كتبت هذه الخاطرة لأجل أبناء الشهداء الذين أصبحوا أيتاما و هم صغار ربما لأني أعلم ما سيشعرون لما تبقى من حياتهم لأني نشأت يتيمة أيضا لكن أبي لم يكن شهيداً
همسات في أذن والدي
أبي العزيز .. اشتقت إليك كثيراً و أفتقدك
أبي العزيز .. كنت قد وعدتني أن تشتري لي فستان أبيض طويل كثوب العروس وحقيبة براقة لكي أرتديها في العيد , وقد مضى العيد و لم تأتي و مر بعده عيد آخر و مازلت انتظر , إذ لم اعتد منك إخلاف الوعود .
أبي العزيز .. كنت كلما ذكرتك أمام أمي تبتسم , فلماذا حين أذكرك الآن تغرق عيناها بالدموع ؟ حتى أصبحت أخشى ذكرك .
أبي العزيز .. أذكر آخر مرة أخذتني فيها إلى شاطئ النهر ليلة النصف من شعبان حين وضعتني على عاتقك كي تمكنني من رؤية المحتفلين بمولد الإمام و قوارب الفلين وهي تحمل الشموع و أوراق الآس و تسبح على سطح الماء . قد مر مولد الإمام و لم تأتي و لم نحتفل حتى .
أبي العزيز .. حين سألت أمي عن موعد عودتك , كفكفت دموعها وقالت ارفعي يديك إلى السماء و اطلبي من الله أن يعيده إلينا .. يا أبتي لقد تقطعت يداي من كثرة الدعاء ولم تأتي ..أتراك تعود ؟ أم أن علي أن أمضي بقية حياتي بدونك . لا يا أبي أرجوك لا تخبرني أنه قد آن
أوان الرحيل .
H,hk hgvpdg 2