عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/28, 05:12 PM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي يستدل بآية المودة على مرجعية أهل البيت بعد الرسول و عصمتهم ( عليهم السلام )

جاء في صحيح مسلم الجزء 3 ص 31 عن جابر قال: ( انكسفت الشمس في عهد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) يوم مات إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) ، فقال الناس : إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقام النبي ( صلى الله عليه و سلم) فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات ، بدأ فكبر ثم قرأ فأطال القراءة ، ثم ركع نحواً مما قام ، ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الأولى ، ثم ركع نحواً مما قام ، ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الثانية ، ثم ركع نحواً مما قام ، ثم رفع رأسه من الركوع ، ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين ، ثم قام فركع أيضا ثلاث ركعات ليس فيها ركعة الا التي قبلها أطول من التي بعدها ، و ركوعه نحواً من سجوده ، ثم تأخر و تأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا ( و قال أبو بكر حتى انتهى الى النساء ) ثم تقدم و تقدم الناس معه حتى قام في مقامه فانصرف حين انصرف و قد آضت الشمس ، فقال : يا أيها الناس ، إنما الشمس و القمر آيتان من آيات الله ، و إنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ( و قال أبو بكر لموت بشر ) فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي)

و الحديث مذكور في مسند أحمد، الجزء 3، ص 318.

و أيضاً مذكور في السنن الكبرى للبيهقي، الجزء 3، ص 320.

و أيضاً مذكور في إختلاف الحديث للشافعي، ص 527.

و مذكور في مصادرأخرى أيضاً.

هذا هو رسول الله ( ص ) الذي لم يكن يفضل أهل بيته على غيرهم بغير حق، و لم يكن ليفرض لهم ميزة على غيرهم، فلو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع يدها، و هو الذي يقول ان الشمس لم تنكسف لموت إبراهيم، فكيف يفضلهم في أمر يتعلق بالأمة و الرسالة، يفضلهم على غيرهم بغير حق، بل و يطالب بمودتهم مع ان المفروض أن يطالب بشيء آخر إنطلاقاً مما نعرفه عنه بالضرورة من أن أهم شيء عنده هو الرسالة و نشرها، فهو أهم عنده من أهل بيته و مودتهم و غير ذلك، إلاّ إذا كانت هذة المودة هي الصراط و المفتاح الى حفظ الشريعة و الرسالة و الأمة.

3- انه ما هو المقصود من هذة المودة التي طالب بها النبي ( ص ) كأجر
للرسالة، هل هو مجرد الحب، أي أن نحبهم فقط كحبنا لأي إنسان آخر نحبه، أم أن
الغرض من هذا الحب شيء أعمق من ذلك بكثير بكثير؟

هل يعقل ان النبي ( ص ) على عظمته يأتي و يجعل أجر الرسالة هذا الحب العادي، و يكون غرضه ان نحبهم هذا الحب الذي نحب به آبائنا و أمهاتنا و...، هذا ما يطلبه أجراً لرسالته ؟

أليس هذا تصغير للنبي( ص )، ألا يقلّل هذا من قيمة الرسول القائد في أعين الناس كلها، هل ترضى بذلك لقائد عادي غير معصوم تعتبره قائداً لنفسك لإمتيازات موجودة فيه، هل ترضى منه ان يجعل أجر جهوده و رسالته حب أهل بيته كحب سائر الناس ؟ أم أن القائد العظيم هو الذي يجعل أجر عمله المحافظة على خطه و منهحه و مدرسته و ما أسّسه للأمة ؟ أيهما ؟

نعم يصح للقائد العظيم أن يجعل أجر جهاده لتأسيس مدرسة فيها حياة الأمة، أن يجعل أجر ذلك مطالبة أتباعه و أبناء مدرسته بمودة أهل بيته، فيما إذا لم تكن المودة منظورة لنفسها و إنما كان الغرض من الأمر بها تفهيم الناس أن أهل بيته هم مفتاح حفظ المدرسة، فإذا وددتموهم حفظتم المدرسة و إلاّ ضاعت، و إذا تمسكتم به حفظت المدرسة و إلاّ ضاعت جهود الرسالة، و إذا رجعتم اليهم في كل شيء حفظتم الشريعة و إلاّ ضاعت، و إذا أخذتم أحكامكم و فتاواكم منهم و تمسكتم بها، و إذا جعلتموهم قادة لأنفسكم و أوكلتم اليهم أمر قيادة الأمة، حينئذ توفقون لحفظ الشريعة و الدين و الجهاد العظيم المبذول لنشره و تأسيسه ، و حينئذٍ تحفظون دماء الشهداء و آهات الجرحى و الثكالى و الأيتام اللذين ضحوا للإسلام و القرآن.

في هذة الحالة و إذا كان هذا هو المقصود من الأمر بمودة القربى كأجر للرسالة، يكون الأمر حينئذ بمودتهم منطقياً و حكيماً و يكون الغرض منه أساساً هو حفظ الشريعة و نشرها و حفظ الجهود و الجهاد عن الضياع و التلف، حينئذٍ يكون القائد بأمره هذا عظيماً لأن طلبه المودة لم يكن لحاجة شخصية و إنما لحفظ الشريعة و الجهاد و الدماء و ....، لكن إذا لم يكن الغرض من الأمر بالمودة الإشعار بهذا الأمر – مرجعية أهل البيت ( ع ) في قيادة الأمة و بيان أحكام الشرع و تفسير القرآن و سنة النبي ( ص ) .... – بل كان الغرض المطالبة بالمودة بمعنى الحب الإعتيادي الذي نحب به آبائنا و ....، فهذا يقلل من قيمة النبي ( ص ) و ينقص من قدره و شأنه غاية التنقيص، و كيف يعقل ان يكون القائد العظيم غير المعصوم بهذة المثابة، فضلاً عن النبي ( ص ) القائد المعصوم المضحي بكل شيء من أجل الدين و الأمة؟!ّ

قد تقول : ربما كان االغرض من الأمر بمودتهم ان لا يظلمهم الأمة بعد حياته (ص) و لا يعتدون عليهم، و ليس ما فهمتموه من الآية.
لكننا نقول إذا كان الغرض ذلك فأيضاً ما الذي يميزهم على غيرهم حتى يوصي بهم دون سواهم في مقام بيان أجر الرسالة، و يعود ما قلناه من ان هذا دون مقام النبي ان يجعل أجر رسالته قضية شخصية و يترك ما هو أهم من ذلك بكثير، والأهم هو : أن يجعل الأجر حفظ الشريعة و نشرها و العمل بأحكامها.

فإذن سر المطالبة بالمودة قد تبين، و ان الغرض منه ليس هذا الفهم السطحي للآية، و إنما غرض عميق حكيم، و هو إرشاد الأمة الى قيادتها بعد رحيله و مرجعيتها في الأحكام بعد وفاته ( ص).

الأمر الثاني: و إذا كان الغرض من الآية- كما قلنا – هو بيان مرجعية أهل البيت (ع) في معرفة أحكام الله تعالى و قيادة الأمة- فإننا نفهم من ذلك عصمة أهل البيت ( ع )، إذ لا يمكن ان يرجعنا و يرشدنا النبي ( ص ) إلى أهل البيت ( ع ) مع إمكان خطأهم في بيان الأحكام و قيادة الأمة، و كيف يصح من النبي ( ص ) إرجاع الأمة الى قادة و مرجعيات غير معصومة تخطأ في قيادة الأمة و تخطأ في بيان أحكام الله تعالى؟!

و إذا لم يكن ذلك دليلاً على عصمتهم فلا شك و لا ريب في ان ذلك دليل -على الأقل - على أنهم الأقل خطأً من غيرهم و أنهم الأجدر من غيرهم، و إلاّ إذا لم يكونوا حتى بهذا المستوى فإن التفضيل لهم على غيرهم يكون ظلماً، و النبي ( ص ) منزه عن ذلك.

و قد تقول: ربما يكونون في مستوى غيرهم من حيث قابليات الخطأ، لكن انما فضلوا على غيرهم لأن الناس قد يكونون أميل الى طاعتهم من غيرهم، بإعتبارهم إلتصاقهم بالنبي ( ص ) القائد، فلا نستفيد و لا تثبت أفضلية لهم.

لكن الجواب : أنه حتى على فرض صحة هذا التقدير، فإن الآية تدل في كل الأحوال على تمتعهم بخصوصية تقتضي تفضيلهم على غيرهم و تقتضي تحديدهم كمرجعية للأمة بعد رسول الله ( ص ) في معرفة أحكام الله تعالى و في قيادة الأمة.

و النتيجة: إننا إستخلصنا من الآية مرجعية أهل البيت ( ع ) في بيان أحكام الله تعالى و قيادة الأمة، بل قلنا إننا يمكن ان نفهم من الآية عصمتهم عن الخطأ أيضاً في قيادة الأمة و بيان الشريعة و أحكامها.
و إنما أمرنا بحبهم و مودتهم كي يُسهل هذا الحب الطريق الى طاعتهم في قيادتهم للأمة و بيانهم للأحكام، لأن الحب مفتاح الإنقياد و الإستجابة و الطاعة.


dsj]g fNdm hgl,]m ugn lv[udm Hig hgfdj fu] hgvs,g , uwljil ( ugdil hgsghl )



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس