إذا أعياك من دنياك داء..
1. إذا أَعياكَ مِنْ دُنياكَ داءُ و عَزَّ عَلَيْكَ أَنْ فُقِدَ الدَّواءُ
2. و أَعسَرَتِ الأُمورُ عَلَيْكَ صَرْفاً و ضاقَ الدَّهرُ و انكَشَفَ الغِطاءُ
3. تَحَرَّ لدى بِقاعِ الشَّامِ قَبراً به للهِ يَرْتَفِعُ الدُّعاءُ
4. لِزَيْنَبَ وَلِّ طَرْفَكَ مُستَغيثاً فأدنا ما يُبادِرُكَ السَّخاءُ
5. و أذْلِلْ ماءَ وَجهِكَ في حِباها فَخَيْرُ الذُّلِّ ما عَزَّ الحِباءُ
6. تَوَسَّلْ بالعَقيلَةِ و ارتَجيها ففي أكنافِها يَحْلو الرَّجاءُ
7. و لُذْ بِجِوارِ خِدرِ بَنِي نِزارٍ بِمَن شَرَفاً تَلوذُ بها السَّماءُ
8. حِمى عَلْيا عليٍّ مَنْ إلَيهِم بِأَمرِ اللهِ يَنصَرِفُ القَضاءُ
9. و دارُ نَداً إذا ما العامُ أكْدَى تَفَجَّرَ مِنْ جَوانِبِها الرَّخاءُ
10. تَبيتُ بها جُموعُ الوَفدِ رَغْداً فلا نَصَبٌ هُناكَ ولا عَياءُ
11. و إنْ شاهَدْتَ فيها المَيتَ حياً وعاد على السَّقيمِ بِها الشِّفاءُ
12. فلا تَعجَبْ فإنَّكَ مِنْ تُرابٍ ومِن ماءٍ لنا و لَكَ ابتِداءُ
13. و إنَّ الماءَ يُحيي كلَّ شَيءٍ فكيف بِمَن هُمو للماءِ ماءُ
14. تَتِيهُ على جِنانِ الخُلْدِ قَدراً و للوُفادِ فيها ما تَشاءُ
15. و إنْ تَكُنِ التَّمائِمُ في رِقابِ الورى حِرْزاً يُرَدُّ بِهِ البَلاءُ
16. فإنَّ تُرابَ أرجُلِ زائِريها يُجيرُ الخَلقَ إنْ ضاقَ الفَضاءُ
17. و لو أنَّ الأنامَ بها أقامَت لما طَلَعَتْ على مَيتٍ ذُكاءُ
18. دِيارٌ مَنْ أطالَ المَدحَ فيها جنى بالعِيِّ ما زَرَعَ العَناءُ
19. و لَولا الحُكمُ قُلْتُ لِقاصِدِيها لَكُم فيها عَنِ الحَجِّ اكتِفاءُ
20. بِها أبصِرْ و لا تُبصِرْ إلَيها و دُونَ الشَّمسِ يَكفيكَ الضِّياءُ
21. هُناك لِزينبٍ جَدَثٌ تساما غداةَ طَغى على الكَدَرِ الصَّفاءُ
22. و مَجدٌ أيْقَنَ العُلَماءُ عَنهُ بأنَّ العِلمَ غايَتُهُ الغَباءُ
23. و صَرْحٌ أنْبَأَ الدُنيا قَديماً بأنَّ الوَحيَ تُؤتاهُ النِّساءُ
24. فَجُدْ إن جِئتها بالشَّوقِ وِرداً و دَعْ لِلعَينِ ما جَهِلَ الثّناءُ
25. و كيفَ لَكَ الثَّناءُ بِمَنْ ثَناها تَجلّى حينَ أنْشَأَهُ الرِّثاءُ
26. و إنَّ السَّيفَ أقتَلُ حالَتَيهِ إذا نَطَقَتْ بِلَهجَتِهِ الدِّماءُ
27. بَدَتْ في كَرْبلا و لَرُبَّ بادٍ تَبَدا حينَ جَلَّلَهُ الخَفاءُ
28. و أَضحَتْ لا كما اشتَهَتِ الأعادي و لكن حَسبَما شاءَ الفِداءُ
29. بها عُرِفَ التَّجلُّدُ في الرَّزايا و لولاها لما خُلِقَ البُكاءُ
30. هَوَيْتُ لِذِكرِها فَمَضَيْتُ ذُلاًّ و قد أعيا سِوايَ الكِبرِياءُ
31. و دِينُ المَرءِ نِسبَتُهُ فإن لم تكُن حالاً فَشِرعَتُهُ انتِقاءُ
32. و إنَّ لدى الغرامِ خَفيرَ صِدقِ تَهَيَّبَ أنْ يُمالِقَهُ الرِّياءُ
33. و خَيرُ هوى الفتى ما كان عَقلاً له عن رِبقةِ العقلِ اعتِلاءُ
34. و من تَكُ لِلحِجا عَيْناهُ رِقاً أراهُ الذُّلُ ما يهوى الإباءُ
35. لِذا فَاِقطَع عَلَيها الدَّهرَ لَطماً و للزَّهراءِ فليكن العَزاءُ
36. و هاتِ الحُزنَ تَشرِيعاً و عَهداً فبالأحزانِ قد عُرِفَ الوَفاءُ
37. و دَعْ مَن لامَني لِقَذيعِ دَمعي إذا أنشاليَ الدَّمعَ الهِجاءُ
38. فليس الجهلُ أنْ تَحيا حَزيناً ولكن لو أضَرَّ بك الذَّكاءُ
hgahuv : lpl] hgpv.d hgpv.d