عرض مشاركة واحدة
قديم 2017/12/24, 08:46 PM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي


(الأمر الثالث): لا يشترط صحة السند في الأخبار التاريخية والملاحم والفتن والحوادث وإظهار الظلامات والكرامات والمعاجز والأدعية والزيارات وإعلاء كلمة الحق والصدع به..إلخ، بل لا يشترط صحته أيضاً حتى في الأحكام الشرعية الفرعية والعقائدية إذا كان مضمونه متوافقاً مع الأخبار الأخرى ولا يخالف الكتاب الكريم، وليس في الخطبة الفدكية ما يخالف الأخبار ولا الآيات الكريمة، بل العكس هو الصحيح فإن الخطبة الشريفة مؤيدة للآيات والأخبار الكثيرة الدالة على اغتصاب أبي بكر وعمر الحق من أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وزوجته الصدّيقة الكبرى مولاتنا الزهراء (سلام الله عليها) وهي أخبار تجاوزت المئات، فتكون الخطبة الشريفة مؤيدة لتلكم الأخبار الشريفة.

(الأمر الرابع): ولو فرضنا ضعف سند الخطبة ـــ وفرض المحال ليس محالاً ـــ إلا أنه مجبور بشهرته بين الفقهاء والعلماء والخطبة بسندها ودلالتها أشهر من الشمس في رائعة النهار، إذ إن عمل المشهور جابر للخبر الضعيف، ولا عبرة بمن خالف ذلك كما سبق منا بيانه في بحوثنا الأُخرى حول الخبر الضعيف وطرق معالجته.

والحاصل: إن الخطبة الفدكية الشريفة صحيحة السند، وقد رواها المحدثون من الشيعة والعامة بطرقٍ متعددة أغلبها صحيح ومعتبر، وقد ذكر العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار (ج 29 ص 109 باب 11) عدة طرق في أسانيدها، وقد روتها مولاتنا الصدّيقة الحوراء زينب (سلام الله عليها) عن أُمّها سيِّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى مولاتنا الزهراء البتول (سلام الله عليها)، كما قد روى الخطبة عبد الله بن الحسن المثنى المعروف بعبد الله المحض، وروتها عائشة أيضاً.

وقد روى جملة من فقراتها الشيخُ الصدوق بسند صحيح في علل الشرائع باب 182 بثلاثة طرق بعضها صحيح وبعضها معتبر وبعضها مرسل ــ ولا يضر إرسال الصدوق فهو ديدنه في كتبه كلها ـــ وهاتيك الطرق هي ما يلي:

(الطريق الأول):حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن عبد الله البرقي عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد بن جابر عن [ الصدّيقة] زينب بنت [أمير المؤمنين] عليّ عليهما السلام قالت : قالت فاطمة عليها السلام في خطبتها : ( لله فيكم عهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم كتاب الله بينة بصائره وآي منكشفة سرايره ، وبرهان متجلية ظواهره ، مديم للبرية استماعه، وقايد إلى الرضوان اتباعه، ومؤد إلى النجاة أشياعه فيه تبيان حجج الله المنيرة ومحارمه المحرمة ، وفضائله المدونة ، وجمله الكافية ، ورخصه الموهوبة وشرايعه المكتوبة وبيناته الجلية ، ففرض الايمان تطهيرا من الشرك ، والصلاة تنزيها عن الكبر والزكاة زيادة في الرزق والصيام تثبيتا للاخلاص ، والحج تسنية للدين ، والعدل تسكيناً للقلوب والطاعة نظاما للملة ، والإمامة لما من الفرقة ، والجهاد عزا للاسلام والصبر معونة على الاستيجاب ، والامر بالمعروف مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية عن السخط وصلة الأرحام منماة للعدد والقصاص حقنا للدماء والوفاء للنذر تعرضاً للمغفرة ، وتوفيه المكائيل والموازين تغييرا للبخسة ، واجتناب قذف المحصنات حجبا عن اللعنة ، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة واكل أموال اليتامى إجارة من الظلم ، والعدل في الاحكام ايناسا للرعية . وحرم الله عز وجل الشرك إخلاصا للربوبية فاتقوا الله حق تقاته فيما أمركم به وانتهوا عما نهاكم عنه ) .

الرواية صحيحة سنداً، وكل رواتها إماميون ثقــاة.

(الطريق الثاني): أخبرني علي بن حاتم قال : حدثنا محمد بن أسلم قال : حدثني عبد الجليل الباقلاني قال: حدثني الحسن بن موسى الخشاب قال: حدثني عبد الله بن محمد العلوي عن رجال من أهل بيته عن زينب بنت علي عليهما السلام، عن فاطمة عليها السلام بمثله .

(الطريق الثالث):أخبرني علي بن حاتم أيضا قال حدثني محمد بن أبي عمير قال : حدثني محمد بن عمارة قال : حدثني محمد بن إبراهيم المصري قال : حدثني هارون بن يحيى الناشب قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي عن عبيد الله بن موسى العمري عن حفص الأحمر ، عن زيد بن علي عن عمته [مولاتنا] زينب بنت [أمير المؤمنين] علي عليها السلام ، عن [سيّدة نساء العالمين] فاطمة عليها السلام بمثله ، وزاد بعضهم على بعض في اللفظ .

ولا بأس هنا أن نتطرق إلى أسانيد الخطبة الفدكية التي ذكرها العلامة المجلسي رحمه الله فقال:[ وروى الصدوق رحمه الله بعض فقراتها المتعلقة بالعلل في علل الشرايع عن ابن المتوكل عن السعد آبادي، عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمد بن جابر عن زينب بنت علي عليه السلام .

قال : وأخبرنا علي بن حاتم عن محمد بن أسلم عن عبد الجليل الباقطاني عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن محمد العلوي عن رجال من أهل بيته عن زينب بنت علي عن فاطمة عليها السلام بمثله .

وأخبرني علي بن حاتم عن ابن أبي عمير عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم المصري عن هارون بن يحيى عن عبيد الله بن موسى العبسي عن حفص الأحمر عن زيد بن علي عن عمته زينب بن علي عليهما السلام عن فاطمة عليها السلام ، وزاد بعضهم على بعض في اللفظ .

أقول : قد أوردت ما رواه في المجلد الثالث ، وإنما أوردت الأسانيد هنا ليعلم أنه روى هذه الخطبة بأسانيد جمة .



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس