عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/28, 11:48 PM   #2
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

ماهو رأي الروايات والاحاديث؟
بعد الاستعراض السابق الذي بينا فيه اهم الاراء التي جاء بها العلماء حول بداية الخلقة نستطيع الان ان نمر على الروايات التي وردت في هذا المجال:
اولا: رواية الامام الباقر (عليه السلام).
روى في الكافي: كان كل شيء ماء، وكان عرشه على الماء،فامر الله تعالى الماء فاضطرم نارا، ثم امر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان فخلق الله السموات من ذلك الدان، وخلق الارض من الرماد (3).
ثانيا: رواية الصادق (عليه السلام)، في خبر اخرجه علي بن ابراهيم في تفسيره، كان عرشه على الماء، والماء على الهواء، والهواء لايحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما اراد ان يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا، ثم ازبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحا الارض من تحته، فقال (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ) آل عمران/96.
ثم مكث الرب تبارك وتعالى ماشاء، فلما اراد ان يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى ازبدت بها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنجوم، ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب (4).
ثالثا: هناك رواية للباقر (عليه السلام): وخلق الشيء الذي جميع الاشياء منه، وهو الماء الذي خلق الاشياء منه فجعل نسب كل شيء الى الماء، ولم يجعل للماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء، فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبد على قدر ماشاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاهبوط ولاشجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار من الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولاثقب (5).
وضعنا هذه الاحاديث بصورة متممة لانها تفسر بعضها البعض الاخر.
ويمكننا ان نستنتج من الروايات السابقة.
1ـ المادة الاولى التي استمد منها الكون وجوده هي الماء، فلم يكن قبل الماء شيء آخر اذ لم يجعل الله للماء نسبا يضاف اليه، وكل شيئ خلق من الماء.
2ـ هناك اشارة في رواية الصادق الى وجود الماء فوق الهواء، فما هو المقصود بالهواء ؟
اكتفت الرواية بذكر صفتين للهواء، الصفة الاولى انه يحد الماء من تحته والصفة الثانية انه لايحد أي حد.
وهذين الوصفين لاينطبقان الا على شيء ليس بمادة فالماء هو المادة الاساسية والوحيدة الموجودة، ولما لاتحد فهي لاتمتلك الابعاد التي تتصف بها المادة من طول وعرض وما شابه ذلك.
فإذا لم يكن الهواء شيء مادي. فما هو اذن ؟
ربما كان المقصود بالهواء الفضاء الواسع الذي قامت فيه التفاعل الاول للنشأة الاولى.
3ـ تشير الروايات الى نشأة الكون من تحول الماء الى دخان ورماد والسؤال كيف تم ذلك ؟
تشير الروايتان (2و3) ان هذا التحول قد تم بتدخل الريح التي شققت متن الماء، أي حولته الى اجزائه من اوكسيجين وهيدروجين، ثم نفخت الريح التركيب الجديد حتى صار كبيرا جدا، فإذا بالزبد الذي نتج عن اصطدام الريح بالماء يتحول الى ارض بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاصعود ولاهبوط ولاشجرة، اي ليس فيها حياة اي المادة الاولى للكون تكونت إلا ان الحياة بحاجة الى عناصر كثيرة فهي بحاجة الى الحديد واليورانيوم والنحاس والمنغنيز..الى آخره وهذه العناصر لاتتكون الا بوجود طاقة هائلة، فصنع الله تلك الطاقة من الماء، ثم خلق الله النار من الماء وهذه هي المرحلة الثانية من التكوين حيث كانت هناك كمية من الماء تحولت الى نار (طاقة) وهذه الطاقة استخدمت في احداث الاندماج النووي حيث اخذت في صنع العناصر الرئيسية للكون المادي، وهذا التحول لم يتم الا باحداث انفجار هائل، وهذا ماتشير اليه عبارة الرواية (حتى ثار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور ) هكذا تم هذا التحول.
4 ـ تشير الروايتان (1و3) ان الانفجار الذي أحدثته النار في الماء نتج عنه الدخان والرماد والدخان هو اشارة الى الغازات التي انبعثت من الانفجار والتي كونت الشموس التي لازالت حتى يومنا هذا تمنحنا الدفء وربما كان منطوق السموات في الرواية الاولى اشارة الى الشمس او النجوم التي تضيء من خلال سلسلة العمليات النووية التي تجري في قلبها.
أما الرماد ففيه اشارة الى العناصر التي كونت المادة الاساسية للارض وهي العناصر الكيماوية والمعروفة لدينا، وهي الكاربون والحديد والمنغنيز والالمنيوم وماشابه ذلك.
5 ـ في الرواية رقم (2) يظهر في الوهلة الاولى شيء من الاختلاف بينها وبين الرواية (1)و(3) لكن بشيء من التأمل ينتهي هذا الاختلاف فالرواية تشير الى ان الزبد الذي نشا من الريح كان في البداية متعددا ثم اصبح واحدا فتكون منه أرض مكة المكرمة التي كانت أول أرض نشأت في كرتنا الارضية.
ثم بعد ذلك نشأت السموات والنجوم واستقرت في البروج فالرواية لاتختلف في كيفية الارض والسماء عن الروايتين الاخريتين الا انها تركز على فكرة تكوين الارض قبل السماء.
وهذا لايتناقض مع ماتوصل اليه العلم الحديث اذ ان برودة العناصر المادية التي يتكون منها الارض اسرع من برودة العناصر الغازية التي يتكون منها النجوم والشموس.
6 ـ جاء في الروايات لفظ الريح كعامل لشق الماء، فما هو المقصود بالريح هنا، هل هو الهواء المعروف لدينا الآن وقد تبين ان الكون في بداية امره كان خاليا من كل شيء سوى الماء، ام انه نوع من انواع القوة التي أوكل بها مهمة احداث التغيرات في جسيمات الذرة والتي نتج عنها الطاقة الهائلة. عندما نبدا بوصف الروايات علميا سنعرف ماهو المقصود بالريح في هذه الرواية وأن اللفظ لايعني الريح المعروفة لدينا وانما استخدم الامام اللفظ من باب تسهيل الفكرة لايصالها بصورة واضحة الى ا ذهان الناس في ذلك الوقت الذي لم يكن يسوده العلم والثقافة.

------------------------
الهوامش
3ـ الكافي: 2/65ح86
4ـ تفسير القمر 2/69
5ـ الكليني: الكافي 8/49ح76


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس