عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/29, 09:00 AM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
أحكام الزواج المختلط

المقدمة



قام الكون كله على قاعدة الزوجية، فكل شيء في هذه الحياة هو على شكل زوج، وهذه سنة الله في خلقه، وليس الإنسان استثناءً عن هذه القاعدة، إذ خلقه الله على هذه الشاكلة، خلق الذكر وخلق الأنثى وجعل بينهما المودة وهي الطريق إلى اقتراب القطبين، وينتج عن امتزاجهما الأبناء والأجيال، وهذه سنة الله في خلقه، إذ لولا الزواج لانقطع نسل البشرية.
و بقدر ما يحمل الزواج من حلول لمشاكل المجتمع سببه العزوبية والعنوسة بقدر ذلك يبطن الزواج مشاكل ومتاعب للمجتمع فكان لابد من وضع حلول لها، وقد رعت الشرائع السماوية والوضعية هذه الناحية كامل رعايتها، ووضعت قواعد وقوانين لمعالجة المشكلات العديدة التي يمكن أن تنتج عند الزواج.
و لعل أهم نافذة تدخل منه المشكلات عندما يكون الزواج مختلفا بين الأديان فبعض الأديان كاليهودية حلت هذه المعضلة فأغلقت أبواب الزواج المختلط الذي يقوم على الفطرة البشرية فمنعت اليهودي من الزواج بغير اليهودي، لكن الإسلام هذا الدين الواقعي لم يتجاهل أن الزواج المختلط هو حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها، لذا وجدنا المشرع الإسلامي يضع أحكاما كثيرة لمعالجة هذه المشكلة .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لعل أكثر ما نعانيه نحن في الغرب من مشاكل اجتماعية هي نتيجة فعلية للزواج المختلط وذلك عندما يتم هذا الزواج بطريقة غير سليمة وبأسلوب لا يريده الشرع الإسلامي، فكان لابد من التصدي لهذه المشكلة ووضع القواعد الفقهية المناسبة لمعالجتها ومعالجة نتائجها من تبعية الأولاد والحضانة والإرث والمهر وما شابه ذلك .
ولأهمية هذا الموضوع آليت على نفسي أن أتناوله تناولا موضوعيا فقهيا واجتماعيا على أمل أن أجد حلولا لبعض المشكلات التي يعاني منها المسلمون في المجتمعات الغربية حيث الأديان والتيارات العقيدية المختلفة .



المصادر الرئيسية عن الزواج في الإسلام:

لاشك هناك مصادر كثيرة جدا تتناول هذا الموضوع من الزوايا الفقهية المختلفة.
لكن تظل هذه المشكلة قائمة حيث هناك فاصل زمني طويل المدى بين تيار المجتهدين أصحاب تلك المصادر وحياتنا اليومية التي نعيشها في العالم الغربي هنا، لم تكن هذه المصادر كافية لتوضيح المشكلة وتحديد الحلول اللازمة لها .
لذا وجدت من الضروري في البداية أن أنوه إلى ثلاثة مصادر رئيسية لهذا البحث الذي كتبته بروح من التجرد المذهبي والعاطفي
لأن هم الباحث هو الوصول إلى الحقيقة للأخذ بها في مدارج الحياة، فكان لابد وقبل كل شيء أن يكون صادقا ً مع هذه الحقيقة، ولن يكون صادقا ً إلا إذا كان مجرداً عن العاطفة أثناء البحث رائده الحق أينما كان.


المصدر الأول: الكتب الفقهية: وقد راعيت فيها أن تكون من أمهات مصادر المذاهب الإسلامية الخمسة، ولكي تكون الاستفادة متكاملة أخذت نماذج من كل مذهب فقهي على أساس ثلاث فترات زمنية، الفترة التأسيسية للفقه وهي القرون الهجرية الثلاثة الأولى، ثم نماذج عن فترة الوسيط وهي من القرن العاشر حتى الثالث عشر، ثم تناولت نماذجا ًمن آراء فقهاء معاصرين وحاولت أن أتناول آراء من لازالوا أحياء(أطال الله في عمرهم).
المصدر الثاني: المراجعات اليومية التي أقوم بنفسي بالتصدي لها من خلال عملي اليومي في المركز الإسلامي في لوس أنجلوس كإمام وخطيب وعالم دين، فهناك المئات من الحوادث المتعلقة بمشاكل الزواج المختلط، وقد قمت بإضافة هذه التجربة الذاتية إلى مصادر بحثي أيضا ًو سعيت أن أستعين بتجربتي الذاتية بلغة الأرقام ولغة العموميات أكثر من لغة الخصوصيات هروبا ًمن الآثار العاطفية التي قد تطرأ في البحث فتسلبه البعد العلمي.
المصدر الثالث: هناك نقاط فراغ لم تقل فيها المصادر شيئا ًو سكت عنها الفقهاء الأقدمون لأنها لم تكن محل ابتلاء يوم ذاك، فقد اضطررت أن أطرحها على العلماء الأعلام في مختلف المذاهب الإسلامية وذلك من خلال مجموعة أسئلة قدمتها لكل من "اذكر أسماء من بعثت إليهم بالرسائل".



خطة البحث

يتكون البحث من فصل تمهيدي وخمسة فصول:
تطرقت في الفصل التمهيدي إلى فكرة الزواج المختلط من الناحية البيولوجية والتاريخية والاجتماعية، وهي مقدمة لابد منها لأنها ستلقى ضوء ً ساطعا ً على مفاصل البحث الأخرى.
وفي الفصل الأول : تناولت موضوع الزواج في الأديان والنحل وأخذت في تناول الأديان والأقوام الرئيسية التي لها تاريخ في مجال الزواج كالمسيحية واليهودية والديانة الصينية والديانة الفارسية والديانة الهندية، وقد اعتمدت في معلوماتي عن الزواج عن هذه الأديان إلى مصادرهم الرئيسية كالإنجيل والتوراة. فمصادري في الفكر المسيحي الكتاب المقدس و بالأخص رسائل القديس بولس إلى الأقوام المسيحية، بالإضافة إلى الوثائق المسيحية المكتوبة من قبل المجامع المسيحية0
عن اليهودية اعتمدت على ما ورد في التوراة والتلمود ثم اعتمدت ثلاثة مصادر يهودية مهمة هي كتاب الأحكام العبرية الذي ألفه العالم الفرنسي (دي بفلي) وترجمه إلى العربية القاضي المصري محمد صبري وأضاف مقارنات مع الشريعة الإسلامية وسماه كتاب المقارنات والمقابلات والمصدر الثاني هو شعار الخضر في الأحكام الشرعية الإسرائيلية للقرائين لمؤلفه اليهودي (الياهو شياحتين) وترجم إلى العربية من قبل الأستاذ مراد فرج والمصدر اليهودي الثالث هو أبحاث عن اليهودية نشرها بالإنكليزية (Arthur Hertezberg ) بعنوان judaism
و قد ركزت في حديثي عن الزواج عند الأديان والأقوام حول الزواج المختلط0
ثم انتقلت إلى الفصل الثاني والذي تناولت فيه الزواج في الكتابة وآراء العلماء بين مانع ومسامح ثم تحدثت عن آثار هذا الزواج ونتائجه على المهر والإرث والرضاعة والحضانة والطلاق0
وفي هذا الفصل بحثت موضوع زواج المسلمة من الكتابي وذكرت إجماع المذاهب الإسلامية في منع هذا الزواج 0
في الفصل الثالث تناولت موضوع الزواج من الكافرة وذكرت أدلة العلماء في منع هذا الزواج ، وفي هذا الفصل تناولت من وقع الإختلاف حولهم بين قائل أنهم من الكفار وبين قائل أنهم من الكتابيين وهم المجوس والصائبة 0
في الفصل الرابع تناولت من قام بتبديل دينه من دين لآخر وهم على قسمين مسلم بدل دينه ويسمى بالمرتد , وغير مسلم بدل دينه إلى الإسلام فيظهر لهذا التبديل آثار ونتائج على الأحوال الشخصية كالنكاح والمهر والطلاق وما شابه ذلك 0
في الفصل الخامس والأخير تناولت نكاح الكافر من الكافر في حالتين حالة ثبوته على دينه وفي حالة استبدال دينه بدين آخر فهناك جملة أحكام لها نتائج على الحياة الزوجية , ولها مدخليه في حياتنا اليومية نحن المسلمون الذين نعيش في بلاد الغرب , وقد تناولت جميع هذه الأبحاث في الفصل الخامس , وكان رائدي في جميع مفاصل البحث هو طرح القضية من خلال المعايشة اليومية التي تعيشها مجتمعاتنا الإسلامية في الغرب وصولا ً إلى الحلول الناجعة 0
وما كان لهذا البحث أن يرى النور لولا توجيهات أساتذتي الكرام الذين كانوا إلى جانبي لحظة بلحظة حتى أتممت هذا البحث في فترة وجيزة 0

وما ذلك إلا بتوفيق من الله العزيز الحكيم .




Hp;hl hg.,h[ hglojg'



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس