عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/01/29, 09:12 AM   #1
نسمة الحنان

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 668
تاريخ التسجيل: 2012/11/11
الدولة: العــــراق
المشاركات: 2,106
نسمة الحنان غير متواجد حالياً
المستوى : نسمة الحنان is on a distinguished road




عرض البوم صور نسمة الحنان
12 متى نزلت سورة الكوثر ، و في أي مناسبة ؟ و ما المقصود من الكوثر

سورة الكوثر[1] هي السورة رقم ( 108 ) من القرآن الكريم ، و هي سورة مكية .
أما بالنسبة إلى سبب نزول هذه السورة ، فيقول المفسرون أن أحد أقطاب المشركين و هو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) عند باب بني سهم و هو يريد الخروج من المسجد الحرام ، فتحدث مع النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش وهم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمّ حديثه مع الرسول ( صلَّى الله عليهو آله ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين .
فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟
قال : ذلك الأبتر[2] ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ليس له أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسله ، ذلك لأن إبناً لرسول الله من خديجة يسمى عبد الله كان قد توفي قبل ذلك بفترة .
فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر و هي : ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾[3] ، رداً على العاص الذي زعم أنه ( صلَّى الله عليه و آله ) أبتر .
أما المعنى فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة .
و قال فخر الدين الرازي : " الكوثر أولاده ( صلَّى الله عليه و آله ) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ ( عليه السَّلام ) بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئٌ منهم ، و لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به " [4] .
هذا و إن للمفسرين أراءً أخرى في معنى الكوثر تصل إلى 26 رأياً نذكر أهمها كالتالي :
1. الكوثر هو العلم .
2. الكوثر هو النبوة .
3. الكوثر هو القرآن .
4. الكوثر هو الشفاعة .
5. الكوثر هو شرف الجنة .
6. الكوثر هو حوضه ( صلَّى الله عليه و آله ) .
إلى غيرها من الأقوال ، لكن جميع ما قيل يندرج تحت عنوان الكوثر الذي هو الخير الكثير ، فلا تناقض بين الأقوال أذن .
و مما يؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس أنه قد فسر الكوثر بالخير الكثير ، فقال سعيد بن جبير ، فان أناساً يقولون هو نهر في الجنة ، فقال : هو من الخير الكثير[5] .
و لعل أحسن الأقوال و أكثرها إنطباقاً على سبب نزول السورة هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل و الذرية ، و قد ظهر ذلك في نسله ( صلَّى الله عليه و آله ) من ولد فاطمة ( عليها السَّلام ) ، إذ لا ينحصر عددهم ، بل يتصل بحمد الله إلى آخر الدهر مددهم ، و هذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .
بل و هذا الرأي أرجح في ميزان التحليل العلمي المحايد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بعدم استمرار نسله ، فنزلت الآية لكي تُقرر في الحقيقة أمرين :
1. إن البنت هي كالابن من حيث اعتبارها من الذرية و النسل و العقب .
2. إن الله عَزَّ و جَلَّ سيرزق النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من هذه البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه ( صلَّى الله عليه و آله ) سيبقى حياً ومتألقاً على مرّ العصور و على طول التاريخ .


[1]الكوثر على وزن جوهر بمعنى الخير الكثير .
[2]الأبتر : من ليس له ذرية .
[3] القران الكريم : سورةالكوثر ( 108 ) ، الآيات : 1 - 3 ، الصفحة : 602 .
[4]التفسير الكبير : 30 / تفسير سورة الكوثر ، نقلاً عن أهل البيت في القرآن : 401 .
[5]تفسير جوامع الجامع : تفسير سورة الكوثر .





توقيع : نسمة الحنان
رد مع اقتباس