عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/12/04, 11:40 PM   #6
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

من مناقبه عليه السلام

جاء عن جابر بن يزيد الجُعفي أنه قال: ... ولقد حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
«يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام». فلقيه جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة، فقال له: يا غلام من أنت؟ قال:
«أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب».
قال له جابر: يا بُني أقبِل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وربّ الكعبة، ثم قال: يا بُنيّ: رسول الله صلى الله عليه وآله يُقرئك السلام، فقال:
«على رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك يا جابر بما بلّغت السلام».
فقال له جابر: يا باقر! يا باقر! يا باقر! أنت الباقر حقّاً أنت الذي تبقر العلم بقراً، ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلّمه، فربّما غلط جابر فيما يحدِّث به عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيردُّ عليه ويذكّره، فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله، وكان يقول: يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله أنّك قد اوتيت الحكم صبيّاً.

اخلاقه عليه السلام


كان أبو جعفر محمد الباقر سلام الله عليه كثير الصلاة والصيام والحج إلى بيت الله الحرام وكان صلى الله عليه وآله أسخى الناس كفّاً وأكثرهم كرماً وجوداً وصدقة، واسع البرّ والإحسان، كثير العطاء والإنفاق في سبيل الله. رغم توسط حالته المادّية وكثرة عياله.
لا رهبانيه في الاسلام


كان سلام الله عليه يعمل بيده في الأرض لإحيائها ويشرف بنفسه على الضيعة لإصلاحها وصيانتها. وبهذه المناسبة يروى عن محمد بن المنكدر وهو من أقطاب الصوفية في عصر الإمام الباقر سلام الله عليه أنه قال:
ما كنت أرى مثل علي بن الحسين سلام الله عليهما يدع خلفاً، لفضل علي بن الحسين سلام الله عليهما حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت أنه أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأي شيء وعظك؟
قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي سلام الله عليهما وكان رجلاً بديناً وهو متكيء على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لأعظنّه، فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ بنهر وقد تصبب عرقاً.
فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال، قال: فخلّي عن الغلامين من يده ثم تساند وقال: لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس وانما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني.
أقول: إن الإمام الباقر سلام الله عليه قال لإبن المنكدر ذلك لأن الصوفية يرون العبادة في الصلاة والصوم والذكر والرياضات الروحية مع ترك العمل والكسب والأشغال الدنيوية الأخرى فهم عالة على المجتمع يأكلون ولا يعملون، ويأخذون منه ولا يعطون. وفي ذلك قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
«ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ولا من ترك آخرته لدنياه».
فكان الإمام الباقر سلام الله عليه يحث شيعته على العمل المثمر والكسب الحلال والسعي المشروع في تحصيل المال ويقول لهم:
«تسعة أعشار العبادة في الكسب الحلال».


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس