بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين .
يعتمد اهل السنة على القران الكريم في تفسير المراد ( باهل البيت ) في قوله تعالى
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
وهذا بحد ذاته باطل لانه اجتهاد مقابل النص النبوي فالقران الكريم لم يفسر معنى الصلاة المفروضة على المسلمين بقوله تعالى
وَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
انما النبي صلى الله عليه واله وسلم هو الذي بين هذا المعنى
فرغم القران فيه تبيان لكل شيء لكن النبي هو الطريق الوحيد لهذا البيان
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
واتبع اهل السنة طريقين لهذا المنهج الفاسد
الاول
وفق قاعدة القران يفسر بعضه بعضا
فطالما وردت كلمة ( اهل البيت ) في مواضع اخرى من القران الكريم تؤكد دخول الزوجة في هذا اللفظ فان هذا دليل على ان المراد باهل البيت في اية التطهير هم نساء النبي صلى الله عليه واله وسلم
كقوله تعالى
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ
وهذا الاستنتاج يدل على سطحية في التفكير وضعف في التدبير وقلة علم في علوم اللغه العربية وقصر نظر في المنهج القراني
فالالفاظ المشتركة هي قضية اساسية وجوهرية ترتبط احيانا حتى في الاحكام الفهية والتكاليف التشريعية
فرب كلمتان متطابقان في اللفظ الا انهما تختلفان جذريا في المعنى فمثلا قال الله تعالى
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فالقران وصف العلاقة بين المؤمنين ب ( الاخوة )
فالمؤمن اخو المؤمن والمؤمنه اخت للمؤمنه
لكن في موضع اخر
﴿ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ
هنا يستخدم القران لفظ ( الاخوة ) في حكم فقهي يعتمد على معنى جديد ل( الاخت ) فحرم الله ان يجمع المسلم بين المرأة واختها في زمن واحد
فلو افترضنا ان لسعد بنت عم مؤمنه اسمها زينب وبنت خال اسمها ليلى فالجمع بينهما مشروع في الدين لانهما لا يعتبران من مصاديق الاية اعلاه
لكن على ضوء الاية الاولى هو حرام لان الاية وصفت العلاقة بين زينب وليلى بالاخوات
فهذا يدل بان الاخوة في الاية الاولى غير ( الاخوة ) في الاية الثانية
فالاولى الاخوة العقائدية والثانية الاخوة البايلوجية
فهل يجوز ان ياتي فقيه ويحرم زينب على سعد لانه متزوج من ليلى بناء على الاية الثانية ؟
المثال الثاني
إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ
تحصر الاية الشريفة معنى ( الام ) بالمراة التي تلد الابن
فامي هي التي ولدتني فقط
ولكن معلوم ان اي من ازواج النبي صلى الله عليه واله وسلم لم تلدني لا خديجة ولا ام سلمة ولا غيرها من نساء المصطفى
فكيف وصف القران تلك النسوة بهذا الوصف
النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ
انما هذا دليل على ان الام في الاية الاولى هي غير الام في الاية الثانية
فالام في الاولى هم الام البايلوجية والام الثانية هي الام الفقهية
اذن القران الكريم يستخدم نفس الالفاظ ولكن لكل لفظ معنى ولكل معنى حكم واستعمال
ولهذا فقد اعتبر قول الله تعالى النبي نوح عليه السلام ان ابنه من اهل بيته بانه عمل غير صالح مع ان هذا القول هو الحقيقة
وكذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم اعتبر سلمان الفارسي وهو رجل اجنبي عن بيت النبي بانه من اهل بيته
في وقت انه صلى الله عليه واله وسلم اصر بعدم ادخال زوجتة ام سلمة في الكساء عندما قال هولاء هم اهل بيتي
الثاني:
السياق القراني
ايضا اعتمد اهل السنة على السياق القراني لتفسير المراد باهل البيت
( يَا نِسَاءَ النَّبِيّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً وَاذْكُرْنَ ما يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً )
ولاشك ان الاعتماد على التفسير القراني لمعرفة الحقائق القرانية هو ميزان صحيح في كثير من الاحيان
لكن اثبات الشيء لا ينفي سواه
فان قلت ان طقس فصل الشتاء هو ممطر فهذا صحيح بحيث نعتمد عليه لشراء حاجيات المطر كالمظله قبل بداية الشتاء لكن هذا لا يعني اننا نستخدم هذه الحاجيات يوميا في الشتاء لان هناك كثير من ايام الشتاء الجو فيها صحوا وغير ممطر
مثال 1
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
لاحظ الاية بدأت ببيان فقهي وانتهت ببينان فقهي مرتبط بالبيان الاول فبداية الاية منسجم مع نهاية الاية
ولكن وجدنا في وسط الاية عباراتان ليس لهما علاقة بهذا البيان
الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
بحيث لو اقتطعنا هاتين العبارتين لما تأثر سياق الاية
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وهذاٌ ما ينطبق على ايات سورة الاحزاب
( يَا نِسَاءَ النَّبِيّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً وَاذْكُرْنَ ما يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً )
فان سياق الايات يبدأ بتكاليف ذكرت بضمائر التأنيث وانتهت بنفس جنس التكاليف
لكن وسط هذا التكاليف راينا عبارة مصاغ بضمائر التذكير
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً
بحيث لو رفعنا هذه العبارة لما تأثر سياق الايات
( يَا نِسَاءَ النَّبِيّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَاذْكُرْنَ ما يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً )
فان كان تغير الضمائر داخل سياق الاية الواحدة يدل على اختلاف في جنس المخطاب كما في قوله تعالى
يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
فان دلالته تكون اقوى عندما يكون السياق مؤلف من اكثر من اية
uk]lh dsjo]l hgrvhk ;]gdg oh'dx oh'dx dsjo]l uk]lh