[للعلم فقط]

الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبعث السرايا ويعين عليها أمراء. أليس على من في السرية طاعة أميرها؟
إذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة خارج المدينة استخلف عليها من يشاء من الصحابة فمرة يستخلف عثمان بن عفان ومرة سعدا بن عبادة ومرة سعاد بن معاذ ومرة زيدا بن حارثة ومرة عليا ابن أبي طالب ومرة ابن أم مكتوم. أليس على من في المدينة طاعة من استخلفهم الرسول صلى الله عليه وسلم عليها؟
والأمراء الذين استعملهم الرسول صلى الله عليه وسلم على القبائل والمناطق كعتاب بن أسيد وعلي بن أبي طالب وخالد بن سعيد ومعاذ بن جبل والعلاء الحضرمي وعمرو بن العاص. أليس على الناس طاعتهم؟
فهذا أمر الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
فهذه الآية مصداق لذاك ويقويه قوله تعالى في الآية التي قبلها: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا". فتوجه الله تعالى بالخطاب من ولاة الأمر إلى الناس أن يطيعوهم.
ولي الأمر هو الحاكم والأمير والقاضي والمفتي. قال الله تعالى: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا".

وحتى لا يتبادر إلى الناس أن فرض الطاعة لأولي الأمر يعني عصمتهم من الخطأ والزلل قال بعدها: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ". ولنا رواية مشهورة في الصحيحين وغيرهما: "لا طاعة لبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف" ورواية: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".