عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/09/27, 08:55 AM   #13
ابوشهد

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل: 2012/03/04
المشاركات: 4,509
ابوشهد غير متواجد حالياً
المستوى : ابوشهد is on a distinguished road




عرض البوم صور ابوشهد
افتراضي


(13)
مضت الساعات ثقيلة، وباتت الكوفة تترقب حادثة ما، وبدا قصر الإمارة كوحشٍ رابض في الظلام.
كسرت حوافرُ الخيل هدأة الليل... كانت تندفع نحو منزل رجل مكفوف البصر... بصير القلب.
واقتحمت الذئاب داره بعد أن حطّمت الباب، وكانت له صَبيّة فصاحت:
ـ وا أبتاه!
ـ لاعليكِ، ناوِليني سيفي.
ـ ليتني كنتُ رجلاً أذبّ بين يديك.
كان الرجل يقاتل في الظلام؛ وأحاطت به الذئاب، فسقط أسيراً بين الأنياب.
وهتفت ابنته:
ـ وا ذلاّه! يحاط بأبي وليس له ناصر!
وفي القصر، فرك الأرقط يديه جَذلاً، وقال بشماتة:
ـ الحمدلله الّذي أخزاك.
ـ وبما ذا أخزاني يابن مرجانة ؟!
قال الأرقط بنفاق:
ـ ما تقول في عثمان ؟
ـ ما أنت وعثمان، أساءَ أم أحسَن، أصلَح أم أفسَد؟ ولكن سَلْني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه.
ـ لأَذيقنّك الموت.
فقال الأزديّ بطمأنينة:
ـ لقد كنتُ أسأل ربّي الشهادة مِن قبل أن تلدك أمُّك، وس
ألتُه أن يجعلها على يدَي ألعنِ خلقه وأبغضهم اليه.
جحظت عينا الأرقط غيظاً، وأشار الى جلاوزته، وسرعان ما تدحرج رأس الشيخ؛ وكانت ابتسامة تلوح على وجهه.
ودعا ابن زياد بأزديّ آخر، كان في الطامورة، فجيء به، يخطو على وهن... أثقلته السنون والسلاسل والقيود.
قال الأرقط بصفاقة، وقد اجتاحته رغبة في سفك الدم:
ـ ألستَ صاحِبَ أبي ترابٍ في صِفّين ؟!
ـ نعم و إنّي لأُحبّه، وأفتخر به، وأمقتك وأباك، لاسيّما الآن وقد قتلتَ سِبط الرسول.
أجاب الأرقط باستهتار:
[/color]


توقيع : ابوشهد
عظم الله اجرك و احسن عزاءك و غفر لشهدائك يا عراق
رد مع اقتباس