[عبد الحميد]

محبة الله تعالى

إن حب الله سبحانه هو من أعلى مراتب الإيمان، وكلما زاد حب العبد لله زادت طاعته له، ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى الله عز وجل، والحب مع العمل هو المقصود والمطلوب، فلو تجرد الحب عن العمل فلا يكون ذلك حباً، وإنما يكون غروراً، فإن طاعة الله والعبادة والعمل الصالح، والبعد عن المعاصي والرضى بكل ما يختاره الله للعبد. بل وشكر الله تعالى على السراء والضراء هو الحب الصادق..

ويجب التذكير بأن ترك ذكر الله تعالى يتسبب في إضعاف الحب. لذلك يجب الارتباط الروحي بالله من خلال التسبيح وقرائة القرأن والعبادة والمناجاة والدعاء، وأن يعيش العبد على الدوام في حالة تأمل وتفكر في آسماء الله، وسبحات جماله وجلاله، ومعاني كماله، ودلائل حكمته، ومظاهر قدرته، وبذلك يثبت الإرتبات بالله، ويستقر حب الله في القلب ويتجذر في النفس، ولا يبقيه مجرد قناعة جافة وباردة..

لذلك ينبغي السعي الدائم والمتواصل وبشكل يومي في العبادات وأن قلت، والحرص على العناية الدائمة بهذا الحب، لأن الحب إذا أفلت انطفأت حرارته، وخلا القلب من وميضه، وخباء نوره، ولا نعلم أن كنا سنوفق مجدداً للإمساك به..

جاء في الحديث القدسي: يا موسى.! لا تنسني على كل حال، فإن نسياني يميت القلب..

قال الإمام الصادق ع: إستقبل رسول الله ص حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك؟. فقال يا رسول الله مؤمن حقاً. فقال له رسول الله ص: لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك؟. فقال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي، وأظمأت هواجري، وكأني أنظر إلى عرش ربي، وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار. فقال له رسول الله ص: عبدٌ نور الله قلبه. أبصرت فاثبت..

أنظر إلى قول النبي ص "أبصرت فاثبُت" معناه لا يغرنك الإستبصار ولا يكفي أن تصل اليه، وإنما الأهم أن تثبت وتحافظ عليه..

قال الإمام علي ع: عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن قد رآها، فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن
قد رآها، فهم فيها معذّبون..

كيف تعرف أن الله يحبك: في ضوء ما تقدم يتضح أن الحب الصادق لله هو الحب الذي يُصدقه العمل، والسير في خط طاعة رسول الله ص.

قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.. آل عمران 31

فمن يستطع أن يضمن لنفسه السير في هدى رسول الله ص، تضمن له الآية المباركة أنه ممن يحبهم الله تعالى، ويبادلهم الحب بالحب، فإنها معادلة سهلة يسرها الله تعالى لجميع خلقه دون استثناء..

قال رسول الله ص: إذا أحب الله عبداً من أمتي، قذف في قلوب أصفيائه، وأرواح ملائكته، وسكان عرشه محبته ليحبوه، فذلك المحب حقاً، طوبى له ثم طوبى له، وله عند الله شفاعة يوم القيامة..

قال موسى ع: يا رب! أخبرني عن آية رضاك عن عبدك؟. فأوحى الله تعالى إليه إذا رأيتني أهيئ عبدي لطاعتي، وأصرفه عن معصيتي، فذلك آية رضاي..

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية

---

lpfm hggi juhgn ldjm hggi juhgn