عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/19, 12:13 AM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
الإمام الكاظم (عليه السلام) والرشيد


الإمام الكاظم (عليه السلام) والرشيد:
جاء في القران الكريم أنّ الأئمّة على نوعين: أئمّة حقّ وهداية، وأئمّة باطل وغواية.قال الله تعالى: «وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ».(27)
وهذه هي صفات علي والأئمة من ولده.
وقال سبحانه «وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ».(28)
وهذه صفات الرشيد وأسلافه الأمويّين والعبّاسيّين، ومن هنا كان الصراع بين الكاظم والرشيد حقيقيّ وواقعيّ. إمام يدعو إلى الله وجنّته، وإمام يدعو إلى الشيطان وغوايته، فكيف يجتمعان؟! أمّا المجاملة والابتسام فرماد وتحته نار مادام القلب يرتعد من الكراهية والبغضاء. وإليك هذه القصّة:
جاء في عيون أخبار الرضا: أنّ المأمون قال: ما زلت أحبّ أهل البيت وأُظهر للرشيد بُغضهم تقرّباً إليه،فلمّا حجّ الرشيد كنت معه، ولمّا كان بالمدينة دخل عليه الإمام موسى بن جعفر فأكرمه وجثى على ركبته، وعانقه يسأله عن حاله وعياله، ولمّا قام الإمام نهض الرشيد وودّعه بإجلال واحترام، فلمّا خرج سألت أبي وقلت له: مَن هذا الذي فعلت معه شيئاً لم تفعله بأحد سواه؟ فقال لي هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، فإن أردت العلم الصحيح فعند هذا.(29)
عانق الإمام وأكرمه وجلس متأدّباً بين يديه وشهد له بأنّه وارث علم النبيّين، ولكن أيّ جدوى بهذه الشهادة وذلك الإكرام مادام يدعو إلى الجنّة، والرشيد يدعو إلى النار؟! إنّ علم النبيّين لم يشفع للإمام عند الرشيد حين رأى من حبّ الناس له وتعلّقهم به ما رأى، فاستعرت في قلبه نيران الحقد وسيطرة عليه الأنانيّة، فقتل من أبناء النبيّين ما لا يبلغه الاحصاء...
وما ذنب الإمام الكاظم إذا أحبّ الناس العلمَ وأهله، والحقَّ ومن انتصر له ؟!.. وهل يجب عليه أن يكون جاهلاً مخنّثاً مستهتراً حتّى يرضى الرشيد عنه كما رضي عن مخارق وأمثاله؟! وإذا كان لك عدّو لا يُرضيه إلاّ موتك، فهل تقتل نفسك وتنتحر حتّى لا يغضب عليك؟!.. إنّ الإمام الكاظم لم يخرج على حاكم ولا دعا أحداً إلى مبايعته، ولم يحّرك ساكناً ضدّ الرشيد ولا غيره، وكلّ ذنبه أنّه وارث علم النبيّين، وأنّه إمام حقّ وهدى، والرشيد إمام باطل وضلال.
أرسل الرشيد جلاوزته إلى الإمام موسى بن جعفر، وكان يتعبّد عند قبر جدّه، فأخرجوه منه وقيّدوه، وأرسله الرشيد إلى البصرة، وكان عليها عيسى بن جعفر بن المنصور، فحبسه عنده سنة، ثمّ كتب عيسى إلى الرشيد أن خُذه مني وسلِّمه إلى من شئت وإلاّ خلّيتُ سبيله، فقد اجتهدتُ أن آخذ عليه حجّة فما قدرت على ذلك، فحبسه ببغداد عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثمّ عند السندي بن شاهك وأخيراً تخلّص منه بالسم، وقيل أنّ السنديّ لفّه فى بساط وقعد الفرّاشون على وجهه فانتقل إلى ربّه خنقاً.



hgYlhl hg;h/l (ugdi hgsghl) ,hgvad]



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس