عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/11/05, 01:13 PM   #7
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

سلسلة الوعي الثوري (7)



فضيلة الأستاذ عبدالوهاب حسين

عناصر السلطة
إن السـلطة التي تتولى زمام القيـادة في الدولة ، تحتاج إلى عنصرين أساسيين تتألف منهما .. وهما :

العنصر الأول ـ القوة : التي من خلالها تستطيع السلطة فرض إرادتها وتحقيق أهدافها في الدولة ، وبدونها تفقد السلطة مصداقيتها وواقعها كسلطة على الأرض ، بغض النظر عن شرعية الأساليب المتبعة للحصول عليها ، فقد تتبع الأطراف المتصارعة على السلطة أساليب مشروعة .. مثل : الإقناع ، وقد تتبع أساليب غير مشروعة .. مثل : الإغراء والتخويف والإرهاب .

العنصر الثاني ـ الشرعية : والتي من خلالها يسوغ للسلطة إعمال إرادتها واستخدام قوتها لفرض النظام في الدولة ، وبدونها تتحول السلطة إلى ظاهرة استبداد وظلم يجب على أبناء الشعب مواجهتها بهدف القضاء على الاستبداد والظلم أو إزالة السلطة المستبدة وتبديلها بسلطة أخرى تتمتع بالشرعية .. لأن القبول بالسلطة المستبدة : من شأنه أن يقضي على الإرادة الحرة الواعية للشعب ، ويقضي على كرامته الإنسانية واستقلاله .

ومصدر القوة هو : الإرادة الاجتماعية الغالبة في الدولة ، فمن يمتلك هذه الإرادة يستطيع أن يمتلك السلطة وأن يحافظ على ديمومتها ، ومن يفقدها لا يستطيع الوصول إلى السلطة أو المحافظة على ديمومتها .

وعليه : فالسبيل إلى السلطة والمحافظة على ديمومتها هو الحصول على الإرادة الغالبة في المجتمع .. وذلك عن طريق : الهيمنة على مجموعة من الإرادات الفردية وتوجيهها توجيها يجعل منها إرادات متراكمة منسجمة تبلغ المستوى الذي تكون به الإرادة الغالبة ، ليكون من خلالها الوصول إلى السلطة ( بغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية الأساليب المتبعة للحصول عليها ، وشرعية أو عدم شرعية الموازين التي تقوم عليها من جهة كونها متطابقة مع موازين الحق والعدل والفضيلة أو مخالفة لها ) .

والمطلوب في الأصل : صدور السلطة عن الإرادة الشعبية الحرة الواعية ، والتعبير الصادق عنها ، والتبادل السلمي للسلطة في ظل الشرعية ورضا أبناء الشعب .

أما مصدر الشرعية : فهو الله ( تبارك وتعالى ) ( وحده ) في الدين الإسلامي الحنيف ، والشعب في المذاهب الوضعية الأكثر شهرة ومقبولية .

وبالرجوع إلى قول الإمام الحسين ( عليه السلام ) : " ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون ، أينا أحق بالخلافة والبيعة" نجد أنه ( عليه السلام ) يطرح خلافة ( يزيد بن معاوية ) للمحاكمة الشرعية والسياسية أمام الناس ، ويدعي عدم شرعيتها الدينية ، وعدم رضا الناس بها ، ويقدم نفسه ( عليه السلام ) كبديل شرعي ، ويدعي بأن الخيار لو ترك للناس ، فإنها لن تختار ولن تبايع غيره . فخلافة ( يزيد بن معاوية ) خلافة غير صحيحة بالمقاييس الشرعية والعقلائية ، وأنها مفروضة على الناس بالقوة على خلاف إرادتهم ومصلحتهم .. مما يعطي الشرعية للخروج عليها ومقاومتها بالسلم والقوة .


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس