عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/28, 11:49 PM   #4
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

تحليل للروايات على ضوء المفاهيم العلمية
بعد ذلك التفصيل الذي أوردناه في البعدين السابقين بعد الاراء والنظريات العلمية والاحاديث والروايات حان الوقت لتحليل تلك الروايات على ضوء ماتوصل اليه العلم الحديث لكن قبل كل شيء كان لابد من الاشارة الى نقطتين الاولى:

كل ماورد من معلومات حول بداية الخليقة لايخرج عن كونه مجرد فرضية،والفرضية قابلة للنقض سيما وان العلم البشري في تطور مستمر،وكلما زادت البشرية في علومها ازداد جهلها بالحقائق وليس أدل على ذلك من قول العالم البريطاني فرانك كلوز حيث ذكر قائلا: فنحن من ناحية نفهم الكون بأعمق ما فهمناه قط في تاريخ، ولدينا نظريات يمكن اختبارها تبين كيف انبثق الكون وكيف سيموت؟
الا اننا اصبحنا ايضا نعي اننا كلما زاد فهمنا زادت الاحتمالات الغريبة لجهلنا.
فالكون قد يكون في الحقيقة اغرب بكثير مما يمكننا ان ندركه (11(.
ثانيا: ان ماورد في الروايات والاحاديث بعد التدقيق في الامور لايمكننا ان نرجع فيها الا للمصادر التي تبين لنا حقائق الامور، وماورد من الاحاديث والروايات عن اهل البيت عليهم السلام هو الصحيح الذي يجب ان نعتقد به بعد التيقن من وروده عن الامام ذلك لان ماورد على لسان الامام (عليه السلام) هو ماورد على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو ماورد في كتاب الله عز وجل.
لكن مشكلة هذه الروايات تكمن في دائرة اللغة فلان الامام كان يتحدث في ذلك الوقت قبل اربعة عشر قرنا مع اناس لم يكتشفوا الذرة ولم يعرفوا المكرسكوب الالكتروني ولاشيء من هذا القبيل فكان حديث الامام يتضمن تعابيرا والفاظا تناسب عقولهم.
فاستعمل لفظ الريح بمعنى القوة القاصفة التي تقصف اجزاء الذرة و الجو بمعنى الفضاء لان هذه المفاهيم لم تكن معروفة في السابق فكان على اي باحث يريد التوصل الى الحقائق ان ينشد معاني تقرب مفاهيم تلك الالفاظ الى ماقصد منها. وهو امر ليس بالهين على الباحثين والدارسين في علم النص.
بعد ذكر هاتين النقطتين المهمتين ناتي على ذكر هذه الحقائق المستمدة من خطبة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ومن الروايات والاحاديث.

أولا: الدمج بين نظريتي الانفجار الكبير الانتفاخ:
يبدو من خطبة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) والروايات التي ذكرناها ان البداية قد حدثت بشكل آخر يختلف عن نظرية علماء الفيزياء الفلكية الذين قالوا باحد الاحتمالين اما الانفجار الكبير او الانتفاخ بينما ورد في الروايات الجمع بين الزبد ثم انفجر الزبد كما ينفجر البالون وهذا الانفجار حول الماء الى دخان ورماد.
يقول الامام الباقر (عليه السلام): خلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبد ارضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولاثقب ولاصعود ولاهبوط ولاشجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى صار من الماء دخان على قدر ماشاء الله ان يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولاثقب (12).
ثانيا: نظرية النفخ، هي حقيقة مستمدة في القرآن الكريم ففي خلق الانسان جاء في كلام الله العزيز ( فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).
فإذا كان خلق الانسان نشأ من نفخة الهية حولت حفنة الطين الى بشر بالميارات فلربما نشا الكون ايضا من هذه النفخة الالهية التي حدثت قبل الانفجار.
وفي الاحاديث اشارات الى ان الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الرياح بأن تنفخ في الماء فتصنع لنا الزبد الذي تكونت منه الاجرام والسموات فإذن حقيقة نشوء الكون من النفخ يؤيده القرآن الكريم.
ثالثا: ينتج الماء من تكون غازين هما الاوكسجين والهيدروجين فإذا وجهنا لمقدار من الماء طاقة عالية فأنها تستطيع ان تجزئه الى هذين العنصرين وقد دخل الهيدروجين في سلسلة تفاعلات أدت الى نشوء النجوم، وهذا مصدر الطاقة في الكون وهو ايضا يشكل التركيب الرئيسي لمادة الشمس ف 92% من الشمس يتكون من الهيدروجين 7% من الهليوم والباقي يتكون من نوى العناصر أثقل هي الناتج العادم من التفاعلات الشمسية.
والذي يحدث في الشمس هو اصطدام ذرات الهيدروجين مع بعضها لتؤلف اربعة بروتونات فتنتج نواة واحدة من ذرة الهليوم،ولما كانت هذه الذرة اخف من البروتونات الاربعة فينطلق فارق الكتلة كطاقة نحس بها ونحن على سطح الكرة الارضية.
رابعا: تحت اي تأثير يتم الاندماج؟
اصبح من المعلوم لدى العلماء ان الانفجار الكبير الذي حدث هو نتيجة اندماج البروتونات، ولما كانت البروتونات جسيمات متنافرة فإن اندماجه لايتم بسهولة، فعندما يراد ان تلامس بروتون مع بروتون آخر كأنك لامست قطبين متشابهين للمغناطيس، وحتى يمكن التغلب على التنافر الكهربائي يتعين علينا ايجاد قوة داخل الذرة تستطيع ان تزيد من سرعة البروتونات بصورة كبيرة بحيث تتمكن هذه السرعة ان تغلب على تشابه الشحنات فتصطدم البروتونات المتماثلة بعضها مع البعض الاخر في حين لايتجاوز جزء من البليون من جزء من الالف من الملميتر.
وسيتولد من هذا الاندماج الاحتراق.
والسؤال هو ماهي هذه القوة التي حملت بروتون من ذرة الهيدروجين أو بالاحرى من جزيئة الماء كما في الروايات؟ ليصدم بروتونا آخر..فهل لفظ الريح الذي جاء في الرواية يستطيع ان يوضح لنا مايجري في الذرة من صدام بين البروتونات المتشابهة في الشحنة.
خامسا: بقي ان نعرف مصير الاوكسجين التي انفصلت عن ذرتين من الهيدروجين.
تشير معلومات العلماء ان عملية الاصطدام طالت ذرة الاوكسجين الى نواة واحدة للهليوم ونواة للكربون، وهذا يفسر لنا وجود عناصر أخرى غير الهيدروجين في الشمس.
اما عن مصير الكربون فهو ايضا سيصبح هدفا للبروتونات الموجودة في كل مكان، فيمتص واحد منها ويتحول الى نيوتروجين، وبأصطدامين آخرين بالبروتونات مع بث من نشاط اشعاعي ينتج الاوكسجين واشعة جاما وجسيمات اطياف (ساخنة( تسمى جسيمات النيوتريون تتدفق مع الشمس الى داخل الفضاء.
ويتم استهلاك البروتونات بمعدل 5 ملايين في الثانية على مدى يوم وسنة وقرن طيلة الدهر.
هذا هو بالضبط مايحدث في النجوم وما حدث في السوبرنوفا التي تركزت فيها الكتلة في حيز صغير مسببة ذلك الانفجار الذي يقول العلماء عنه انه اوجد الكون ونجم من الانفجار طاقة هائلة وجسيمات النيوترينو.
سادسا: كيفية تكون الكواكب والنجوم؟
يشير العلماء الى ان الكواكب والنجوم وجدت بعد الانفجار الكبير الذي وقع مايقرب من 10- 20 بليون سنة وظل الكون شفافا لهذا الاشعاع لنحو 700 الف سنة بعد الانفجار الكبير ومنذ ذلك الوقت اخذت المادة تتكتل معا في نجوم ومجرات.
واثناء ذلك استمر الاشعاع يتمدد ويبرد وهو الان عند درجة حرارة 2700مئوية ويهب هذا الاشعاع على جسمات المادة التي تشكل البينات ذات المقياس الكبير في السموات.
وهذه البينات مكونة في النهاية من الالكترونات والكواركات (بذور النوى الذرية) واشياء اخرى قليلة،تندمج كلها معا في الحرارة الاولية للانفجار الكبير عندما تكون درجة الحرارة بلايين عديدة من الدرجات.
وتتخثر الطاقات الى جسيمات وضديد الجسيمات:
اي كيانات من الكتلة نفسها، ولكن فيها شحنة كهربائية مضادة للجسيم المناظر.
وهكذا فإن الالكترون ذا الشحنة السالبة يتشكل ومع نظيره ذو الشحنة الموجبة اي البوزيترون، وبالمثل فإن الكواركات التي تتجمع معا فيما بعد لتشكل البروتونات والنيوترونات، يتم تشكلها ومعها ضديدات الكواركات ( التي يصنع منها ضديدات البروتونات تصنع ذات المادة والبوزيترونات اذ تحيط بضديدات البروتونات وضديدات النيوترونات تصنع ذرات ضديد المادة (13(
هذا مايقوله العلماء اما ماتقوله الروايات فإن جزئيات الماء عندما فرقتها النار تحولت الى دخان ورماد.
والدخان هنا اشارة الى الغازات التي تولدت من الماء منها غاز الهيدروجين غاز الاوكسجين ومن الهيدروجين تكون غاز الهليوم وهكذا ظلت عمليات الاندماج بين البروتونات قائمة حتى نتج منها بقية العناصر الثقيلة التي اصطلحت عليها الروايات بـ(الرماد) وهي مادة الارض.
وقد اشار (كلوز) الى هذه الحقيقة قائلا:وفي هذه اللحظات الاولى من الانفجار الكبير حيث الكون ساخن بما لايمكن تصوره، اي اسخن كثيرا من اي نجم الان، فإن اي جسيمات ساخنة سوف تندفع فيما حولها مثل كل شيء آخر.
ولكن الكون بردت حرارته بأسماء مما يبرد قدح القهوة في سيبيريا، وبالتالي تجمدت الجسيمات الثقيلة ساكنة خلال ثوان.
اما الجسيمات الاخرى الاخف فهي تتجمع لتبني المجرات والنجوم ثم تبني في النهاية المادة المألوفة اليوم(14).
فالجسيمات الخفيفة واصلت اندماجها واحتراقها بينما الجسيمات الثقيلة استقرت على شكل كواكب وكويكبات.

---
الهوامش
11ـ ص244
12ـ الكليني: الكافي 8/94
13ـ p.250
14ـ ص37.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس