عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/11/05, 01:07 PM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

سلسلة الوعي الثوري (3)


الشيح عيسى أحمد قاسم


يوم الحسين (عليه السلام) يوم الإسلام

كلُّ أيام الحسين عليه السلام أيامٌ للإسلام. إمامُ عاش حياته لقضية التوحيد، واستُشهِد من أجلها، وبقيَ في القلوب لتحيى القلوبُ بها، وظلّ يملأ ساحات الحياة لتنشدَّ ساحات الحياة إليها.
يومه الشهير يومُ كربلاء ما كان إلاَّ لله، وما وُجِد إلاّ للإسلام، وهو من أيّامه الكبرى، وكلمته كلمته، ورايته رايته، ونصرُه نصره، وهزيمته هزيمته (نعم، نصر الحسين عليه السلام نصر الإسلام، وهزيمة الحسين عليه السلام هزيمة الإسلام).
ومن كان مع الحسين عليه السلام في أيّ يومٍ فهو مع الإسلام، ومن كان عليه في أيّ يومٍ كان على الإسلام؛ ذلك لأنَّ الحسين عليه السلام لا يفترق عن الإسلام، والإسلامَ لا يفترق عن الحسين عليه السلام.
يوم كربلاء لشهادة لا إله إلا الله(وحده لا شريك له)، ولتملأ هذه الشهادة بهُداها كل ساحات الحياة، ولتقود حركة الإنسان، وتقضيَ على الطاغوتية في الأرض، وتُذِلَّ المستكبرين. ولتستبدل عن الجهل علماً، وعن الظلم عدلاً، وعن الهوى حُكماً للدين والعقل والحكمة.
ولتمنع أن يستعبد إنسانٌ إنساناً، وأن يدخل إنسانٌ في عبادة إنسان، ويرضى بألوهية الطاغوت.
يوم كربلاء لشهادة أنَّ محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأن لا بديل للنّاس عن نهج الحياة الذي جاء به عن ربِّه، وعن دينه الذي ارتضاه له وللناس أجمعين، ولا قيادةَ لهم إلاَّ من خطِّ قيادته، ولا يأتمنُ أمرَهم إلا من اقتداه، واهتدى بهداه، واستنَّ بسنته، وأتقن فقه شريعته، ولم يكن له توجهٌ إلا لله.
يوم كربلاء يوم الحسين عليه السلام لتنتهيَ قيادات السوء من وجود الأمة، وفي كلّ العالم، ويختفيَ جميع الأقزام من موقع القيادة، ولا يُهانَ الإنسان وتُسحق كرامته، ويُستلبَ وعيُه، ويُضلَّلَ عن هدفه.
حتى لا تتحوَّل الحياةُ الكريمة المسئولة للإنسان إلى مأساة وملهاة(ومن دون قيادة الحسين، وقيادة من سنخ قيادة الإمام الحسين عليه السلام تتحوّل الحياة إلى مأساة وملهاة، أُناس في مأساة وأناس في ملهاة)، بعيداً عن بناء الذّات، والسّير على طريق الغاية الرّفيعة التي ارتضاها الله سبحانه لعباده، وأهّلهم لبلوغها، ومَنَحَ لهم نور هداها، وفتح واعيتهم عليها، ودلّهم على طريق السلوك إليها.
يوم كربلاء يوم الحسين عليه السلام لحرمان الطّامعين من أهل الهوى والقامات الإنسانية القصيرة، والمستويات المعنوية الحقيرة من التحكُّم في مصير هذه الأمّة، وأيِّ أمّة، والعبث بثروات الأرض وكنوزها، وبعثرتها كما يشاء الهوى، ويشاء الظلم، ويشاء السَّفَه، وتُحبُّ الشهوات. وحتى لا يُظلم الإنسان، ويُذلَّ وتُسلبَ إرادتُه، ويُخوّف، ويقلق وتُقيّد يداه بما أنتجته من أسباب قوّة سيطر عليها الظالم، ومال تصبّب من أجله عرقه(الناس الأبرياء إنما يسجنون، وإنما يقتلون بإمكاناتٍ من كسبهم)، وأعطى قوّتَه وشبابه، وَسَرَقَتْه أيدي الظالمين.

يوم كربلاء يوم الحسين عليه السلام من أجل ألا يكسر طغيانُ الظلم، وشدةُ البطش الذي تمارسه القِوى الحاكمة الظالمة إرادةَ الشعوب والأمم، وتنهار نفسيّتها فتقعَ في الذُّلّ الدائم، والهوان المقيم، وتُصاغ كما يشاء لها هوى الظالمين.

يوم كربلاء يوم الحسين عليه السلام من أجل ألا يبقى الفهم الزُّور، والتطبيق المكذوب لعنوان أولي الأمر في قوله تعالى:{... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...}(59/ النساء) على يزيد وأمثاله حاكماً لعقليّة الأمّة، ومُهيمِناً عليها، فيكون مؤثِّراً على إرادتها في مقاومة ظلم الظالم، وانحراف المنحرف، واستكبار المستكبر من حُكّام أمَّةٍ أراد لها الله عزَّ وجلَّ أن تكون الأمة الوسط التي لا تميل عن خطِّ الحقّ والعدل والهدى، ولا تُفرِّط في شيء من ذلك، وأن تكون الأمّةَ الشاهدة على سائر الأُمم، والمنار لكل العالم.
فابقوا ذاكرين دائماً للحسين عليه السلام، ويوم كربلاء، لتكونوا ذاكرين لله سبحانه باستمرار، منشدّين إلى إيمان الحسين عليه السلام وتقواه، ووعيه، وجهاده وثوريته، ودروس كربلاء المربّية وأهدافها العظيمة، وهي أهداف الإسلام التي تحكم بها الضرورة.

تنبيه لابد منه:

العمود الفقري لإحياء عاشوراء المنبر الرسالي الناجح وحضوره، والموكب العزائي الواعي الملتزم.
وهما عمدة الإحياء، وعليهما التعويل في الأكثر.
وهناك أساليب إحياء مكمِّلة. ولا قيمةَ لأيّ مظهر من مظاهر الإحياء لا يُراعي أحكام الشريعة الإسلامية المقدّسة


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس