عرض مشاركة واحدة
قديم 2023/06/26, 12:14 AM   #1
السيد امير

موالي جديد
معلومات إضافية
رقم العضوية : 6178
تاريخ التسجيل: 2023/06/25
المشاركات: 5
السيد امير غير متواجد حالياً
المستوى : السيد امير is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد امير
Faraj الحلقة الثالثة : أدب الجوارح - اللسان

اللسان طريق إلى الله‏
إن اللِّسان من النعم العظيمة التي منّ‏َ الله تعالى بها على الإنسان، قال عز وجل: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْن﴾(البلد:8-9)، وفي الحديث عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين الجوارح اللسان أنه سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ فقال: "لكل واحد منهما آفات فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل: وكيف ذاك يا بن رسول الله؟

فقال: لأن الله عز وجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا وقيت النار بالسكوت، ولا تجنب سخط الله بالسكوت، إنما ذلك كله بالكلام، ما كنت لأعدل القمر بالشمس، إنك لتصف فضل السكوت بالكلام، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت3.

ومن وصية الإمام علي الجوارح اللسان لابنه محمد بن الحنفية:"وما خلق الله عز وجل شيئاً أحسن من الكلام ولا أقبح منه، بالكلام ابيضت الوجوه، وبالكلام اسودت الوجوه، واعلم أن الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك، فإن اللسان كلب عقور فإن أنت خليته عقر، ورب كلمة سلبت نعمة..."4.

خطر اللسان في الروايات‏
وفي المقابل حذرت الكثير من الروايات إلى الخطر الكبير الذي يسببه اللسان لصاحبه إذا لم يجعله مطواعاً لعقله، ففي الرواية عن الإمام علي: "زلة اللسان أشد هلاك"5 وفي رواية أخرى عن الرسول الأكرم الجوارح اللسان: "إن أكثر خطايا ابن ادم في لسانه"6، ولذا نرى الكثير من الروايات التي تحبذ الصمت حين لا يكون هناك أي داع للكلام، فكما أن الكلام في مورده جميل ومطلوب فإن الصمت في مورده جميل ومطلوب أيضاً، بل دعت إليه الروايات الكثيرة منها:

ما ورد عن الرسول الأكرم الجوارح اللسان: "أمسك لسانك، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك"7.

وعن الإمام علي: "احبس لسانك قبل أن يُطيلَ حبسك ويردي نفسك، فلا شي‏ء أولى بطول سجن من لسان يعدل عن الصواب ويتسرع إلى الجواب"8.

وفي رواية أخرى عن الرسول الأكرم الجوارح اللسان: "لا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه"9.

الميزان‏
بعد أن عرفنا مخاطر اللسان ومنافعه، لا بد وأن نبحث عن الضابطة التي تحدد لنا كيفية التحكم بهذا اللسان وليس لنا في ذلك إلا أن نرجع لأئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين أناروا لنا الدروب المظلمة، ودلونا على الحيل التي ينتهجها الشيطان بغية إزالتنا عن الصراط المستقيم، وقد أشار أهل البيت الجوارح اللسان في هذا المضمار إلى أمرين أساسين:

1- أن يأتمر اللسان بأوامر العقل الذي جعله الله تعالى نبيا باطنيا في الإنسان فحينما يحكم الإنسان العقل في هذه الجارحة يكف بذاك أذاها ويمنعها من رداها فعن الإمام علي: "اللسان معيار أرجحه العقل وأطاشه الجهل"10.


hgpgrm hgehgem : H]f hg[,hvp - hggshk hgehgem hgpgrm



رد مع اقتباس