عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/08/14, 02:25 AM   #5
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

اخلاق المعسكريين


روى ابن الأعثم الكوفي والخوارزمي، قالا: عن حوادث ليلة عاشوراء وجاء شمر بن ذي الجوشن في نصف الليل يتجسس ومعه جماعة من أصحابه حتى قارب معسكر الحسين _عليه السلام_ فسمعه يتلو قوله تعالي: " ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين، ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب" الآية. فصاح رجل من أصحاب شمر: نحن و رب الكعبة الطيبون، وأنتم الخبيثون وقد ميزنا منكم، فقطع برير بن خضير الهمداني صلاته، ثم نادي: يا فاسق، يا فاجر! يا عدوالله، أمثلك يكون من الطيبين؟! والحسين ابن رسول الله من الخبيثين، فابشر يا عدو الله بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم، فصاح شمر: إن الله قاتلك و قاتل صاحبك عن قريب. فقال برير أبالموت تخوفني؟! والله إن الموت مع ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) أحب إلي من الحياة معكم، والله لا نالت شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) قوما أراقوا دماء ذريته وأهل بيته! فجاء إليه رجل من أصحابه وقال: يا برير إن أبا عبدالله يقول لك: "ارجع إلى موضعك ولا تخاطب القوم، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، فلقد نصحت وأبلغت في النصح والدعاء. "

*******


وتبقى روح النصح وطلب الخير للناس تتجلى في المعسكر الحسيني فيما ترى روح العناد والجحود والجرأة على الله تستحوذ على الجيش الأموي في جميع حوادث يوم عاشوراء. قال المورخون إن الحسين _عليه السلام_ تيمم هو وأصحابه للصلاة نظرا لعدم وجود الماء عندهم، وقد ائتم به أهله وصحبه، وقبل أن يتموا تعقيبهم للصلاة دقت طبول الحرب من معسكر ابن زياد، واتجهت فرق من الجيش وهي مدججة بالسلاح تنادي بالحرب أو النزول على حكم ابن مرجانة ويزيد. وخطب الحسين _عليه السلام_ يوم عاشوراء بأصحابه و حمدالله وأثنى عليه، ثم قال: " إن الله تعالى أذن في قتلكم، وقتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر والقتال." ثم عبأ _عليه السلام_ أصحابه، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته العباس أخاه، وجعلوا البيوت في ظهورهم، وأمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت أن يترك في خندق كان قد حفر هناك، وأن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم. وأقبل جنود بني أمية يجولون حول بيوت الحسين _عليه السلام_ فيرون الخندق في ظهورهم، والنار تضطرم فيه فنادى شمر بن ذي الجوشن بأعلى صوته: يا حسين أتعجلت النار قبل يوم القيامة. فقال الحسين _عليه السلام_ من هذا كأنه شمر بن ذي الجوشن! فقالوا له: نعم. فقال له: أنت أولى بها صليا! ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين _عليه السلام_ من ذلك. فقال له: دعني حتى أرميه فإنه الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين وقد أمكن الله منه. فقال له الحسين (عليه السلام): لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم بالقتال. وكان ذلك منه عليه السلام وهو يعلم بأن هذا اللعين هو قاتله!

*******



بنفسي فريدا أحاطت به



عداه فجاهد ابطالها



ويرعى الوغى وخيام النساء



فعين لهن و أخرى لها



إلى أن هوى فوق وجه الثري



وزلزلت الأرض زلزالها



رأى الناس أوتادها قد هوت



فمادت فلم يسألوا ما لها



تراهم على الأرض مثل النجوم



مع البدر والخسف قد غالها



فهم كالأضاحي تمر الرياح



عليهم و تسحب أذيالها



وشيلت رؤوسهم في الرماح



فشلت يدا كل من شالها



*******


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس