عرض مشاركة واحدة
قديم 2023/06/26, 12:16 AM   #1
السيد امير

موالي جديد
معلومات إضافية
رقم العضوية : 6178
تاريخ التسجيل: 2023/06/25
المشاركات: 5
السيد امير غير متواجد حالياً
المستوى : السيد امير is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد امير
Faraj الحلقة الرابعة : أدب الجوارح - اللسان

2- أن يتأدب اللسان بما أمر الله تعالى به الإنسان من الأوامر وينتهي عما نهاه الله تعالى من المحرمات ولا أفضل من قول الإمام السجاد الجوارح اللسان في رسالة الحقوق: "حقّ‏ُ اللسان إكرامه عن الخنا، وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة لها، والبر بالناس، وحسن القول فيهم"11.

الأمور التي ينبغي تنزيه اللسان عنها

نزه لسانك عن الغيبة
الغيبة هي ذكر عيوب الإنسان في غيبته للإنتقاص منه. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة حجة الوداع: "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، إن الله حرم الغيبة كما حرم المال والدم"12.

إن تأكيد الرسول الأكرم الجوارح اللسان على حرمة الغيبة في حجة الوداع التي تضمنت أهم التعاليم الأخلاقية، يدلل بشكل كبير على مدى خطورتها على الأخلاق الإنسانية، ولو تأملنا ما جاء من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عنها لعلمنا مدى خطر هذه السيئة الكبيرة ومن هذه الروايات ما ورد عن أمير المؤمنين: "الغيبة آية المنافق"13، وعنه الجوارح اللسان أيضاً: "الغيبة شر الإفك"14، وعنه الجوارح اللسان أيضاً: "من أقبح اللؤم غيبة الأخيار"15.

وتكون الغيبة أخطر حينما تحمل فتنة بين المؤمنين، وكما في الرواية الواردة عن الإمام الصادق الجوارح اللسان: قال رجل لعلي بن الحسين الجوارح اللسان: إن فلانا ينسبك إلى أنك ضال مبتدع، فقال له علي بن الحسين الجوارح اللسان: "ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه!... إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار، واعلم أن من أكثر من ذكر عيوب الناس شهد عليه الإكثار أنه إنما يطلبها بقدر ما فيه"16.

نزه لسانك عن الكذب‏
الكذب من أسوأ الذنوب التي يمكن للعبد أن يرتكبها، والكذاب يفقد ثقة الناس به لأن العلاقات الاجتماعية السليمة التي يبتغيها الناس هي العلاقات القائمة على الصدق، وقد كثرت الآيات والروايات التي تحذر من الكذب مبينة مبغوضيته عند الله تعالى، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾(النحل:105)، وهذا ما أكدته الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان"17.

وفي الرواية عن رسول الله الجوارح اللسان: "أعظم الخطايا اللسان الكذوب"18.

وعنه الجوارح اللسان: "إذا كذب العبد تباعد الملك عنه ميلا من نتن ما جاء به"19.

وعن الإمام علي الجوارح اللسان: "الكذب شين الأخلاق"20.

الاستخفاف بالكذب‏
هناك نماذج من الكذب قد يستخف بها الإنسان ويعتبرها غير سيئة وقد يعطيها تسميات لتخفيفها كاسم كذبة بيضاء أو كذبة أول نيسان... وقد أكد الإسلام على رفض ذلك وعدم استسهال الكذب بجميع مسمياته، وفي رواية عن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يوما ورسول الله الجوارح اللسان قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطك، فقال لها رسول الله الجوارح اللسان: ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله الجوارح اللسان: "أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة"21.

حتى إن الروايات الشريفة أكدت على أن يكون الإنسان حريصاً فيما ينقل من الكلام الذي يسمعه من الآخرين فعن الرسول الأكرم الجوارح اللسان: "حسبك من الكذب أن تحدث بكل ما سمعت"22، وفي رواية أخرى عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله لما سألته أسماء بنت يزيد: إن قالت إحدانا لشي‏ء تشتهيه: لا أشتهيه، يعد ذلك كذباً؟ قال الجوارح اللسان: "إن الكذب يكتب كذباً حتى تكتب الكذيبة كذيبة"23.

آثار الكذب‏
إن للكذب آثارا على الإنسان المسلم منها

1- الحرمان من الهداية: فإن الكذب يحرمه من نعمة الهداية كما أشار القرآن الكريم لذلك، يقول الله تعالى: ﴿إِنّ‏َ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾(الزمر:3)، ﴿إِنّ‏َ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾(غافر:28).

2- ينبت النفاق: يقول الله تعالى: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ﴾(التوبة:77).


hgpgrm hgvhfum : H]f hg[,hvp - hggshk hgpgrm hgo,hv[



رد مع اقتباس