الموضوع: فزت ورب الكعبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022/04/06, 02:31 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي فزت ورب الكعبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
نطق بها أمير المؤمنين لما علاه ابن ملجم بسيفه، ليفصح بها عن سنوات عمر فيها هذه الدنيا بالطاعة والعبادة لله تعالى في أعلى درجات الخشوع والخوف منه سبحانه، وفاز بما أشرق به هذا الكون بفضائله وتقواه وعلمه وسائر كمالاته، فهل يمكننا أن نردّدها معه فنقول فزنا في حياتنا ورسمنا معالم طريق النجاة والسعادة في الدارين؟

إذا كانت علاقتنا بالله تعالى عامرة بالذكر اللفظي والقلبي، وكنّا على حذر من خطوات الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء والتي تسوّل لنا الاستجابة الفورية لهتاف الشهوات، فننزلق سريعاً في وحل المعاصي والموبقات، حينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا أمير المؤمنين.

إذا كنّا ممن يستمع لصوت الحق والهداية ولا يتكبّر أو يتعالى على النصح والإرشاد الإلهي في كتابه المنزل وأقوال المعصومين وكلمات العلماء الربانيين، فأحدث ذلك في قلوبنا ومضة معرفية وعلى جوارحنا سلوكاً محبّباً، فحينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا سيد الوصيين.

إن كنّا أصحاب ضمير يقظ يهزّ وجداننا عندما نقدم على أي عمل أو خطوة فقد سلكنا طريق الفوز، فعندما يرتكب الإنسان عملاً خاطئاً أو معصية، وبعدها ينتابه إحساس بالألم والتحسر مما أقدم عليه، فهذا يدل على أنه يملك ضميراً حياً، يؤنّبه إذا أخطأ أو قصّر في حق الله أو في حق الناس، وهذا يشكل صمام الأمان والحصانة المانعة من ارتكاب الذنوب، فإذا حاسب نفسه، وشارط عليها إن قصّرت، وعزم على عدم العود، فإن ضميره يبقى متيقظاً، حينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا إمام المتقين.

حينما يكون نهجنا في الحياة قائماً على الأمل بالله تعالى بتغيير ما نعايشه من واقع مؤلم نكون حينها من الفائزين، فشتان ما بين من يعيش بروح التفاؤل وبين من يحمل نفساً انهزامية، تصاب بالخيبة واليأس إذا لم يحالفها النجاح والإنجاز في أي أمر، بينما الأمل يعني النظر إلى الحياة كطريق نسلكه، ونواجه في أثناء مسيرنا عقبات تعوّقنا ولكن ذلك لا يعني التراجع أو التوقف، وإنما يجب إيجاد الحلول والمقترحات لتجاوزها، وبعدها ينطلق لإكمال مسيرة الإنجاز، فهو يحمل عقلاً متيقظاً ونشطاً، ويبثّ الحركة التوجيهية لجوارحه، فما يحمله من تفاؤل له أساس على أرضية الواقع، ومدعوم بتفكير إيجابي، فما من نجاح يحققه إلا وقد صادف أثناء إنجازه عقبات لم تنهار أمامها آماله، بل عمل على تجاوزها، واستفاد منها خبرة تُضاف إلى خبراته السابقة، حينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا أول المؤمنين.

وإذا أفرغنا قلوبنا من المشاعر السلبية تجاه الآخرين بسبب مواقفهم تجاهنا أو ما قدّموه من إساءة لنا نكون من أصحاب القلوب السليمة، فالنفس صفحة بيضاء، ويمكننا أن نرى جمال الأشياء من خلالها، ولكن النظرة السلبية المشحونة بالظنون والشك وازدراء الآخرين واستنقاصهم تمنعنا من تواصل إيجابي، فلا نرى الناس إلا بعيون سوداوية لا ترى الخير في أحد، والسبب هو هذه الشوائب النفسية التي ينبغي أن نطهّر أنفسنا منها، فإذا تخلّصنا منها سنجد أن نظرتنا للآخرين قد تغيّرت كثيراً، ورأينا نفوساً طيبة خيّرة، لم نكن نراها من قبل، حينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا سيّد الصّديقين.

وإذا كان لنا من الفهم والقدرة على التحليل السليم لواقعنا وما نواجهه من صعوبات نحتاج في تجاوزها إلى تفاؤل وسعة صدر نكون حينها من الفائزين، فحياة راحة البال والاستقرار النفسي تبدأ من فهم واقع الحياة الصعب، والعلاقات الاجتماعية المعقّدة، ومادمنا أحياء فإننا نحتاج إلى الصبر وسعة القلب، وننطلق في علاقاتنا من خلال قدراتنا وتطويرها، حتى نصل إلى شاطيء القناعة والرضى عن أنفسنا، حينذاك يمكننا أن نقول عن حياتنا أنها حياة استقرار وأمل مشرق، حينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا قائد الغر المحجّلين.

وفي علاقاتنا الأسرية والاجتماعية إذا أقمناها على جسور قوية ومتينة نكون حينها من الفائزين، إذ أننا نرتكب من الأخطاء ما يضيّع جهوداً ومثابرة على إقامتها على أسس سليمة، ولكن تأتي تلك اللحظة التي ننسف فيها العلاقة نسفاً، ونبقى بعدها في حالة الندم الذي لا يجدي، ويصعب علينا أن نعيد العلاقة إلى سابق عهدها وتوهجها، إذ القلوب تنكسر بسبب السهام الطائشة التي تنطلق من أفواهنا، وتلك الكلمات الجارحة أو الاستجابة للحظات الانفعال الشديد تشعر الآخر بأننا لا نحمل له أي وزن عاطفي، وليس له مكانة في قلوبنا تمنع من توجيه النقد اللاذع له.

احترامك وتقديرك للآخر لا يُلحظ في ساعات الهناء والسرور التي تنعم بها، فإن الجميع سيتلقّى منك تعاملاً حسناً، ولكن في لحظات الضيق النفسي والانفعال الشديد «الغضب» هل ستبقى محافظاً على توازنك، ويسلم محبوك من كلمات قد تكلّفك غالياً، وحينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا يعسوب الدين.

وإذا كنّا نواجه أنفسنا بما ترتكبه من أخطاء ونوجّهها لتصحيحها فنحن من الفائزين، الإنسان إذا أراد أن يرى بعض الأوساخ على وجهه، يتجه إلى المرآة وينظر فيها، فإذا أبصر شيئاً يشوّه جمال وجهه قام بنزعه، فيا ترى: هل يقوم أحدنا باستكشاف عيوب نفسه، من خلال الوقوف أمام مرآة المحاسبة ليرى عيوبها؟ هل يواجه نفسه بالعيوب التي تشكّل عائقاً في علاقته بربه أو بعلاقته بالآخرين، أم أنه دائم التهرب من مثل هذه المواجهة؟

حافظ على جمال نفسك من عيوب التقصير والكسل والتعامل الخشن مع الآخر، وحينها يمكننا أن نقول: فزنا بنهجك يا قدوة المتقين




t.j ,vf hg;ufm lpl]



رد مع اقتباس