عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/10/02, 12:43 AM   #14
الصابره المحتسبه

موالي مميز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3926
تاريخ التسجيل: 2015/07/24
المشاركات: 207
الصابره المحتسبه غير متواجد حالياً
المستوى : الصابره المحتسبه is on a distinguished road




عرض البوم صور الصابره المحتسبه
افتراضي

لَـيـلـة الـهجـرة و الـمـبـيـت :

بعد وفاة أبو طالب خلا الجو للمشركين ، وإستضعفوا النبي (ﷺ) لِـفقدان الناصر ، وعزموا على إغتيالهِ وقتله ..
إجتمع المشركون في دار الندوة وتذاكروا حول قتل النبي (ﷺ) و تقرر أن يجتمع من كُـل قبيلة
رجُــلاً واحدً ويهجموا على النبي (ﷺ) ويقتلوه في بيته ، وإجتمع أربعون رجُــلاً من أربعين قبيلة
كمن المتآمرون حول بيت النبي (ﷺ) محدقين به من كُـل جانب ، و مكثوا يرقبون ريثما يغلب عليه النوم لِـينهالوا عليه بضرباتِهم ،
لكن الحق تعالى أطلع رسوله على مكرهم ، ونزل جبرائيل (عليه السلام) بقوله عز وجل :
《وَ إذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُُثبِتُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَ يَمكُرُون وَ يَمكُرُ الله وَ اللهُ خَيرُ المَاكِرِينَ (30) 》سورة الأنفال
و أتاه الأمر بأن ينام أمير المؤمنين (عليه السلام) في فراشه، وأن يُغادر مكة ،
فأخبر علياً (عليه السلام) أن المشركين آتون في طلبه الليلة ، وإنه أُمر بالرحيل عن مكة إلى غار ثور
وأمر بأن يخلّفه في فراشِه كي لا يعلم المشركون برحيلهِ ، فـسأله (عليه السلام) :
وهل سـتُكتبُ لك السلامة ؟
قال (ﷺ) : أجل
قال (عليه السلام) : حبَّّاً و كـرامة
ثُـم إحتضنه (ﷺ) وبكـى ، ثُـم إستودعه الله و أخذا جبرائيل (عليه السلام) بِـيدهِ وخرج به من البيت وهو يقرأ :
《 وَ جَعَلنَا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّاً وَمِن خَلفِهِم سَدّاً فَأَغشَينَاهُم فَهُم لاَ يُبصِروُنَ ( 9 ) 》
أما امير المؤمنين (عليه السلام) فقد أمضى ليلته في فراش رسول الله (ﷺ) مُتلحفاً بِـبردهِ
وبهذا الشأن نزلت الأية الكريمة في قوله تعالى :
《 وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِى نَفسَهُ ابتِغَآءَ مَرضَاتِ الله 》َمن سورة البقرة الاية (207) *

وقبل أن يُهاجر الرسول (ﷺ) أوصى الإمام علي (عليه السلام) بعدة وصايا منها :
● قال رسول الله (ﷺ) لعلي (عليه السلام) : فإذا قضيت ما أمرتُكَ من أمر فكُن على أهبّة الهجرة
إلى الله و رسوله ، وسر إلَّي لقدوم كتابي عليك ، وﻻ تلبث بعده .
● روى الثعالبي في تفسيرهِ قال : لما أراد النبي (ﷺ) الهجرة خلف علياً (عليه السلام) لِـقضاء ديونه
وردّ الودائع التي كانت عنده و أمر ليلة خرج إلى الغار ، وقد أحاط المشركون بالدار ، وقال له :
يا علي إتّشح ببردي الخضرمي ، ثُـم نم على فراشي فإنه لا يخلص -أي ﻻ يصل - إليك منهم مكروه
إن شاء الله ، فَـ فعل ما أمره ..

بعدما وصل رسول الله (ﷺ) إلى يثرب وإبتعد عن مكة وأمِنَ خطر قريش ، كتب لعليٍ (عليه السلام)
يأمره فيه بالمسير إليه بعد أن يؤدي الأمانات إلى أهلها وكُلّ ما أوصاهُ بهِ ..
فـ لما أتاه الكتاب إبتاع ركائب لمن معه من النسوة وتهيأ للخروج وأمر من كان قد بقي من ضعفاء المؤمنين
أن يتسللوا ليلاً إلى ذي طوى ، وخرج هو بالفواطم وهُنَ :
فاطمة بنت رسول الله (عليهما الصلوات والسلام)
فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب
فاطمة بنت أسد بن هاشم
فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب
ومعهم ام أيمن و أبو واقد الليثي و سار بهم ، فلما قارب ضنجان أدركه الطلب وكانوا ثمانية فرسان ملثمين
معهم مولى لحرب بن أُمية يُدعى جناح ، فقال علي (عليه السلام) لإبي واقد أنخ الإبل واعقلها
وتقدم هو فأنزل النسوة وإستقبل القوم بسيفهِ ، فقالوا : أظننت يا غدار أنك ناج بالنسوة إرجع بهن لا أبا لك.
فقال : فإن لم أفعل .
فقالوا : لترجعنّ راغماً ، ودنوا من المطايا فحال علي (عليه السلام) بينهم وبينها أهوى له جناح بسيفهِ
فراغ عن ضربتهِ وضرب جناحاً على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسهِ
ثم شد على أصحابه وهو على قدميه و أنشد:
خلوا سبيل الجاهد المجاهد *** أليت لا أعبد إلا الواحــد
فتفرق القوم عنه وقالوا إحبس نفسك عنا يا ابن أبي طالب ، ثُـم قال لهم :
إني مُـنطلقٌ إلى أخـي و إبن عمي رسول الله (ﷺ) فمن سره أن أفري لحمه وأُريق دمه فاليدن مني
ثُـم أقبل على أبي واقد يأمره بإطلاق المطايا ، وسار الركب حتى نزل ضنجان فلبث بها يوماً ليلة
حتى لحق به نفرٌ من المُستَضعفين وبات بها ليلته تلك هو والفواطم يصلون ويذكرون الله
قياماً وقعوداً وعلى جنوبِهم حتى طلع الفجر ، فلما بزغ الفجر سار بهم حتى بلغ المدينة ..
حيث وصل الى يثرب -المدينة- يوم (15 ربيع الأول لِــ 13 سنة خلت من البعثة )
و قد ورمت قدماه من المـشي ، ولم يستطع أن يلتقي بالنبي (ﷺ) لِما به من التعب والعناء
وبادر النبي (ﷺ) إليه فـَلمّا رآه إعتنقه وبكـى رحمةً بقدميه من الورم ، فأخذ النبي (ﷺ)
من ريقهِ ، ومسح بها قدميه فبرئتا من المرض ، ولم يَشْكُ بعد ذلك منهما شيئاً ..

وقد كانت الهجرة في الليلة الأولى من ربيع الأول لثلاث عشرة سنة خلت من البعثة هاجر
رسول الله (ﷺ) وبلغ يثرب في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول لنفس السنة، وكانت هذه
الهجرة بداية للتأريخ الإسلامـي ..
وكما إن حادث الهجرة يمكن أن يتلخَّص في كلمتين اثنتين، هما: تغيير "للموقع"، وليس تغييرًا "للموقف"
أي: إن هناك موقعًا، وهناك موقفًا؛ فالموقع تغيَّر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،
والموقف لم يتغيَّر أبدًا؛ لأن الموقف هو: "لا إله إلا الله".
--------------------------------------------------------------
* لـَرُبما حدث بعض الأختلاف في حركات النصوص القرآنية المُـرفقة و ذلك لان جهازي لا يحوي على خط قرآني خالص ، وعدا ذلك فهو عفواً ..
َ


توقيع : الصابره المحتسبه
لــقــد جَــف
حِـــبــرُ
الــتَــمنـي
:
:
:

فَــلِـيَــكـتب
الــقــدر
مــا يــشـا ء ..



" بِـــدايــ أمــل ــــة "
رد مع اقتباس