من برز إليه، حتّى قتلَ جمعاً كثيراً، ثمّ حملَ على الميمنة و هو يقول:

الموتُ أولى من ركوبِ العارِ
و العارُ أولى من دخول النار[9]


و حملَ على الميسرة و هو يقول:

أنا الحسين بن على
آليـت أن لا أنثَنــي

أحمي عيالات أبي
أمضي على دين النبيّ[10]


قال عبدالله بن عمّار بن يغوث: ما رأيتُ مكثوراً[11] قطُّ قد قتلَ ولدهُ و أهل بيته و صحبه أربط جأشاً منه، و لا أمضى جناناً و لا أجرأ مقدماً، و لقد كانت الرجال تنكشفُ بين يديه إذا شدّ فيها، و لم يثبت له أحدٌ. [12]

فصاح عمر بن سعدٍ بالجمع: هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابنُ قتّال العرب، احملوا عليه من كلّ جانبٍ[13] فأتته أربعة آلاف نَبلَةٍ، و حال الرجالّة بينه و بين رحلِه، فصاحَ بهم: يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دينٌ، و كنتم لاتخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم، و ارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرباً كما تزعمون.

فناداه الشمرُ: ما تقول يا ابن فاطمة؟ قال:‌ أنا الّذي أُقاتلكم و النساء ليس عليهنّ جناحٌ، فامنعوا عُتاتَكم عن التَعرّض لِحُرَمي ما دمتُ حيّاً.

قال اقصدوني بنفسي و اتركوا حُرَمي قد حانَ حيني و قد لاحت[14] لوائحه

فقال الشمرُ: لك ذلك. [15]

وَ قَصَده القومُ، و اشتدّ القتالُ، و قد اشتدّ به العطش، فحملَ من نحو الفرات على عمرو بن الحجّاج، و كان في أربعة آلافٍ، فكشفَهم عن الماء و أقحَمَ[16] الفرسَ الماءَ، فلمّا همّ الفرسُ ليشربَ، قال الحسينُ: أنتَ عطشانٌ و أنا عطشانٌ، فلا أشرب حتّى تشرب، فرفع الفرس رأسه كأنّه فهمَ الكلام، و لمّا مدّ الحسين يده ليشرب ناداه رجل أتلتذُّ بالماء و قد هُتِكَت حُرَمُكَ؟ فَرَمى الماء و لم يشرب، ‌و قصدَ الخيمة. [17]





--------------------------------------------------------------------------------

[1] . اللهوف علي قتلى الطفوف، ص 117.

[2] . بحار الانوار، ج 101،‌ ص 270.

[3] . اللهوف علي قتلى الطفوف، ص 117.

[4] . مثير الأحزان لابن نما، ص 70.

[5] . المقتل للمقرم، ص 333؛ نقلاّ عن ظلم الزهراء، ص 122.

[6] . المقتل للمقرم، ص 333؛ نقلاّ عن المنتجب للطريحي، ص 313.

[7] . المقتل للمقرم، ص 333؛ نقلاّ عن تذكرة الخواص، ص 144 و القمقام لميرزا فراهاد، ص 385.

[8] . الإرشاد للمفيد، ص 250 و مثير الأحزان لابن نما، ص 70.

[9] . مثير الأحزان لابن نما، ص 72.

[10] . المناقب لابن شهر آشوب، ج 4، ص 110.

[11] . المكثور أي المغلوب، و هو الّذي كثر عليه الناس فقهروه، المنجد.

[12] . مثير الأحزان لابن نما، ص 72.

[13] . مناقب ابن شهر آشوب، ج 4، ص 110.

[14] . لاح بمعني بدا و ظهر، ‌المنجد.

[15] . مقتل الخوارزمي، ج 2، ص 33.

[16] . أقحم فرسَه النهرَ أي أدخله بعنف فيه،‌ المنجد.

[17] . بحار الانوار، ج 45،‌ ص 51.


rwm hsjaih] uf]hggi hgvqdu



توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس