عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/02/23, 12:39 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي صواريخ الوهابية الجزء 4


10- الربيع يتكلم بعد الموت



عن ربعي بن خراش (1) لا العبسي قال: مرض أخي الربيع بن خراش فمرضته ثم مات فذهبنا نجهزه، فلما جئنا رفع الثوب عن وجهه ثم قال: السلام عليكم، قلنا: وعليك السلام، قدمت؟ قال: بلى ولكن لقيت بعدكم ربي ولقيني بروح وريحان ورب غير غضبان، ثم كساني ثيابا من سندس أخضر، وإني سألته أن يأذن لي أن أبشركم فأذن لي، وإن الأمر كما ترون، فسددوا وقاربوا، وبشروا و لا تنفروا (2 ).
وفي لفظ أبي نعيم: إنه توفي أخي - ربيع بن حراش - فبينا نحن حوله وقد بعثنا من يبتاع له كفنا إذ كشف عن وجهه فقال: السلام عليكم. فقال القوم: وعليك السلام يا أخاه! عيشا بعد الموت؟ يعني حياة. قال: نعم إني لقيت ربي بعدكم فلقيت
ربا غير غضبان، واستقبلني بروح وبريحان واستبرق، ألا وإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ينتظر الصلاة علي، فعجلوا بي ولا تؤخروني، ثم كان بمنزلة حصاة رمي بها في الطست (3).
وفي لفظ: مات أخي الربيع فسجيته فضحك فقلت: يا أخي! أحياة بعد الموت؟
قال: لا، ولكني لقيت ربي فلقيني بروح وريحان ووجه غير غضبان، فقلت: كيف رأيت الأمر؟ قال: أيسر مما تظنون، فذكر لعائشة فقالت: صدق ربعي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أمتي من يتكلم بعد الموت (4).


قال الأميني: لست أدري لماذا استحال القوم القول بالرجعة، وليست هي إلا رجوع الحياة للميت بعد زهوق النفس، وهم يروون أمثال هذه الرواية وما مر في ص 103 مخبتين إليها من دون أي غمز بها، وإن مغزاها إلا من مصاديق الرجعة. نعم لهم أن يناقشوننا الحساب باقترابها من الموت وبعدها عنه، أو بطول أمدها وقصره، أو بقصر جوازها على تأييد المذهب فحسب، أو بحصر نطاقها بغير العترة الطاهرة فقط، غير إن هذه كلها لا تؤثر في جوهرية الامكان، ولا تصيره محظورا غير سائغ عقلا أو شرعا.
وشتان بين قصة ابن حراش هذه وبين ما جاء به ابن سعد في طبقاته 3: 273 عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت رجلا من الأنصار يقول: دعوت الله أن يريني عمر في النوم فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العرق عن جبهته فقلت: يا أمير المؤمنين!
ما فعلت؟ فقال: الآن فرغت، ولولا رحمة ربي لهلكت. وذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 99.
وأخرج ابن الجوزي في سيرة عمر ص 205 عن عبد الله بن عمر قال: رأى عمر في المنام فقال: كيف صنعت؟ قال: خيرا. كاد عرشي يهوى لولا إني لقيت ربا غفورا.
فقال: منذ كم فارقتكم؟ فقلت: منذ اثنتي عشر سنة. فقال: إنما انفلت الآن من الحساب وروى نحوه الحافظ المحب الطبري في الرياض 2: 80.
هذا عمر الخليفة وحراجة موقفه في الحساب، لا يستقبله ربه بروح وريحان، ولا يكسوه ثيابا من استبرق أخضر، ولا انتظر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يصلي عليه، وقد انفلت من الحساب بعد اثنتي عشرة سنة، ولولا رحمة ربه لهلك. وذاك ابن حراش (5) وأمره الأمر السريع، فانظر مآل الرجلين واحكم.






11-أربعة آلاف تعبر الماء



عن أبي هريرة وأنس قالا: جهز عمر بن الخطاب جيشا واستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي، وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء والحر شديد، فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة، فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين، ثم مد يده إلى السماء، وما نرى في السماء شيئا، قال: فوالله ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا، وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب، فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجا في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال: يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم. ثم قال: أجيزوا بسم الله. قال : فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو عليه فقتلنا وأسرنا وسبينا، ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته، فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا. وفي لفظ الصفوري: وكان الجيش أربعة آلاف.
فلم نلبث إلا يسيرا حتى رمي في جنازته. قال: فحفرنا له وغسلناه ودفناه، فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال: من هذا؟ فقلنا: هذا خير البشر، هذا ابن الحضرمي فقال: إن هذه الأرض تلفظ الموتى، فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى، فقلنا: ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله، قال: فاجتمعنا على نبشه فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه، وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ، قال:
فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا (6).


قال الأميني: نحن لا ننبس هاهنا ببنت شفة ولا نحوم حول إسناده الباطل، ولا نؤاخذ رواة القصة بقولهم في الحضرمي: هذا خير البشر. وإنه كذب فاحش يخالف




ما أجمعت عليه الأمة، وليس على الله بعزيز أن يجعل أفراد جيش جهزه عمر كلها صاحب كرامة، لكنا لا نعرف معنى قولهم: إن هذه الأرض تلفظ الموتى، أي أرض هذه؟ وفي أي قطر هي؟ وهل هي تعرف بهذه الصفة عند الملأ؟ وهل هي شاعرة بخاصتها هذه أو لا تشعر؟ وهل هي باقية عليها إلى يومنا هذا؟ وكيف شذت عن بقاع الأرض بهذه الخاصة؟ ولماذا هي؟ وكيف تخلفت عن ذاتيها في خصوص هذا المقبور؟
وهل كان الرجل في القبر لما نبشوه مجللا بالأنوار وقد أعشتهم عن رؤيته فحسبوه مفقودا، أو إنه غادر القبر إلى جهة لا تعرف، وترك فيه أنواره؟ أنا لا أدري، وهل في منة الراوي أو مدرن القصة أو مفتعلها أو من قاصها الجواب عن هذه الأسؤلة؟







12- جيش تعبر الماء بدعاء سعد


أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا إلى مدائن كسرى، فلما بلغوا شاطئ الدجلة لم يجدوا سفينة فقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو أمير السرية، وخالد بن الوليد رضي الله عنه: يا بحر! إنك تجري بأمر الله، فبحرمة محمد صلى الله عليه وسلم وعدل عمر رضي الله عنه إلا ما خليتنا والعبور. فعبروا هم وخيلهم وجمالهم فلم تبتل حوافرها. (7
قال الأميني: ليس في إمكان حوافر الخيل والجمال أن تبتل بعد دعاء ذلك الرجل الإلهي العظيم - سعد - المتخلف عن بيعة الإمام المعصوم، والخارق لإجماع الأمة وهي لا تجتمع على الخطاء، ولا سيما إذا شفعته بزميله خالد بن الوليد الزاني الفاتك الهاتك صاحب المخازي والمخاريق، وإلى الغاية لم يتضح لنا إن الله تعالى بماذا أبر قسم الرجل أبمجموع المقسم به من حرمة محمد وعدل عمر؟ بحيث كان إبرار القسم منبسطا عليهما معا على حد سواء. أم أنه وليد القسم بحرمة محمد صلى الله عليه وآله فحسب؟ لما نرتأيه من عدم قيام وزن لعدل عمر عند من أمعن النظرة في أفعاله وتروكه، وقد أسلفنا نبذا من ذلك في نوادر الأثر في الجزء السادس.






1 كذا بالمعجمة في غير واحد من المصادر والصحيح كما في تهذيب التهذيب: حراش. مهملة الأول.
2 تاريخ ابن كثير 6: 158، الروض الأنف 2: 370، صفة الصفوة 3: 19.

3 حلية الأولياء 3: 212.
4 الخصايص الكبرى 2: 149.

5 لا يوجد له ذكر في معاجم التراجم.
6 تاريخ ابن كثير 6: 155، نزهة المجالس 2: 191، وأوعز إليها ابنا الأثير وحجر في أسد الغابة 4: 7، والإصابة 2: 498 فقالا: خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها.

7 نزهة المجالس للصفوري 2: 191.


w,hvdo hg,ihfdm hg[.x 4 hg[sl hg,ihfdm w,hvdo



توقيع : عبد الرزاق محسن
رد مع اقتباس