عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/03/14, 12:01 PM   #1
ولد العراق

موالي مبتدأ

معلومات إضافية
رقم العضوية : 62
تاريخ التسجيل: 2012/03/01
المشاركات: 72
ولد العراق غير متواجد حالياً
المستوى : ولد العراق is on a distinguished road




عرض البوم صور ولد العراق
افتراضي احد اسباب ظلاله عائشه

آية الرضاع !


أخرج مسلم في صحيحه أن عائشة قالت : " كان فيما أنزل من القرآن ( عشر رضعات معلومات يحرمن ) ثم نسخن ب‍ ( خمس معلومات ) ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن " ( 1 ) .

وأخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه بسند صحيح : " أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال : سمعت نافعا يحدث أن سالم بن عبد الله حدثه : أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت به إلى أختها أم كلثوم ابنة أبي بكر لترضعه عشر رضعات ليلج عليها إذا كبر فأرضعته ثلاث مرات ثم مرضت فلم يكن سالم يلج عليها . قال : زعموا أن عائشة قالت : لقد كان في كتاب الله عز وجل عشر رضعات ثم رد ذلك إلى خمس ، ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي صلى الله عليه وسلم " ( 2 ) .

( 1 ) صحيح مسلم ج4ص167 ، سنن الدارمي ج2ص157 ، المصنف للصنعاني ج7ص467وص470 ، سنن الترمذي ج3ص456 ، السنن الكبرى للبيهقي ج7ص454ح 15397، مشكل الآثار للطحاوي ج3ص6 ، النسائي ج6ص100 ، سعيد بن منصور ص976 ، المحلى لابن حزم 11ص191 ، موطأ مالك ج2ص117 ، مسند الشافعي ج1ص220 وغيرها .
( 2 ) مصنف عبد الرزاق ج7ص469ح 13928 .

- ص 490 -

هنا تدعي عائشة أن جملة ( خمس معلومات يحرمن ) كانت إلى ما بعد وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من جنس القرآن المقروء كغيرها من آيات القرآن ، وهذه الدعوى من عائشة طامة كبرى ! لأنـها تزعم - وبكل صراحة - أن سبب سقوط الآية المزعومة وعدم كتابتها في القرآن الكريم هو موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يعني أنه الوحيد الذي كان يحفظها دون المسلمين ، ولم يعلم بـهذه الآية المزعومة سوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة التي كانت تحتفظ بنصها في صحيفة تحت سريرها ! ، وقد اختفت الصحيفة ! ولكن أين ؟!

* في بطن السخلة !

وخير من يخبرنا عن أمر هذا القرآن المفقود هي عائشة نفسها ، فقد ذكرت أن الآية المزعومة كانت في صحيفة تحت سريرها فدخلت سخلة وأكلتها حين تشاغلوا بدفن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( 1 ) ، وهكذا انتفت هذه الآية من الوجود بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي اختص بحفظها ولأكل الداجن المعجزة للصحيفة !

قال ابن حزم في المحلى : " ثم اتفق القاسم بن محمد وعمرة كلاهما عن عائشة أم المؤمنين قال : لقد نزلت آية الرجم والرضاعة فكانتا في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها . قال أبو محمد -ابن حزم- : وهذا حديث صحيح " ( 2 ) .

وفي سنن ابن ماجة عن عائشة : " لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراً . ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها " ( 3 ) .

قال الطبراني في المعجم الأوسط : " عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت : نزلت آيه الرجم ورضاع الكبير عشرا فلقد كان في

( 1 ) من أين يأتيها التشاغل وما شاركت بتغسيله ولا بتكفينه صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، ولا حتى أبوها الذي أخذته الدنيا وزبرج الملك والإمارة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال في المغتسل لم يوار بعد !
( 2 ) المحلى بالآثار لابن حزم الأندلسي ج11ص235-236 رجم المحصن .
( 3 ) سنن ابن ماجة ج1ص 625-626ح1944.

- ص 491 -

صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم تشاغلنا بـموته فدخل داجن فأكلها " ( 1 ) .

ورواية صحيح مسلم إما أن يقبلها أهل السنة فيعتقدوا تحريف القرآن ، وإما أن يكفروا عائشة لأنـها كانت تدعي تحريف القرآن ، وإما أن يرفضوا الرواية ويجزموا ببطلانـها ، واعتقد أن الأسلم عند الجميع هو الطريق الثالث إلاّ عند من يقدّس صحيح مسلم أكثر من القرآن ، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}(يوسف/103).


* بعض علماء أهل السنة يقبل الرواية على علاتـها !

عانى كثيرٌ من علمائهم من هذه الرواية التي أخرجها مسلم في صحيحه ، فوجد هؤلاء الذين أجبروا على قبول الرواية أنه لا مفر لهم إلا بتأويلها وتوجيهها بوجه لا يلزم منه القول بتحريف القرآن ولا رمي عائشة به ، فصاروا يتصيدون لها المخارج ويقلبوا لها الوجوه – كالعادة - حتى عثروا عليه وهو تأُويل هذا المقطع المشكل ( توفي ، وهن فيما يقرأ من القرآن ) بأن تلك الآية نسخت تلاوةً (!) في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبلغ بعض الصحابة نسخها فكانوا يقرؤونـها كقرآن إلى ما بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربّه !!

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم : " وقولها فتوفى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وهن فيما يقرأ هو بضم الياء من يقرأ ومعناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا حتى أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم توفى وبعض الناس يقرأ ( خمس رضعات ) ويجعلها قرآنا متلوا لكونه لم يبلغه السنخ لقرب عهده فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى " ( 2 ) ، وقلده كثير في تأويله هذا .

( 1 ) المعجم الأوسط ج8ص12ح7805 ، مسند أبي يعلى ج8ص64ح4588 ، سنن الدارقطني ج4ص179ح22.
( 2 ) شرح النووي على صحيح مسلم ج10ص29.

- ص 492 -

نسخ أغرب من الخيال !

وقبل الخوض في مناقشة الرواية ومصداقية تأويلها بأسطورة نسخ التلاوة علينا بيان ما قصدوه من النسخ هنا ، فنقول :
إن نسخ التلاوة المدعى في هذا المورد هو نوعٌ آخر من النسخ غير النسخ المدعى لآية الرجم ، لأنه نسخ للتلاوة مع الحكم بخلاف نسخ آية الرجم الذي زعموا أنه للتلاوة دون الحكم ، وعليه يكون معنى قول عائشة هو أن الله عز وجل قد أنزل قرآنا في عدد الرضعات المحرِّمة وهي عشر رضعات ، ثم نسخ الله تلك الآية فرفع تلاوتـها ورفع حكمها أيضا ، ثم مرة ثانية أنزل عز وجل آية على غرار الآية السابقة آيةً تتضمن عدد الرضعات المحرِّمة وهي خمس رضعات فقط ، ثم جاء مرة ثالثة فرفع الله عز وجل تلاوة آية الخمس رضعات كما فعله في آية العشر السابقة !!

وأما بالنسبة لحكمها فترددوا في نسخه ، فعلى ما ذهب له الشافعي لم ينسخ الله عز وجل في هذه المرة حكم الآية وإنما نسخت تلاوتـها فقط مستندا في ذلك لرأي عائشة في عدد الرضعات المحرمة ، وفي نسبته لعائشة نظر كما سيأتي ، أما جمهور فقهائهم الذين صححوا الرواية فقد ذهبوا إلى أن الله عز وجل حينما رفع آية الخمس رضعات رفع حكمها أيضا .
" وقد يكون النسخ نسخاً للحكم والتلاوة معاً مثل : كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحرمن فنسخت هذه الآية بخمس معلومات ثم نسخت الخمس أيضاً تلاوة وحكماً عند الإمام مالك ، وتلاوة فقط عن الشافعي " ( 1 ) .


hp] hsfhf /ghgi uhzai



توقيع : ولد العراق
متخصص في كتاب البخاري والكتب السنيه والوهابيه
رد مع اقتباس