عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/11/29, 09:05 AM   #10
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

البحث السادس
الزواج عند الهنود


يعتبر الزواج وحفظ النسل بالمرتبة الثانية من الواجبات الدينية عند الهندوس وذلك بعد احترام البراهمة وتقديس البقر.
فقد أعلن «مانو»: «بالنسل وحده يكمل الرجل، فهو يكمل إذا ما أصبح ثلاثة شخصه وزوجه وابنه».
ويعتبر ما كتبه مانو من كتب هي الكتب المقدسة عند البرهمية، وتلك الكتب ترجع بحسب رأي مكس مللر إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
فمن يقرأ هذه الشرائع يجد كم كان «مانو» حريصاً على الزواج وإكثار النسل ولا سيما الذكور منه.
وقد اعتبر «مانو» أشد المصائب التي تصيب البشرية هو العقم و وضع له حلين:
1-
من كان عقيماً من الذكور إن كان له ابنة يسعى لزواجها على أن يكون مولودها الذكر ابناً له.
2-
إن كان غير صالح للإنجاب فعليه أن يستولد امرأته من أحد إخوانه أو أهله، وقد قضت هذه الشريعة على الرجال بالزواج المبكر حتى أنه أصبح عندهم من المشين عدم اقتران من يبلغ الثانية والعشرين من العمر فنتج عن ذلك أنه لوحظ في سنة 1830م في مقاطعة (أجابوترا) فقدان البنات إلى حد أن حاكم إحدى المقاطعات الغربية الإنكليزي أكد سنة 1896 أنه في سبع قرى في مقاطعته لم يجد غير بنت واحدة إزاء مائة رجل، ولمثل ذلك قضت هذه الشريعة على أولياء البنات أن يبادروا لتزويجهن حتى قبل أن يبلغن سن الثامنة، وإذا مضى على استعداد البنت للاقتران ثلاث سنين قبل أن يزوجها وليها فلها أن تخرج من ثم عن رضاه وتختار من تشاء عقوبة له، وإذا ماتت الزوجة فعلى بعلها أن يتزوج عاجلاً بدون تريث، غير أنه مما يستغرب في هذا الشأن هو مناقضة تلك الشريعة سنتها هذه فيما لو كان الميت البعل دون الزوجة، فإنها على ما هي عليه من الترغيب تقضي والحالة هذه على الأرملة بأن تبقى عزباء متقشفة حزينة ويجوز لها أيضاً أن تحرق نفسها وذلك يكفي لتعذير سقوط المرأة بنظره فالابنة في حكمها ملك أبيها وهو حر مطلق التصرف فيها وإذا تزوجت أمست عبدة طول حياتها لزوجها.
  • الزواج إجباري:
لم يكد الإنسان يولد عند الهنود حتى يأخذ الأب يفكر في تزويجه، لأن الزواج عندهم أمر إجباري، والرجل الأعزب طريد الطبقات، ليس له في المجتمع مكانة ولا اعتبار وكذلك بالنسبة للفتاة إن طال بها الأمد عذراء بغير زواج، فذلك عار أي عار.
ولما كان الزواج إجباري أصبح مسؤولية اجتماعية يشترك فيها جميع أفراد القبيلة وبالأخص يجب أن يتم باتفاق الأبوين، أما الزواج الذي يتم باتفاق الزوجين فقط دون مشاركة الأبوين فإنه زواج شائن سماه مانو بـ«الزواج الجاندارقا».

  • الزواج داخل الطبقة وخارج العائلة:
ينبغي للشاب الهندي حسب طقوس الهندوس أن يختار زوجته من خارج مجموعته العائلية لكن ضمن دائرة طبقته الاجتماعية.
إذ لا يسمح لأبناء الطبقات الدنيا الزواج من نساء الطبقات العليا أو العكس.

  • تعدد الزوجات:
تسمح الهندوسية للزوج أن يتزوج ما يشاء من النساء لكن واحدة منهنَ فقط يكون لها السيادة على الأخريات، ويشترط فيها أن تكون من طبقته الاجتماعية، على أن الأفضل - في رأي مانو - أن يقتصر الزوج على زوجة واحدة وكان على الزوجة أن تحب زوجها وتتفان في حبه.
أما الزوج فليس المطلوب منه سوى توفير الحماية الأبوية للأسرة.

  • الأب بعدالأسرة:
الأسرة في الهند تقوم على أساس السيادة الأبوية، فالوالد هو السيد الكامل الذي له السيادة المطلقة على الزوجة والأبناء والعبيد، وكانت المرأة مخلوقاً جميلاً لكنها أحط منزلة من الرجل فلا حقّ لها بالتعليم لأن باعتقاد البراهمة أن النساء إذا عرفن كيف ينظرن إلى اللذة والألم والحياة والموت نظرة فلسفية أصابهنّ مسّ من الجنون، أو أبين بعد ذلك أن يظللن على خضوعهن.

  • العلاقة الزوجية:
ثلاثة أشخاص في تشريع مانو لا يجوز لهم أن يملكوا شيئاً: الزوجة والابن والعبد، فكل ما يكسبه هؤلاء يصبح ملكاً لسيد الأسرة على أنه يجوز للزوجة أن تحتفظ بملكية المهر والهدايا التي جاءتها عند زواجها، وكذلك يجوز لأم الأمير أن تحكم البلاد في مكان ابنها حتى يبلغ الرشد، ومن حق الرجل أن يطلق زوجته لخيانتها الزوجية لكن الزوجة لا تستطيع أن تطلق زوجها لأي سبب من الأسباب، وفي مقدور الزوج إذا ما شربت زوجته الخمر أو إذا مرضت أو إذا شقت عليه عصا الطاعة أو كانت مسرفة أو مشاكسة أن يتزوج من غيرها في أي وقت شاء (لا أن يطلقها).
على أن في التشريع فقرات توحي بالرفق بالمرأة، فلا يجوز ضربهن «حتى بزهرة» ولا يجوز مراقبتهنّ مراقبة تجاوز الحدود في صرامتها، لأن دهاء مكرهن عندئذٍ يجد سبيلاً للشر، وإذا أصبن جميل الثياب فمن الحكمة أن تشبع فيهن ما أحببن، «لأن الزوجة إذا حرمت أنيق الثياب فلن تثير في صدر زوجها ميلاً إليها»، على حين أنه «إذا زينت الزوجة زينة بهجة اكتسب المنزل كله مسحة الجمال»، ويجب أن تخلى الطريق للمرأة كما تخليه للكهول والكهنة. والواجب أن يطعم الحاملات والعرائس، وإن كانت المرأة أماً لأطفال كثيرين استحقت عند الناس أكبر التقدير.



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس