عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/12/04, 11:50 PM   #17
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

وكما حثنا سبحانه على الكلمة الطيبة دعانا أيضاً إلى البعد عن السباب واللعان والطعان على المؤمنين لأن الكلام الفاحش المتفحش مبغوض عند الله، والسبابون مكروهون مذمومون في الدنيا والآخرة.

المؤمن الصالح لا يسب أحداً ولا يهتم إنه سبه الآخرون لأن همه الوحيد كسب رضى الله تعالى لا غيره. فالإمام (عليه السلام) سبه الأمويون على المنابر وافتعلوا الأحاديث في ذمه وحاولوا تزوير الحقائق وتشويه تاريخه المجيد. لكنهم فشلوا وسقطوا وبقي ذكره عالياً كاسمه تطيب الألسن بذكره ويمجد اسمه عند المؤمنين الصالحين، ويذكر اسمه كل يوم على المآذن بعد ذكر الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله). فلعن الله السبابين الذين يطعنون على المؤمنين لقد زالوا واندثروا ولم يسجل التاريخ اسمهم إلا على صفحاته السود. وقد وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)(9).
طلاقة الوجه


أمر الإمام (عليه السلام) المؤمنين بمقابلة الناس بطلاقة الوجه والترحيب بهم ببشاشة وسرور. فقال (صلّى الله عليه وآله):

(البشر الحسن، وطلاقة الوجه، وسوء البشر مكبة للمحبة وقربة من الله، وعبوس الوجه، وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله)(10).

من آداب السلوك الاجتماعية التي أمر الله بها عباده الصالحين الوجه البشوش عند استقبال الناس لأن هذا مما يوثق الروابط الاجتماعية بين الناس ويزرع في النفوس الألفة والمحبة والتعاون. بينما الوجه العبوس يجلب المقت لصاحبه ويبعد الناس عنه ويجعله ممقوتاً منبوذاً في مجتمعه، وبالتالي فإنه يبتعد عن الله عز وجل. جاء في الحديث الشريف: (الخلق كلهم عيال الله وأقربهم إليه أنفعهم لعياله)(11).
الامام الباقر عليه السلام
حقوق المسلم



شرع الإسلام الحقوق الكاملة للمسلم تجاه أخيه المسلم، وأدلى الإمام (عليه السلام) بهذه الحقوق فقال (12):

(أحبب أخاك المسلم، وأحبب له ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، وإذا احتجت فسله، وإذا سألك فأعطه، ولا تدخر عنه خيراً فإنه لا يدخره عنك، كن له ظهراً فإنه لك ظهر، إن غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد فزره، وأجله، وأكرمه فإنه منك، وأنت منه، وإن كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتى تسل سخيمته (13). وما في نفسه، وإذا أصابه خير فاحمد الله عليه، وإن ابتلي فاعضده، وتمحل له)(14).

إنها تعاليم حية خالدة ترسخ دعائم الحياة الاجتماعية بين الأفراد، وأننا نرى أنه لو طبق المسلمون هذه التعاليم على واقع حياتهم، وخاصة في هذه الأيام الصعبة، لأصبحوا من أقوى الشعوب في العالم، ولما تجرأت الأمم الأخرى على غزوهم ونهب ثرواتهم. ولما انحرف بعضهم عن هذه المبادئ الإسلامية الأصيلة تفرقوا شيعاً وأحزاباً وهانوا وذلوا واصبحوا (كل حزب بما لديهم فرحون)(15).

ولما كانت هذه حقوق المسلم فلابد من قضاء حاجاته.
قضاء حاجة المسلم



طالب الإمام (عليه السلام) المسلمين إلى قضاء حوائج إخوانهم، وحذر من تركها أو إهمالها، فقال (عليه السلام): (ما من عبد يمتنع عن معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته قضيت له أو لم تقض إلا ابتلي في حاجة فيما يأثم عليه، ولا يؤجر، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضى الله إلا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله)(16).

إن قضاء حاجة المسلم أمر شرعي وواقعي واجتماعي والله عز وجل سمى: (إنما المؤمنون أخوة) ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (المسلم مرآة أخيه)(17).
صلة الأرحام



حث الإمام الباقر (عليه السلام) على صلة الأرحام وقال: (صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ في الأجل)(18).

عني الإسلام بصلة الرحم ودعا إليها لأنها توجب تماسك الأسرة وارتباطها بالعطف والمحبة، وتعود على الأمة بأفضل الثمرات. قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في ذلك: (بلّوا أرحامكم ولو بالسلام)(19) وفي رواية أخرى: (انضحوا أرحامكم). والمراد: صلوا أرحامكم ولو بالسلام، أي جددوا المودة بينكم وبين أقربائكم ولو بالتسليم عليهم تشبيهاً ببل السّقاء اليابس. لأن حسن المخالقة (20) تجديداً لمخلقها (21). ومثل ذلك قول الكميت الأسدي:

نضحتُ أديم الود بيني وبينهم بآصــــــــرة الأرحـــــام لو يتبللُ (22)
الصدقة

أكد الإمام على الصدقات وذكر الفوائد الناجمة عنها والتي يظفر بها المتصدق. وقد أدلى بها أمام أصحابه فقال (عليه السلام): (إلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه يبعد السلطان، والشيطان منكم) فقال له أبو حمزة: (بلى أخبرنا حتى نفعله) قال (عليه السلام): (عليكم بالصدقة فبكروا بها، فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شره السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك، وعليكم بالحب لله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح فإنه يقطع دابرهما ـ يعني الشيطان والسلطان ـ وألحوا في الاستغفار فإنه ممحاة للذنوب) (23). والسر في الصدقة أن تنفق مستورة وفي سبيل الله وليس بقصد الافتخار والمباهاة. ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حديث طويل: (ورجل تصدق بصدقة لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه)(24) والمراد كتمان النفقة التي يتصدق بها وإخفاؤها. فإذا كانت شماله لا تعلم بما تنفقه يمينه وهي شقيقتها وقسيمتها، فالأجدر ألا يعلم بذلك غيرها ممن بعد داراً وشط جواراً.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس