بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأمور المهمة التي تشرفت بشخصية الإمام علي سلام الله عليه العلم والعدالة والشجاعة
ومن يتابع ويقرأ عن شخصية الإمام عليه السلام يجد أن الإمام عليه السلام جسد هذه الصفات طيلة حياته ومنذ نعومة أظفاره فقد شاء له الخالق عز وجل أن يكون ملازما للنبي صلى الله عليه وآله منذ طفولته
وهو ( عليه السلام ) يعرّف نفسه ويذكر بعض خصائصه وأوصافه في الخطبة القاصعة ، نقرأ في نهج البلاغة قوله ( عليه السلام):
(ولقد علمتم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقرابة القريبة والمنزلةالخصيصة ،وضعني في حجره وأنا ولد ، يَضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ،ويشمّني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة بقول ولا خطلة في فعل ، ولقد قرن الله به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من لدن أنْ كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالَم ، ليله ونهاره ، ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أُمّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه عَلَما ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاورفي كلّ سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غيررسول الله وخديجة وأنا ثالثهما.
أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة ، ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته
إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلاّ أنّك لست بنبي ولكنّك وزير ، وإنّك لعلى خير)
يذكر صاحب كتاب حديث المنزلة سماحة السيد علي الحسيني الميلاني :
علي لم يكن بنبي ، لكنّه شمّ ريح النبوّة ، لكنْ ما معنى هذه الكلمة بالدقّة ، لانتوصّل إلى معناها ، وعقولنا قاصرة عن درك هذه الحقيقة ، لم يكن بنبي إلاّ أنّه شم ريح النبوّة ، وأيضاً : لم يكن علي نبيّاً إلاّ أنّه كان وزيراً ، لرسول الله صلى الله عليه وآله
وعن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :
اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى : (اللهمّ اجعل لي وزيراً من أهلي أخي عليّاً ، اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً ، إنّك كنت بنا بصيراً)(1)
ويقول سلام الله عليه:
(علّمني رسول الله ألف باب من العلم ، يفتح لي من كلّ باب ألف باب)
وقال أيضا(سلوني قبل أن تفقدوني)
وقال عنه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
(أنا مدينة العلم وعلي بابها).
( أنا دار الحكمة وعلي بابها)
قال تقدست أسماؤه في قصة طالوت:
( وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم)
فجعل جهة حقه في التقدم عليهم ما زاده الله من البسطة في العلم والجسم واصطفاؤه إياه على كافتهم بذلك وكانت هذه الآيات موافقة لدلائل العقول في أن الأعلم هو أحق بالتقدم في محل الإمامة ممن لا يساويه في العلم
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أقضاكم علي(2)
وقال أيضا: (علي أقضاكم)
و قال صلى الله عليه وآله وسلم ) للإمام علي عليه السلام : (يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يخصمك فيها أحد من قريش : أنت أوّلهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهدالله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسويّة ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزيّة)(4)
في أعيان الشيعة يقول ذكرالمفيد بقوله:
لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله تقليده قضاء اليمن وانفاذه إليهم ليعلمهم الأحكام ويبين لهم الحلال والحكام ويحكم فيهم باحكام القرآن قال له أمير المؤمنين عليه السلام تندبني يا رسول الله للقضاء وانا شاب لا علم لي بكل القضاء فقال له ادن مني فدنا منه فضرب على صدره بيده وقال اللهم اهد قلبه وثبت لسانه قال أمير المؤمنين عليه السلام فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك المقام
وجدير بك أن تقرأ ماورد في قضائه سلام الله عليه في مختلف الكتب التي تروي مختلف القضايا التي تناولها الإمام سلام الله عليه في حياة النبي وبعد وفاته أيضا وكان له دور كبير مشهود له فيه على حل النزاعات والقضايا المختلفة التي تحتاج الى علمية واسعة وعدالة وشجاعة 0000
************************************************** ********************************
كما ورد في كتاب المنزلة
1- في تاريخ دمشق ، وفي المرقاة ، وفي الدر المنثور ، وفي الرياض النضرة ، يروون عن ابن مردويه وعن ابن عساكر وعن الخطيب البغدادي وغيرهم ، عن أسماء بنت عميس
2- في البخاري ، وفي سنن النسائي ، وسنن ابن ماجة ، وفي الطبقات لابن سعد ، وفي مسند أحمد ، وغيرها من الكتب
-3 ابن عساكر في تاريخ دمشق.
ـ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
ـ المتقي الهندي في كنز العمّال.
ـ صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة
وغيرهم
4- أبو نعيم في حلية الاولياء
ـ وصاحب الرياض النضرة.
ـ ابن عساكر ،.
</b></i>
Hrqh;l ugd!!