الموضوع: عظمة الغدير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/09/16, 02:26 AM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

قافلة النبى صلى الله عليه وآله.. من المدينة إلى غدير خم

رحلة الوداع6

في السنة العاشرة للهجرة أعلن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بشكل رسمي لأول مرة النفير العام للحج، وأن يحضر جميع الناس في تلك المراسم مهما استطاعوا، وسُمِّيت هذه السفرة باسم "حجة الوداع".

وكانت سفرة نبوية عظيمة، اقترنت بذكريات عميقة عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وتبليغه رسالة ربه، وترسَّخت في وعي المسلمين ومصادر حديثهم وتاريخهم.

وكان الهدف النبوي من هذه السفرة بيان ركنين من أركان الإسلام ليتـمَّ بهما تبليغ الإسلام: أحدهمـا الحج، والآخر الخلافـة والولاية على الأمة بعده.

بعث النبي صلى الله عليه وآله رسله ومبعوثيه إلى محلات المدينة وما حولها، وإلى قبائل العرب يخبرهم بعزمه على السفر للحج ويأمرهم أن يوافوه إلى مكة للحج معه.

وقد استجاب جمع غفير من المسلمين وجاؤوا من كل المناطق زرافات ووحداناً; منهم إلى المدينة ومنهم إلى مكة رأساً، لوداع نبيهم والمشاركة في أداء فريضة الحج المقدسة.

تحرَّك الموكب النبوي من المدينة يوم السبت الخامس والعشرين من ذي القعـدة متَّجهاً إلى مكـة. وكان عدد الحجاج يزداد في الطريق بين المدينة ومكة بانضمام وفود القبائل من المناطق القريبة والنائية من الجزيرة واليمن، ليروا النبي صلى الله عليه وآله ويتحجوا معه ويودِّعوه قبل رحيله إلى ربه.

لقد أعلن النبي صلى الله عليه وآله مرات عديدة أن هذا العام هو العام الأخير من عمره الشريف وهذا بحد ذاته يثير الرغبـة لدى المسلمين للاشتـراك في هذه الرحلة التاريخية. وقد كان عدد المشاركين في مراسيم الحج في هذه الواقعة ما يقارب من مائة وعشرين ألف حاج، وقد حضر من المدينة وما حولها سبعون ألف حاج تشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وآله ومشوا في قافلته متَّجهيـن إلى مكـة، هاتفين طول الطريـق بالتلبية والتكبيـر.

الإحرام لله تعالى7

وقد تحرَّك الموكب النبوي من المدينة نحو مسجد الشجرة ليبدؤوا إحرامهم هناك.. وكان أهل بيت النبوة جميعاً بصحبة النبي صلى الله عليه وآله في هذا السفر المهيب: فاطمة الزهراء والحسن والحسين وسائر الذرية الطاهرة عليهم السلام، وكذلك نساء النبي ركبن المحامل تحملها الإبل في تلك القافلة الجماهيرية.

ولم يطل نزولهم في "مسجد الشجرة"، فقد أحرموا للحج من هناك وأعلنوا تلبية ربهم. ثم واصلت المسيرة انطلاقتها باتجاه مكة في موكب مهيب في مسيرة عشرة أيام، في قافلة عظيمة تشمل الركبان والمشاة.

ساروا طوال الليل إلى الفجر ملبين ذاكرين الله تعالى إلى فجر يوم الأحد، حيث توقفوا في الطريق ومكثوا إلى المساء.

وبعد أداء صلاة المغرب والعشاء واصلوا مسيرتهم حتى وصلوا صباح الغد إلى "عرق الظبية". ثم واصلوا السير حتى توقفوا فترة قليلة في "الروحاء"، وتحركوا منها إلى "المنصرف" حيث نزلوا فيها لأداء صلاة العصر. ثم نزلوا في "المتعشى" فأدَّوا صلاة المغرب وتناولوا طعام العشاء هناك. ثم واصلوا السير إلى "الأثاية" فأدَّوا صلاة الصبح. وفي صباح يوم الثلثاء وصلوا إلى منطقة "العرج"; وفي يوم الأربعاء وصلوا إلى "السقيا".

وفي يوم الخميس وصلت القافلة النبوية إلى "الأبواء" وهو المكان الذي توفيت فيه "آمنة" أم النبي صلى الله عليه وآله، فقام بزيارة مرقدها الطاهر.

وفي يوم الجمعة واصلوا سيرهم فمرّوا على منطقة "غدير خم" و"الجحفة". ثم ساروا إلى منطقة "القُديد" فنزلوا هناك واستراحوا إلى يوم السبت. ثم رحلوا منها ووصلوا إلى "عُسفان" يوم الأحد. ثم ساروا حتى وصلـوا يوم الإثنين إلى "مرّ الظهـران" وبقوا هناك إلى الليـل.

وفي أثناء الطريق شكا المشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله صعوبة الطريق ومشقة السفر، وطلبوا منه أن يحملهم على الإبل. وبما أن رسول الله صلى الله عليه وآلهلم يكن لديه ما يحملهم عليه فقد أوصاهم بأن يشدوا أرجلهم بما تيسر لهم، ويواصلوا سيرهم هرولةً عسى أن يخفف ذلك عنهم.

ثم توجَّهوا ليلا فوصلوا إلى "سَيرَف" آخر منزل قرب مكة المكرمة. ثم ساروا حتى دخلوا مكة يوم الثلاثاء الخامس من ذي الحجة. فقطعوا تلك المسافة في عشرة أيام، وأناخ أول موكب مهيب للحج بمكة تحف به آيات الجلال والعظمة، بما لم يسبق له مثيل، وبما يقصر الوصف عن بيانه.

وفد حجاج اليمن بقيادة أمير المؤمنين عليه السلام8

كان أكثر أهل اليمن دخلوا في الإسلام على عهد النبي صلى الله عليه وآله، لكن بقيت منها مناطق قبائل همدان وغيرها. فبعث النبي صلى الله عليه وآله إليها جيشاً بقيادة خالد بن الوليد يدعوها إلى الإسلام. وبقي خالد ستة أشهر هناك حيث لم يستجيبوا له، ولم يجرأ هو وجيشه أن يقاتلوهم. فبعث النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علياً عليه السلام على رأس جيش وأمر خالد بن الوليد أن ينضم تحت إمرته.

وسار علي عليه السلام إلى أداء مهمته في استكمال فتح اليمن، وأكمل مهمته بالمعجزة في بعض المناطق وبالحرب في مناطق أخرى في عمق اليمن; كل ذلك في مدة قياسية.

حتى إذا تحرك النبي صلى الله عليه وآله إلى حجة الوداع تحرك علي عليه السلام من اليمن ليوافيه في مكة. فقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة إلى أمير المؤمنين عليه السلام يخبره بقصده ويأمره بالتوجه هو ومن معه من جيش الإسلام ومن يرغب من أهالي اليمن إلى مكة للاشتراك في مراسم الحج.

فتوجَّه أمير المؤمنين عليه السلام نحو مكة على رأس جيشه ومعه اثنا عشر ألفاً من أهالي اليمن، ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران.

اقترب جيش علي عليه السلام من مكة من ناحية اليمن وعرف أن موكب النبي صلى الله عليه وآله اقترب منها من جهة المدينة. فاستخلف قائداً على جيشه وبادر مسرعاً إلى حبيبه النبي صلى الله عليه وآله لكي يتزوَّد منه بعد فراق شهور، ويقدِّم له تقريراً عن نعم الله تعالى بفتح اليمن وترتيب إدارتها.

فأدرك النبى صلى الله عليه وآله و قد أشرف على مكة. فسلَّم وأخبره بما صنع وبقبض ما قبض، وأنه سارع للقائه أمام الجيش. فسرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك وابتهج بلقائه. ثم قال صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: "عد الى جيشك، فعجِّل بهم الىَّ حتى نجتمع بمكة ان شاء الله". فودَّعه أمير المؤمنين عليه السلام ورجع إلى جيشه اليماني وتحركوا جميعاً باتجاه مكة فدخلوها في يوم الثلاثاء لخمس مضين من ذي الحجة، يوم دخول قافلة النبي صلى الله عليه وآله إلى مكة أيضاً.

وفي مكة خطب النبي صلى الله عليه وآله خطبته الاولى من الخطب النبوية الست في حجة الوداع.


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس