عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/01/15, 07:54 PM   #1
نسمة الحنان

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 668
تاريخ التسجيل: 2012/11/11
الدولة: العــــراق
المشاركات: 2,106
نسمة الحنان غير متواجد حالياً
المستوى : نسمة الحنان is on a distinguished road




عرض البوم صور نسمة الحنان
18 فضل الامام الصادق على ائمة المذاهب

بسم الله الرحمن الرحيم



قبل يومين شكك البعض في أنّ الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه له الفضل في تلمذة أئمة أهل السنة الأربعة رضوان الله عليهم وهم الإمام أبو حنيفة النعمان و الإمام مالك بن أنس و الإمام محمد إدريس الشافعي و أحمد بن حنبل، و لا أعلم ما الغرابة في ذلك، فبينما كان الناس يكنزون الذهب و الفضة و يتوارثونها كان أهل البيت رضوان الله عليهم يتوارثون العلم كابراً عن كابر، وقد بشر بذلك جدّهم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلّم: يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً :
1- سألته أن يثبت قائمكم
2- ويعلم جاهلكم
3- ويهدي ضالكم


وسألته : أن يجعلكم جوداًء نجداء رحماء ، فلو إن رجلاً صفن بين الركن والمقام وصلى وصام ، ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمد ورضي عنهم دخل النار.

المصدر: الطبراني – المعجم الكبير – من إسمه عبد الله.

فمادام النبي صلى الله عليه وسلّم دعى ربه بأن يتعلم الجاهل و يهتدي الضال ببركة أهل بيته رضوان الله عليهم، فلماذا ننكر فضلهم في تخريج علمائنا؟ ، فمن المفترض أننا نفتخر بذلك، بل ولنا العزة و الكرامة بأنّ علمائنا تتلمذوا على يد جهبذ أمثال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه.
ولد الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في 17 ربيع الأول سنة 80 هـ وقيل 83 هـ و أيضاً هناك رواية تقول 84هـ (راجع سير أعلام النبلاء – المجلّد السادس – صفحة 256)، و توفى رضوان الله عليه سنة 148 هـ كما قال المدائني، وشباب العصفري وعدة، و جعفر الصادق رآى من الصحابة أنس بن مالك و سهل بن سعد رضوان الله عليهم و عاصر الدولتين الأموية و العباسية حيث أنّ الدولة الأموية سقطت سنة 132هـ، و إستغلّ الإمام جعفر الصادق إنشغال الأمويين و العباسيين بالصراع فيما بينهم و أقام مدرسة شمخت بنفسها وسطع نورها حتى شغلت العيون والأفكار عما سواه فكأنك لا تكاد ترى شيئاً سواها إذا ما قيست لهذه المدرسة العملاقة.
ويمكن ان نشير إلى بعض نقاط القوة التي ميزت هذه المدرسة عن غيرها من المدارس الإسلامية، وأضفت عليها هالة من العظمة والرصانة والإتقان فمن نقاط القوة هي قوة شخصية المؤسس لهذه المدرسة، فإن المؤسس لهذه المدرسة هو جعفر بن محمد الصادق الذي كان أفضل أهل زمانه نسباً وعلماً وفضلاً وخُلقاً وعبادة وحكمة وزهداً في الدنيا، مما حدا بالقريب والبعيد، العدو والصديق، ان يطري على هذه الشخصية ويذكرها بكل جميل، و إختلفت مدرسة الإمام الصادق رضي الله عنه عن سابقاتها بعدم إقتصارها على العلوم الدينية والنقلية ولكن الحقيقة تشير إلى إن علوم الطب والكيمياء وعلوم الحياة وقد تخرج من هذه المدرسة كثير من علماء أهل السنة و الجماعة و لا أريد أن أسردهم كلّهم لكي لا يطول بنا المقام و لكني سأذكر بعضهم:

1-أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (المولود سنة 80هـ - المتوفى سنة 150هـ)
أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه هو صاحب أول المذاهب الإسلامية الأربعة يقول في حق جعفر الصادق رضي الله عنه: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد الصادق. المصدر: تذكرة الحفاظ – للذهبي – المجلّد الأول – صفحة 66، وكذلك راجع كتاب الإمام جعفر الصادق – للعلامة عبد الحميد الجنيدي – صفحة 162.
و كان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يتعامل مع الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه معاملة الأستاذ و يعتبر نفسه هو التلميذ فعندما كان يحضر دروس الإفتاء للإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في المدينة كان يقول: يا ابن رسول الله، لا يراني الله جالسا وأنت واقف، و لم ينسى له فضلاً فكما كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لو لا علي لهلك عمر، فقد كان الإمام أبو حنيفة يردد مقولته المشهورة: لو لا السنتان لهلك النعمان. المصدر: التحفة الإثنا عشرية – للدهلوي – صفحة 142، و كذلك راجع مختصر التحفة الإثنا عشرية – تلخيص الآلوسي – صفحة 8.
و خلال المواقف نجدّ أنّ الإمام جعفر الصادق كان أفقه أهل زمانه فقد جاء عن حسن بن زياد، سمعت أبا حنيفة، وسئل: من أفقه من رأيت؟ قال: ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور الحيرة، بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد، فهيئ له من مسائلك الصعاب. فهيأت له أربعين مسألة. ثم أتيت أبا جعفر، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر، فسلمت وأذن لي، فجلست. ثم التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله، تعرف هذا؟ قال: نعم. هذا أبو حنيفة. ثم أتبعها: قد أتانا. ثم قال: يا أبا حنيفة، هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله فابتدأت أسأله. فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة. ثم قال أبو حنيفة أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟! المصدر: سير أعلام النبلاء – للذهبي – المجلّد السادس – على الصفحتين 257 و 258.

2-الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه (المولود سنة 93هـ - المتوفى سنة 179هـ)
الإمام مالك رضي الله عنه كان من خريجي مدرسة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وروى عنه فكان يقول عنه: كان جعفر بن محمد. وكان كثير الدعابة والتبسم. فإذا ذكر عنده النبي اخضر واصفر. ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال. إما مصليا وإما قائما وإما يقرأ القرآن.
وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا على الطهارة.
ولا يتكلم فيما لا يعنيه.
وكان من العلماء والعباد والزهاد الذين يخشون الله. وما رأيته قط إلا ويخرج وسادة من تحته ويجعلها تحتي).
وفي مقولة أخرى يضيف مالك (وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، إذا قال (قال رسول الله) اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه. ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام، كلماهم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد أن يخر عن راحلته. فقلت:
يا ابن رسول الله. أولا بد لك أن تقول! قال: كيف أجرؤ أن أقول لبيك وأخشى أن يقول الله عز وجل: لا لبيك ولا سعديك)..
وإنا لنذكر ما كان يصنعه جده زين العابدين في هذا المقام.
وأصبح مالك إذا ذكر النبي اصفر لونه. فإذا تساءل جلساؤه قال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم على ما ترون. ويذكر لهم حال ابن المنكدر ثم يعقب بحال جعفر. المصدر: التمهيد – لإبن عبدالبرّ – المجلّد الثاني – صفحة 67، و كذلك تجدونه في كتاب الإمام جعفر الصادق – العلامة عبدالحليم الجنيدي – صفحة 159

و استفاد منه العلم جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم مثل:

3- يحيى بن سعيد الأنصاري: عالم المدينة في زمانه ، وشيخ عالم المدينة.
4- وابن جريح: الإمام، العلامة، الحافظ شيخ الحرم، صاحب التصانيف، وأول من دون العلم بمكة.
- ومالك بن أنس: أحد الأئمة الأربعة وقد تمّ ذكره في الأعلى.
5- وسفيان الثوري: هو شيخ الإسلام ، إمام الحفاظ ، سيد العلماء العاملين في زمانه ، أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد ، مصنف كتاب (الجامع).
6- وابن عيينة: شيخ الإسلام.
-وأبي حنيفة: صاحب أول مذهب للأمة الأربعة وقد تمّ ذكره في الأعلى.
7- وشعبة بن الحجاج: الإمام الحافظ ، أمير المؤمنين في الحديث
8- وأيوب بن موسى: كان فقيها مفتيا.
9- أيوب السجستاني: كبار الفقهاء التابعين،
وغيرهم وعدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها. المصدر: مطالب المسؤول في مناقب آل الرسول - محمد بن طلحة الشافعي - صفحة 437.

فإذاً كلّ ما نملك من علم فهو من فضل الإمام جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه الذي تتلمذ على يديه الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه و الإمام مالك رضي الله عنه و أما أصحاب أبي حنيفة فأخذوا عن أبي حنيفة ، وأما الشافعي فهو تلميذ تلميذ أبي حنيفة ، وأما ابن حنبل فهو تلميذ الشافعي . وأبو حنيفة قرأ على جعفر الصادق وعلمه ينتهي إلى علم جده علي كرم الله وجهه. شرح نهج البلاغة – لأبي الحديد المعتزلي – المجلّد الأول – على الصفحتين 17 و 18، و أيضاً قال عبد الحليم الجنيدي – كتاب الإمام جعفر الصادق – صفحة 163: ولئن كان مجداً لمالك أن يكون أكبر أشياخ الشافعي، أو أن يكون الشافعي أكبر اساتذة ابن حنبل، أو مجداً للتلميذين أن يتلمذا لشيخيهما هذين؛ إنّ التلمذة للإمام الصادق قد سربلت بالمجد فقه المذاهب الأربعة لأهل السنة، فأمّا الإمام الصادق فمجده لا يقبل الزيادة ولا النقصان، فالإمام مبلّغ للناس كافة علم جدّه عليه الصلاة والسّلام

وهذا شرف لأهل السنة و الجماعة أنّ جلّ علمائهم تخرجوا من مدرسة الإمام الصادق رضي الله عنه، و لا أعلم السرّ حقيقةً لمن يحاول أن يكتفي بحب أهل البيت رضوان الله عليهم فقط بتبجيلهم و إذا مرّ بفضيلة لهم يحاول تحويرها و تضليلها و تارة نسبها لأشخاص آخرين و بعضهم يضعّفها و يكذّبها، إتقّوا الله لكي لا يظهر لنا على التلفاز من يتهم أهل السنة و الجماعة ببغض أهل البيت رضوان الله عليهم.




tqg hghlhl hgwh]r ugn hzlm hgl`hif



توقيع : نسمة الحنان
رد مع اقتباس