عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/09/27, 08:54 AM   #12
ابوشهد

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل: 2012/03/04
المشاركات: 4,509
ابوشهد غير متواجد حالياً
المستوى : ابوشهد is on a distinguished road




عرض البوم صور ابوشهد
افتراضي

[COLOR="Blue"]
(12)

بدا الجامع الأعظم مكتئباً، كناسكٍ حزين. ورغم الضجة المتصاعدة، فقد بدا مقفراً، وضاعت آيات القرآن بين لغط الكوفيّين الذين تجمهروا في الظهيرة المحرقة.
نزا الأرقط على المنبر، وراح ينظر الى الناس باستعلاء. الشرر يتطاير من عينيه كشظايا جحيم مستعرة. هتف بغطرسة وقد فقد السيطرة على لثغة لسانه:
ـ الهمد... الحمدلله الّذي أظهر الحق وأهله... نَسَرَ اميرالمؤمنين يزيد وهزبه، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب الحسين بن علي وشيعته.
ضحك أحدهم بمرارة، وهو ينظر الى هذا الألكن الّذي نزى على منبر عليّ.
لقد مضت أيام البلاغة والفصاحة. مضت دون عودة، وورث المنبر قردةٌ وخنازير يسومون الناس سوءَ العذاب. كان الصمت يخيّم فوق الرؤوس الّتي أطرقت ذلاًّ...
فجأة هبَّ رجل مكفوف البصر:
ـ يابن مرجانة! الكذّاب أنت وأبوك والّذي ولاّك وأبوه... أتقتلون أبناء النبيّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين ؟!
فُوجئ الأرقط، فصرخ بغيظ:
ـ مَن المتكلّم؟!
ـ أنا المتكلّم يا عدوّ الله! تقتلون الذرية الطاهرة الّتي أذهب الله عنهم الرجس، وتزعم أنّك على دين الاسلام... واغوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار ؟!
استشاط الأرقط، وهتف بجلاوزته كأفعى حانقة:
ـ عَلَيَّ به!
هتف الرجل المكفوف البصر بشعار الأزد:
ـ يا مَبرور!
وتواثب الرجال من هنا وهناك، وانتزعوه من بين أنياب الكلاب.
وقال رجل أزديّ بإشفاق:
ـ لقد أهلكتَ نفسك و عشيرتك!


توقيع : ابوشهد
عظم الله اجرك و احسن عزاءك و غفر لشهدائك يا عراق
رد مع اقتباس