عرض مشاركة واحدة
قديم 2018/10/06, 02:12 PM   #1
وهج الإيمان


معلومات إضافية
رقم العضوية : 5332
تاريخ التسجيل: 2018/03/19
المشاركات: 1,404
وهج الإيمان غير متواجد حالياً
المستوى : وهج الإيمان is on a distinguished road




عرض البوم صور وهج الإيمان
افتراضي نسف الشبهات حول الشهيد سعد بن عباده وعدم إرادته البيعه لنفسه بل لعلي عليه السلام


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

خلافة الإمام علي عليه السلام شرعيه بنص الهي بآية البلاغ بلغه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في الغدير

وهذا التوثيق من تفسير ابن أبي حاتم بسند صحيح على شرطه

الشبهات الشهيد عباده وعدم إرادته

الشبهات الشهيد عباده وعدم إرادته
ونزولها فيه أيضآ روي عن ابن عباس والبراء بن عازب والإمام الباقر عليه السلام
جاء في تفسير الرازي التالي : قال العاشر : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلقيه عمر رضي الله عنه فقال : هنيئاً لك يا ابن طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي (1)


وفي تفسير الدر المنثور للسيوطي ج5 : وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .
وأخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولى المؤمنين، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس . اهـــ


ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) التفسير الكبير : 12 / 42 ، طبعة : دار الكتب العلمية / بيروت .




ثم نزلت اية اكمال الدين بعد التبليغ فيه وهنا توثيقي من موسوعة جوامع الكلم - إسلام ويب- إسناد حسن :
الشبهات الشهيد عباده وعدم إرادته

- عليٌّ إمامُ البررةِ، وقاتلُ الفجرةِ، منصورٌ من نصرهُ، مخذولٌ من خذلهُ
الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : السيوطي
المصدر : الجامع الصغير الصفحة أو الرقم: 5591 خلاصة حكم المحدث : حسن




أقول : وكان ممن بايع ووفى ببيعته سعد بن عباده وولده قيسوحديثنا عن سعد بن عباده
أثبتنا في موضوع سابق تشيعه لعلي عليه السلام كما قال العلامه العصامي وعدم مبايعته لأبي بكر وعمر الى أن مات كما قال الدكتور السني الشنقيطي ، والآن لنثبت ذلك من كتبنا ولنرد الشبهات حوله فسعد ومن تبعه من الأنصار إعتقدوا أن الخلافه لعلي عليه السلام وأصروا على عدم مبايعة غيره فقد كانت نيتهم تسليمها له عند علمهم بالمؤامره عليه


- وهنا الشيخ عقيل الحمداني يقول : لم أجد أي نص لا من قريب أوبعيد فيه حتى العلامه الطبري لم يتبناه أن سعدا قال انا أريد أن أكون خليفه او أريد أن أكون امير






اسم الکتاب : أعيان الشيعةالمؤلف :
الأمين، السيد محسنالجزء : 7 صفحة : 224 -225

716:سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري مات شهيدا سنة 15 أو 14 أو 11 من الهجرة كان سيد الخزرج وكان جوادا مطعاما وكان يطعم الوفود الوافدين على رسول الله ص وكان ابنه قيس على شاكلته في الجود روى ابن أبي الحديد ان قيسا سافر مع جماعة من الصحابة فنفذ ما معهم فجعل قيس يستدين وينفق عليهم، فقالوا لمن يستدين منهم انه غلام لا يملك شيئا، فبلغ ذلك سعدا فقال لهم أتريدون ان تبخلوا ابني انا قوم لا نستطيع البخل، اشهدوا ان الحديقة الفلانية لقيس والمال الفلاني لقيس. وحكى الكشي عن بعض كتب يونس بن عبد الرحمن ان سعدا لم يزل سيدا في الجاهلية والاسلام وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف وكان سعد يجير فيجار ذلك لسؤدده ولم يزل هو وأبوه أصحاب اطعام في الجاهلية والاسلام وقيس ابنه على مثل ذلك اه‌.
وفي الاستيعاب: كان سعد عقيبا نقيبا سيدا جوادا كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها له رئاسة وسيادة يعترف قومه له بها يقال انه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد الا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم ولا كان مثل ذلك في سائر العرب الا ما ذكرنا عن صفوان.
ومر ابن عمر على اطم سعد فقال هذا اطم جده لقد كان مناديه ينادي يوما في كل حول من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى منادي سعيد بمثل ذلك ثم رأيت قيس بن سعيد يفعل ذلك. وفي الإصابة كان نقيب بني ساعدة عند جميعهم وكان سيدا جوادا وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها وكان يحمل إلى النبي ص كل يوم جفنة مملوءة زبدا ولحما تدور معه حيثما دار. وروى بسنده عن قيس بن سعد: زارنا رسول الله ص فسلم فرد سعد ردا خفيا فقال له قيس ألا تأذن لرسول الله ص فقال دعه يكثر علينا من السلام فسلم رسول الله ص ثم رجع واتبعه سعد فقال يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك وارد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف معه رسول الله ص فامر له بغسل فاغتسل وناوله ملحفة فاشتمل بها ثم رفع رسول الله ص يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة اه‌. وفي الإصابة: كان يكتب بالعربية ويحسن العوم والرمي فكان يقال له الكامل كان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وولده وكان لهم اطم ينادى عليه كل يوم من أحب الشحم واللحم فليأت اطم دليم بن حارثة أنظره مع قول الاستيعاب السابق يوما من كل عام وكانت جفنة سعد تدور مع النبي ص في بيوت أزواجه قاول مقسم عن ابن عباس كان لرسول الله ص في المواطن كلها رايتان: مع علي راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار. وروى بسنده كان أهل الصفة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد والرجل بالاثنين والرجل بالجماعة فاما سعد فكان ينطلق بالثمانين. وكان سعد يقول اللهم هب لي مجدا فإنه لا مجد الا بفعال ولا فعال الا بمال اللهم انه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
ولما بويع أبو بكر يوم السقيفة لم يرض سعد ان يبايع فقالوا له نحن قريش عشيرة رسول الله والخلافة فينا. وكان مريضا فقال عمر اقتلوا سعدا قتل الله سعدا فحمل إلى داره. ولما بلغ عليا ذلك قال ما معناه: ان تكن الخلافة بالقرابة فنحن أقرب إلى رسول الله ص والا فالأنصار على دعواهم وقالوا لسعد لما أبى البيعة لا تساكننا في بلد فنفي إلى حوران فرمي بسهم في الليل فقتل وقالوا ان الجن رمته لما بال قائما وانه سمع قائل من الجن يقول:
قد قتلنا سيد الخز * رج سعد بن عبادة ورميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده وقيل إن الذي رماه المغيرة بن شعبة وقيل شخصان غيره رماه كل واحد بسهم وأشيع ان الجن رمته وقالت البيتين ويحكى عن بعض الأنصار انه قال:
وما ذنب سعد انه بال قائما * الا ربما حققت فعلك بالغدر يقولون سعد شقت الجن بطنه * ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر
وفي الاستيعاب لم يختلفوا انه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا نحن قتلنا البيتين ويقال ان الجن قتلته اه‌.
ويا ليت شعري. وما ذنبه إلى الجن حتى تقتله الجن؟!
وفي التعليقة سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته وانه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي اه‌. ووقع سعد بن عبادة في طريق الصدوق في باب ما يجب من التعزير والحدود. وينقل عن محمد بن جرير الطبري وكانه الشيعي في مؤلفه عن أبي علقمة قلت لابن عبادة وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال إليك عني فوالله لقد سمعت رسول الله ص يقول إذا انا مت تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي وكتاب الله بيده، لا نبايع أحدا غيره، فقلت له هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله ص فقال أناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الامر لك دون الناس فحلف انه لم يهم بها ولم يردها وانهم لو بايعوا عليا لكان أول من بايعه.
أقول لا شك ان الأنصار كان هواهم مع علي ع وان المهاجرين كانوا منحرفين عنه وقد روى الطبري في تاريخه أنها قالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع الا عليا اه‌. وان سعدا كان هواه مع علي ولكنه لما رأى المهاجرين ورئيس الأوس مالوا مع أبي بكر طلبها لنفسه فلما رأت الخزرج الأوس مالت مع أبي بكر مالت هي معه خوفا ان تكون لهم المكانة عنده دونهم كما نراه اليوم فيمن بيدهم الحكم حذو النعل بالنعل.
ونقل عن أمير المؤمنين علي ع انه قال: ان أول من جرأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه غيره وأضرم نارا كان لهبها عليه وضوؤها لأعدائه.
ولكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم أن الامر كان مدبرا في حياة النبي ص تدبيرا محكما وبقي هذا التدبير على احكامه بعد وفاته وان سعدا لم يؤثر في ذلك شيئا ومن هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين ع. اهــ


اسم الکتاب :العبّاس (عليه السلام)المؤلف:المقرّم، السيد عبد الرزاقالجزء : 1 صفحة: 68

ثُمّ إنّ المؤلّف شبهه ـ على بعد ـ بسعد بن عبادة الأنصاري، المعروف في وقعة السقيفة، وموقفه من أبي بكر وعمر، من معارضته وعدم مبايعته لهم، وهذا الصحابي اختلف في موته.
قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 2: 599: " ولم يختلفوا أنّه وجد ميتاً في مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتّى سمعوا قائلاً ـ ولا يرون أحداً ـ:

قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده
رميناه بسهم فلم يخطئ فؤاده

ويقال: إن الجنّ قتلته " قال السيّد الأمين في أعيان الشيعة 7: 225: " وقيل: إن الذي رماه المغيّرة بن شعبة، وقيل: شخصاً غيره، رماه كلّ واحد بسهم. وأُشيع أنّ الجنّ رمته وقالت البيتين، ويحكى عن بعض الأنصار أنه قال:

وما ذنب سعد أنه بال قائماً
ألاّ ربما خفقت فعلك بالغدر
يقولون سعد شقت الجنّ بطنه
ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر

وفي الاستيعاب: لم يختلفوا أنه وجد ميتاً في مغتسله وقد أخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلاً يقول ـ ولا يرون أحد ـ: نحن قتلنا.. البيتين، ويقال: إنّ الجن قتله اهـ.
وياليت شعري وما ذنبه إلى الجن حتّى تقتله الجنّ؟!
وينقل عن محمّد بن جرير الطبري، وكأنه الشيعي، وفي مؤلّفه عن أبي علقمة، قلت لابن عبادة، وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر: ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟
قال: إليك عنّي، فواللّه لقد سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " إذا أنا مت تضلّ الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم، فالحقّ يومئذ مع علي "، وكتاب اللّه بيده، لا نبايع أحداً غيره فقلت له: هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: أناس في قلوبهم أحقاد وضغائن.
قلت: بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس؟
فحلف أنه لم يهم بها ولم يردها، وأنّهم لو بايعو علياً لكان أول من بايعه ". اهـــــ

وجاء في كتاب نظريات الخليفتين للشيخ نجاح الطائي أنقل بالنص والهامش :



وكانت المجموعة قد انتصرت في منع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كتابة
وصيته ، وعرقلة حملة أسامة ، التي سعى فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لإبعاد كل المنافسين للإمام
علي ( عليه السلام ) إلى خارج المدينة . مثل عمر وأبي بكر وابن الجراح وعثمان وابن عوف
وخالد والمغيرة وغيرهم .
وكان كل من النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهؤلاء يعد خطة لتعيين خليفة للمسلمين ، ودحر
خطبة الخصم ، ثم حدثت فجأة مشكلة في الخطة الاستراتيجية المذكورة ، لجماعة
أبي بكر وعمر تمثلت في وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في غياب أبي بكر . وهنا تحرك عمر بكل
الوسائل المتاحة لتأخير دفن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى حين عودة أبي بكر من السنح . ولو
دفن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل عودة أبي بكر لأخفقت الخطة تماما . وقد اضطر عمر وجماعته
إلى منع المسلمين من دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثة أيام ، إلى حين مجيء أبي بكر من السنح ( 1 ) ،
لأن الخطة كانت تعتمد على أفراد معينين ، وطريقة خاصة ، ووقت خاص ودقيق .
فالوقت أو ساعة الصفر للعملية محدد في زمن انشغال بني هاشم بمراسم دفن
النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقد نجحت هذه الخطة أيضا ، بما اختلقه عمر من ادعاء عدم وفاة
النبي ( صلى الله عليه وآله ) وذهابه ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله سبحانه كموسى ، وما رافق ذلك من تهديد ووعيد ،
ولكن عمر وبسبب حراجة الموقف ، وهيبة المقام لم يطرح عذرا واحد بل طرح أعذارا
شتى ، شككت الناس في نواياه : فقد قال بذهابه ( صلى الله عليه وآله ) إلى ربه كموسى ( أي بجسده ) ( 2 )
وقال مرة برفعه إلى السماء كعيسى ( عليه السلام ) ( 3 ) وقال أخرى بارتفاع روحه إلى السماء فقط
دون جسده ( 4 ) وقال أيضا : غشي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) .
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 443 ، طبع مؤسسة الأعلمي ، بيروت .
( 2 ) تاريخ الطبري 2 / 442 ، سيرة ابن هشام ، 305 .
( 3 ) الملل والنحل 1 / 15 .
( 4 ) سنن الدارمي 1 / 39 .
( 5 ) طبقان ابن سعد 2 / 267 .
124


وبعد وصول أبي بكر ، تحركت المجموعة بسرعة إلى المكان المحدد لإجراء
بيعة أبي بكر والمتمثل في سقيفة بني ساعدة ، البعيدة عن بيت ومسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله )
مكان إجراء مراسم دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم استدرجوا سعد بن عبادة للحضور في السقيفة
لإلقاء تبعة الأحداث على كاهله !
وبعد وصولهم إلى السقيفة اختلقوا الأجواء للكلام في خلافة النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وهنا
قال الأنصار الحاضرون بقوة : لا نبايع إلا عليا ( 1 ) ، لكن عمر وجماعته سعوا
في منهجين :
الأول : حصر الخلافة في قريش لإخراج الأنصار ، واعتمدوا في ذلك على
الحديث الوارد في أهل البيت ( عليهم السلام ) وهو الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة ، وادعوا
بأنهم عشيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، في حين عشيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) مشغولة بمراسم دفن
النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ !
الثاني : حصر الخلافة في الموجودين في داخل السقيفة ، لإخراج بني هاشم
منها !
ولما طبق أفراد المجموعة المنهج الأول ، تحولوا نحو المنهج الثاني ، فواجهوا به
دعوى الأنصار : لا نبايع إلا عليا . فعلي ( عليه السلام ) من أهل البيت وابن عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو
قرشي وزعيم بني هاشم وصاحب نص الغدير ووصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . لكنه غير
موجود في السقيفة .
وبسرعة خارقة للأعراف والتقاليد ، حصر أبو بكر الخلافة في رجلين :
عمر وابن الجراح ؟ ! فعاد الرجلان فتنازلا عن حقهما بترشيحهما له ( 2 ) .
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 443 .
( 2 ) الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 / 6 .
125


وهنا أيد البيعة رجال الأنصار المتفقين مع أبي بكر وعمر وهم معاذ وأسيد
وبشير وزيد بن ثابت . وكان زيد بن ثابت من أصول يهودية ويتقن اللغة العبرية
ولكنهم وضعوا له نسبا في الأنصار ( 1 ) .
وقد أيد زيد أبا بكر في السقيفة ودعا إلى بيعته فقد روى ابن كثير : " أن زيد
ابن ثابت أخذ بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه . . . " ( 2 ) .
وقال زيد في السقيفة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان من المهاجرين وإنما الإمام
يكون من المهاجرين ونحن أنصاره ، كما كنا أنصار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقام أبو بكر فقال : جزاكم الله خيرا من حي يا معشر الأنصار وثبت
قائلكم ( 3 ) .
وبين حيرة الحاضرين من سرعة إجراء المخطط ودقة تنظيمه دخلت قبيلة
أسلم إلى الميدان حسب الاتفاق معها فبايعت أبا بكر .
وقد قال عمر : " ما أن رأيت أسلم حتى أيقنت بالنصر ؟ " ( 4 ) ولكن كيف
جاءت أسلم بتلك السرعة الخاطفة ؟ ولماذا بايعت دون جدال ؟ وكيف أيقن عمر
بالنصر برؤيتها ؟ ولماذا لم تذهب لمراسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! أسئلة بحاجة إلى جواب .
وقد جاء : " أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا
بكر " ( 5 ) . كان الأولى بأسلم الذهاب إلى مراسم دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من دخلوها في بيعة
خاطفة وفلتة ؟
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) مسند أحمد 1 / 239 ، 405 ، 442 ، تاريخ المدينة المنورة 3 / 1006 .
( 2 ) السيرة النبوية 4 / 494 .
( 3 ) مسند أحمد بن حنبل 5 / 185 .
( 4 ) تاريخ الطبري 2 / 458 ، شرح نهج البلاغة 2 / 287 .
( 5 ) تاريخ الطبري 2 / 458 ، طبع مؤسسة الأعلمي ، بيروت .
126


وكانت الخطة تقتضي مواجهة حاسمة مع الأنصار ، ولما نادت الأنصار في
السقيفة لا نبايع إلا عليا ، وفشلت في مسعاها ، وأخذت البيعة منها قسرا وحيلة
انحسرت الأنصار عن الدولة فتحرك أعوان الدولة ، من مثل عمرو بن العاص ،
وعكرمة بن أبي جهل ، وغيرهم لهجو الأنصار بأسلوب عنيف .
واستمرت معارضة سعد بن عبادة لحكم أبي بكر وعمر إلى أن انتهى ذلك في
زمن عمر بن الخطاب بنفيه إلى الشام ثم قتله هناك . . .
وقد قتله محمد بن مسلمة في الشام بأمر عمر بن الخطاب ( 1 ) ولكن الدولة
ألقت بتهمة قتله على الجن ؟ ! ( أي جن الشام ) ، ثم قتل محمد بن مسلمة بواسطة رجل
شامي . . ( ليس من الجن ) ؟ ! وكانت خطة الحزب القرشي تعتمد على اتهام سعد بن
عبادة بحادثة تأسيس وقائع السقيفة لضرب عصفورين بحجر الأول أي الانتقام
من سعد بن عبادة رئيس الأنصار وعزل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) زعيم بني هاشم
ووصي المصطفى ( عليه السلام ) . فجاءوا بسعد بن عبادة إلى السقيفة مستدرجين إياه ، أو أنه
كان في سقيفته مع ثلة من الأنصار معذورا عن حضور مراسم دفن النبي ( صلى الله عليه وآله )
لمرضه .
وكان سعد زعيم الأنصار وابنه قيس من دهاة العرب ومن المؤمنينالمجاهدين الذين شاركوا في حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو أراد سعد السيطرة على الخلافةبغتة لما تمكن رجال الحزب القرشي من أخذها من الأنصار ، ولجمع الجموعالعظيمة ، وهيأوا الخطط الخطيرة .
علما بأنهما من المتقين الأخيار الذين لا يسعون لأخذ الخلافة من علي بنأبي طالب ( عليه السلام ) ، ويشهد لذلك قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك علىآل سعد بن عبادة . وقال ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة ذي قرد : اللهم ارحم سعدا وآل سعد ، نعم
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) أنساب الأشراف ، البلاذري ، السقيفة والخلافة ، عبد الفتاح عبد المقصود ، 13 .
127


المرء سعد بن عبادة ( 1 ) .
ويشهد لذلك جهود قيس وأنصاره في بيعة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ومشاركته
في الجمل وصفين والنهروان . ورفضه رشوة معاوية البالغة ألف ألف درهم ليكون
بجانبه وينصرف عن نصرة الحسن ( عليه السلام ) . فأرسل إليه بالمال ، وقال : تخدعني عن
ديني ( 2 ) . ورفضه عرض معاوية بإعطائه سلطان العراقين ( الكوفة والبصرة )
والحجاز ( 3 ) .
واعتمدت الخطة أيضا على سلب النص الإلهي والنبوي من أهل البيت ( عليهم السلام ) ،
وتمثل ذلك السلب في نظرية خطيرة طرحها عمر في رزية يوم الخميس ألا وهي :
حسبنا كتاب الله ، مقابل نظرية الله ورسوله والمتمثلة بالثقلين : القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) .
واعتمدت الأطروحة على إقصاء أهل البيت تماما عن مسرح الأحداث ،
بمنع تدوين الحديث النبوي وإحراقه . ومنع الصحابة من الخروج من المدينة المنورة إلى الأمصار الإسلامية المفتوحة لمنع انتشار الحديث النبوي .
واقتضت الخطة إرضاء أبي سفيان وأبنائه بمشاركتهم في السلطة .
وتطورت الخطة الموضوعة إلى العمل في أحداث انقسامات في داخل البيت الهاشمي ، بكسب العباس وأبنائه إلى صفوف السلطة بإغرائه بالمشاركة في الحكم مع أبنائه ، لكنها فشلت لمعارضة العباس ذلك ( 4 ) .
وكانت خطة عمر وأبي بكر وصحبهم تتمثل في الإقصاء الكامل لأهل
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) إمتاع المقريزي ص 263 ، 515 ، تاريخ ابن عساكر 6 / 82 ، 88 ، مختصر تاريخ ابن عساكر 9 / 242 ،
السيرة الحلبية 3 / 8 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 191 .
( 3 ) تهذيب التهذيب 11 / 331 رقم 636 .
( 4 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 125 ، السقيفة وفدك ، الجوهري ص 37 .
128



البيت ( عليهم السلام ) ، وإضعافهم في النواحي المرجعية ، والتراثية ، والاقتصادية ، والسياسية .
وامتدت تلك الخطة زمنيا إلى ما بعد زمن أبي بكر وعمر .
أي أن عمر مبرمج أطروحة السقيفة ، لم يكتف بإقصاء الإمام علي ( عليه السلام ) ،
وإحلال أبي بكر محله ، ولا بتنصيب نفسه بيد أبي بكر ، بل نراه انزعج جدا في خلافته من قول عمار بن ياسر : لو مات عمر لبايعت عليا ؟ ! ( 1 ) وهدد من بايع عليا ( عليه السلام ) بالموت قائلا : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها ومن عاد إليها فاقتلوه ( 2 ) .
وجاء عمر بعثمان وبني أمية إلى الخلافة لإقصاء علي وبني هاشم عنها إلى الأبد .


لماذا جرت الأحداث في سقيفة بني ساعدة ؟
إن نسب سعد هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة ، وقيلحارثة بن حزام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بنالخزرج الأنصاري الساعدي ( 3 ) وإلى قبيلته تنتسب سقيفة بني ساعدة .
وقد تم انتخاب هذه السقيفة من قبل الحزب القرشي لأمور منها بعدها عنالمسجد النبوي حيث تم غسل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بواسطة بني هاشم .
وثانيا وجود سعد بن عبادة في هذه السقيفة ، لأنها سقيفة قومه ومنالطبيعي وجوده فيها ، وإلا فمن السهولة استدراجه أو دعوته إليها . ولو تمتالأحداث في سقيفة بعيدة أخرى لصعب ذلك .
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري ، 2 / 446 .
( 2 ) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 2 / 29 .
( 3 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 2 / 356 .
129


وكانت عصبة قريش قد شخصت اثنين من زعماء المسلمين المنافسين لهاعلى حكم البلاد . الأول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) زعيم بني هاشم ووصي رسولالله ( صلى الله عليه وآله ) . والثاني سعد بن عبادة زعيم الأنصار .
ولما كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مشغولا بمراسم دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقي سعد بن
عبادة . فاستعدت عصبة قريش له جيدا بمفاجئته ورده ببعض الأنصار الموالين لهاوالمتفقين معها من أمثال أسيد بن حضير وبشير بن سعد ومحمد بن مسلمة ومعاذابن جبل .
وكان سعد بن عبادة يومها مريضا لا يقوى على الحركة لذا قال : إني لا أقدرلشكواي أن أسمع القوم كلهم كلامي ( 1 ) .
وقال لعمر : أما والله لو أن بي قوة أقوى على النهوض لسمعت مني فيأقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك ( 2 ) .
وبسبب مرض سعد وعدم استعداده لهذا الانقلاب المفاجئ فقد سيطرت عصبة قريش على سقيفة بني ساعدة ، فتمت بيعتهم لأبي بكر بتأييد مجموعة من الأنصار المنضمين إليهم .
وكانت المجموعة التي بايعت أبا بكر تضم عشرات الأفراد من الحزب القرشي وقبيلة أسلم ، فوطأت سعد بن عبادة وكسرت أنف الحباب بن المنذر ( 3 ) .
وكانت خطة عصبة قريش تهدف إلى ضرب الزعيمين بضربة واحدة .
فتمكنت من القضاء على سعد بن عبادة قضاء معنويا عبر اتهامه بمحاولة اغتصاب
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 455 .
( 2 ) تاريخ الطبري 2 / 459 .
( 3 ) تاريخ الطبري ص 457 - 463 .
130



السلطة ، فبقي سعد محكوما في التاريخ إلى يومنا هذا بمحاولة ليس لها واقع .
وبواسطة هذا الاتهام سلبت منه أي محاولة لاحقة لإبعاد عصبة قريش عنالخلافة . ورغم ترك سعد للسياسة والمدينة لم يسلم بجلده إذ قتل في حوران الشام .
والظاهر إن عمر كان مصرا على قتل سعد في السقيفة إذ قال : اقتلوه قتله اللهثم قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فقال أبو بكر : مهلايا عمر الرفق ههنا أبلغ ( 1 ) .
لكن عمر بقي مصرا على رأيه ، فلما انتهت مدة خلافة أبي بكر بوفاته أرسلمحمد بن مسلمة إلى الشام فقتله هناك ( 2 ) .
هل رشح سعد بن عبادة نفسه للخلافة ؟
لقد وقع سعد بن عبادة ضحية السياسة حيا وميتا . فلقد ألصقوا به ( حيا ) تهمةسعية لغصب الخلافة . وألصقوا به ميتا تهمة مقتله بأيدي الجن ؟ !
وقد قال الإمام علي ( عليه السلام ) : " لقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر نادى :
أيها الناس إني والله ما أردتها ، حتى رأيتكم تصرفونها عن علي ، ولا أبايعكم حتىيبايع علي ، ولعلي لا أفعل وإن بايع ، ثم ركب دابته وأتى حوران ، وأقام في خان حتىهلك ولم يبايع " ( 3 ) .
إذن كانت تهمة قريش لسعد باطلة ، ولا أصل لها من الصحة ، فالرجل لميستغل فترة انشغال الناس بجهاز النبي ( صلى الله عليه وآله ) لقبض السلطة كما ادعوا : ولقد كان سعد فيذلك اليوم مريضا مشغولا بنفسه . ولو كانت عنده رغبة في قبض الخلافة لقبضها قبل
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 459 .
( 2 ) أنساب الأشراف ، العقد الفريد 4 / 247 ، السقيفة والخلافة ، عبد الفتاح عبد المقصود ص 13 .
( 3 ) كشف المحجة لثمرة المهجة 173 - 189 طبعة النجف .
131



مجيء أبي بكر وعمر وصحبهم إلى السقيفة . إذ مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) في يوم الاثنين قبل
الزوال ( 1 ) وقالت عائشة : دفن نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الأربعاء ( 2 ) .
فسعد بن عبادة كان بإمكانه الحصول على بيعة له في يوم الاثنين ، أو في يومالثلاثاء ، ولكنه لم يفعل ذلك ؟ ! إذن كيف اتهموه واتهموا الأنصار بمحاولة السيطرة علىالسلطة ؟ إنها السياسة تفعل ما تريد ولا تتوانى عن التضحية بما تشاء لما تشاء . وهكذاتفعل حكومات العالم ؟ !
وفي حادثة السقيفة كان كبش الفداء سعد بن عبادة الذي ذهب ضحيةالانقلاب العسكري المدبر من قبل حزب قريش . .


متى كان الانقلاب العسكري الأول ؟
لقد أثبتنا في موضوع حملة أسامة إلزام النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأبي بكر وعمر وعثمان
وغيرهم بوجوب الانخراط في صفوف جيش أسامة . فتحول هؤلاء بالأمر الإلهي
الصادر من فم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى جنود في تلك الحملة المتوجهة إلى الشام .
ولكن أفراد عصبة قريش المشتركين في التخطيط للسيطرة على الحكم امتنعت من الذهاب في تلك الحملة بالرغم من الإصرار النبوي . فعاد البعض إلى المدينة وذهب أبو بكر إلى خارج المدينة ( السنح ) ( 3 ) دون اهتمام بالأمر الإلهي
واللعن النبوي للعاصين .
وعندما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) افتعلت تلك العصبة العسكرية العاصية للأمرالإلهي انقلابا عسكريا سيطرت فيه على الدولة . وكانت ساعة الصفر لذلك
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 2 / 333 .
( 2 ) تاريخ الطبري 2 / 452 ، 455 .
( 3 ) تاريخ الطبري 2 / 442 ، الكامل في التاريخ ص 322 .
132


الانقلاب تتمثل في موت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومدته محصورة بين البدء بغسل النبي ( صلى الله عليه وآله )
وانتهاء بدفنه ، وساحة الانقلاب تتمثل في سقيفة بني ساعدة . وفعلا تم ذلك
التخطيط ونفذ وانتخبوا أبا بكر .
وقد استمر بعض الجنود الفارين من حملة أسامة بمناداة أسامة بالأمير طيلة حياتهم . ومنهم أبو بكر وعمر وبعد سيطرة أبو بكر على السلطة طلب من أسامة إذنا ببقاء عمر في المدينة ، فقال له أسامة ( جوابا خطيرا ) : ماذا تقول في نفسك ؟ ( 1 )
وبالرغم من كل ذلك فقد بقي صدى صوت الأنصار : لا نبايع إلا عليا ( 2 ) .
واعترف عمر بمعارضة الأنصار لهم قائلا ( عن حادثة السقيفة ) : وتخلفت عنا الأنصاربأسرها ( 3 ) .
فإذا كانت الأنصار بأسرها قد تخلفت عن بيعة أبي بكر ، وقالت بأسرها : لا
نبايع إلا عليا ، فمتى حصلت البيعة لابن عبادة ؟ ، وكيف ؟
ولو بايع سعد لنفسه في فترة وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ووجود أبي بكر في السنح ( خارج
المدينة ) ، وجمع الأعوان لنفسه وشاطرهم السلطة ، ( مثلما فعل أبو بكر وعمر معالمغيرة وابن العاص وخالد وابن عوف وعثمان وغيرهم ) لما تمكن عمر من وطئه ،والمطالبة بقتله ، وكسر أنف الحباب ؟ ! ! لقد وطأوا سعدا وكسروا أنف الحباب ، بينماذكرت الأخبار بأنهما ثبتا مع النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) في معركة أحد يوم فر منها أبو بكروعمر ( 4 ) وبعد حادثة السقيفة قتل ابن عبادة وأهمل ذكر الحباب ! وصعد نجمالمعادين للنبي ( صلى الله عليه وآله ) من أمثال ابن العاص ومعاوية والوليد بن عقبة !
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ أبي الفداء 1 / 220 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 127 .
( 2 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 2 / 325 .
( 3 ) تاريخ الطبري 2 / 446 ، طبع مؤسسة الأعلمي ، بيروت .
( 4 ) مغازي والواقدي 1 / 240 .
بينما كان سعد بن عبادة حاملا للواء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في كل معارك ، فإذا حدث
قتال أخذ اللواء علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( 1 ) .
وكان الحباب بن المنذر حاملا لراية الخزرج في كثير من المعارك منها معركة
أحد ومعركة خيبر ( 2 ) .
ولقد دهشت من قول عمر " إني لقائم العشية في الناس أحذرهم هؤلاء الرهط ،الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم ( أو حقهم ) ( 3 ) . وقال أيضا : " وقد دفت إلينادافة من قومكم ، فإذا هم يريدون أن يغصبونا الأمر " ( 4 ) .
أي يتهم عمر عمارا وجماعته بمحاولة غصب السلطة لصالح علي ( عليه السلام ) .
فإذا كانت بيعة الناس لعلي ( عليه السلام ) تسمى غصبا ، فماذا تسمى بيعة أبي بكر الفلتة ،
ووصية أبي بكر لعمر القائمة على الفلتة .
إن عليا ( عليه السلام ) عنده نص إلهي بالبيعة ووصية نبوية وبيعة جماهيرية في الغدير
وبيعة في سقيفة بني ساعدة ( يوم قالت الأنصار : لا نبايع إلا عليا ( عليه السلام ) ) والذي عنده
نص إلهي وبيعة جماهيرية بالخلافة كيف يتهم بمحاولة غصب السلطة ؟
لقد كان عمر ، على جانب كبير من القدرة في المناورة السياسية لإخراجمنافسيه من حلبة الصراع ، فلقد اتهم عمارا وجماعته بمحاولة غصب السلطة ، واتهمابن عبادة بالنفاق ، قائلا : " قتله الله إنه منافق " ( 5 ) . واتهم عليا بن أبي طالب بالدعابة ،
وهو أبعد ما يكون عن عالم المزاح واللهو والدعابة . بينما اتهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالهجر
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) أسد الغابة 4 / 20 ، أنساب الأشراف 2 / 106 .
( 2 )
طبقات ابن سعد 2 / 39 ، 106 .
( 3 )
الكامل في التاريخ لابن الأثير 2 / 326 .
( 4 )
الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 2 / 327 .
( 5 )
تاريخ الطبري 2 / 459 .
لإخراجه من حلبة الصراع السياسي ، ومنعه من كتابة الوصية السياسية ( 1 ) .
ومن مناورات عمر السياسية ، اتهامه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حياته بأنه ميت ، واتهامه فيمماته بأنه حي ؟ إذ قال عمر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في يوم الخميس : إنه يهجر أي عجوزخرف فهو ميت ، وقال عمر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد وفاته ، بأنه غشي عليه أو ذهب إلى اللهتعالى وسيعود أي أنه حي ؟ ! انتظارا لمجئ أبي بكر من خارج المدينة . ولو عكس عمروأصحابه القضيتين لما حدثت عندنا مشكلة سياسية ودينية .
والملاحظ لعالم السياسة والسياسيين يجد ذلك العمل مألوفا لا غرابة فيه ؟ ! وقدقال طه حسين عن مقتل سعد بن عبادة : قتلته السياسة ( 2 ) .
تخوف الخليفتين من استلام منافسيهم السلطةكانت السقيفة بقيادة عمر ، رتبها وخطط لها ، وقاد حركاتها وسكناتها ، إلى
أن سلمها إلى أبي بكر ، جاهزة مهيئة في صورة خلافة عظمى للنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقدذكر الزهري في مغازيه عن أنس بن مالك " رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبرإزعاجا " والظاهر أن ذلك حدث في البيعة العامة بعدما أدرك أبو بكر معارضةالأنصار وبني هاشم وآخرين له . ليس هذا فحسب بل هيأ عمر الأدوار المتقدمةعليها والمتأخرة عنها .
فالمرحلة المتقدمة عليها ، تمثلت في تأخير دفن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، إلى حين مجيءصاحبه ورفيقه أبي بكر ، وقد تحمل عمر الكثير من المشاق في هذا السبيل ، إذنادى بعدم موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى أزبد شدقاه ( كما ذكروا ) ، واضطر إلى خلق قضية لم
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) صحيح البخاري 4 / 490 باب جوائز الوفد ح 1229 ، صحيح مسلم 11 / 89 .
( 2 )
علي والفتنة الكبرى.
تكن في ذهن أحد من المسلمين ألا وهي رحيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله سبحانهكموسى ( عليه السلام ) وعيسى ( عليه السلام ) ( 1 ) .
وكان يحتمل أن تؤدي تلك القضية إلى فتنة دامية ، لو أقدم بنو هاشم أوالأنصار أو المهاجرون على قتل عمر ، لأجل منعه دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . .
إذ تأخر دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثة أيام ( 2 ) ، ولولا حكمة بني هاشم ، لوقع ما لاتحمد عقباه ، وقد تكلم الناس ( ومنهم العباس ) مع عمر ، ولكن دون فائدة ، إذاستمر شاهرا سيفه ، مانعا الناس من دفنه مهددا ومنذرا لكل المسلمين !
وقد وجدت أن عمر لا يمكنه منع دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لوحده ، ولا بد له من جماعةقوية تسنده وتدعمه أمام بني هاشم وباقي المسلمين ، ومن المؤكد أن يدعمه في منحاهالمذكور جماعة السقيفة المشاركين له .
والمرحلة المتأخرة واللاحقة للسقيفة ، كانت أيضا من الخطورة بمكان ،بحيث تنذر بفتنة عظمى ، تطيح برؤوس الآلاف من المسلمين .
وإليك حديث السقيفة على لسان عمر بن الخطاب ، قاله في المدينة في خطبةالجمعة ، إذ ذكر ابن عباس قائلا : كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف القرآن ، قالفحج عمر وحججنا معه ، قال : فإني لفي منزل بمنى ، إذ جاءني عبد الرحمن بن
عوف ، فقال شهدت أمير المؤمنين اليوم وقام إليه رجل فقال : إني سمعت فلانا ( عمار بن ياسر ) يقول : لو قد مات أمير المؤمنين ( عمر ) لقد بايعت فلانا
(
عليا ( عليه السلام ) ) قال فقال أمير المؤمنين : إني لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء
الرهط الذين يريدون أن يغصبوا الناس أمرهم ، قال قلت ( أي ابن عوف ) يا أمير
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 442 ، سيرة ابن هشام 4 / 305 ، الملل والنحل ، الشهرستاني 1 / 15 ، سنن الدارمي
1 / 39 .
( 2 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 2 / 332 ، تاريخ الطبري 2 / 450



.
المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، وإنهم الذين يغلبون على مجلسك ، وإني لخائف إن قلت اليوم مقالة ألا يعوها ولا يحفظوها ولا يضعوها على مواضعها وأن يطيروا بها كل مطير ، ولكن أمهل حتى تقدم المدينة ، تقدم دار
الهجرة والسنة ، وتخلص بأصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار ، فتقول ما قلت متمكنا ، فيعوا مقالتك ، ويضعوها ، على مواضعها فقال : والله لأقومن بها في أول مقام أقومه بالمدينة ، قال : فلما قدمنا المدينة ، وجاء يوم الجمعة ، هجرت
للحديث الذي حدثنيه عبد الرحمن ، فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير ، فجلست إلى جنبه عند المنبر ركبتي إلى ركبته ، فلما زالت الشمس لم يلبث عمر أن خرج ، فقلت لسعيد وهو مقبل : ليقولن أمير المؤمنين اليوم على هذا المنبر مقالة لم
يقل قبله ، فغضب وقال : فأي مقالة يقول لم يقل قبله ؟ فلما جلس عمر على المنبر إذن المؤذنون ، فلما قضى المؤذن أذانه ، قام عمر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر أن أقولها من وعاها وعقلها وحفظها ،
فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ، ومن لم يعها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي ، إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، وكان فيما أنزل عليه آية الرجم ، فرجم رسول الله ورجمنا بعده ، وإني قد خشيت أن يطول بالناس زمان
فيقول قائل : والله ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وقد كنا نقول : لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانا ( عليا ( عليه السلام ) ) فلا يغرن امرءا أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فقد كانت كذلك ، غير أن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر ، وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة وتخلفت عنا الأنصار بأسرها ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا
هؤلاء من الأنصار ( يبين عمر هنا أنهما انطلقا إلى السقيفة بلا خبر عن وجود بيعة للأنصار هناك إذا لم تكن بيعة هناك بل انطلق عمر مع أبي بكر إلى السقيفة بمجرد عودة أبي بكر من خارج المدينة ، وتركا بني هاشم والناس مشغولين بجهاز
النبي ( صلى الله عليه وآله ) ) فلقينا رجلان صالحان قد شهدا بدرا فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ( الظاهر أن عمر وأبا بكر لم يكونا وحدهما ، بل معهما آخرون مثل ابن الجراح ، والمغيرة ، وخالد ، وابن عوف ) فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار .
قالا : فارجعوا فاقضوا أمركم بينكم ( أي لا شئ في السقيفة والأمر بيدكم ولكم )
فقلنا : والله لنأتينهم ، قال : فأتيناهم وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة ، قال : وإذا بين أظهرهم رجل مزمل ، قال قلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة ، فقلت : ما شأنه ؟ قالوا : وجع ، فقام رجل منهم ، فحمد الله ، وقال : أما بعد فنحن الأنصار
وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا وقد دفت إلينا من قومكم دافة ، قال : فلما رأيتهم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويغصبونا الأمر ، وقد كنت زورت في نفسي مقالة أقدمها بين يدي أبي بكر وقد كنت أداري منه بعض الحد ، وكان هو
أوقر مني ، وأحلم ، فلما أردت أن أتكلم قال : على رسلك ، فكرهت أن أعصيه ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، فما ترك شيئا كنت زورت في نفسي أن أتكلم به لو تكلمت إلا قد جاء به أو بأحسن منه ، وقال : أما بعد يا معشر الأنصار فإنكم لا
تذكرون منكم فضلا إلا وأنتم له أهل ، وإن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، وهم أوسط دارا ونسبا ، ولكن قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وإني والله ما كرهت من
كلامه شيئا غير هذه الكلمة ، إن كنت لأقدم فتضرب عنقي فيما لا يقربني إلى إثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر ، فلما قضى أبو بكر كلامه ، قام منهم رجل ، فقال : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر
قريش . قال فارتفعت الأصوات وكثر اللغط ، فلما أشفقت من الاختلاف ، قلتلأبي بكر : ابسط يدك أبايعك ، فبسط يده ، وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ، ثمنزونا على سعد ، حتى قال قائلهم : قتلتم سعد بن عبادة ، فقلت : قتل الله سعدا ، وإنا
والله ما وجدنا أمرا هو أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن فارقنا القوم ، ولم تكنبيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة ، فأما أن نتابعهم على ما نرضى أو نخالفهم فيكونفسادا ( 1 ) .فيتوضح من كلام عمر بن الخطاب أن الأنصار لم تكن عندهم بيعة ، ولايوجد ذكر لشخص أخبر عمر أو أبا بكر بأن الأنصار عندهم بيعة . . بل هم ذهبواإلى السقيفة بلا أي سبب ظاهر ، وعندما التقوا مع اثنين من الأنصار قالالأنصاريان لهما باطمئنان كامل أن ارجعوا ، أي إلى مراسم دفن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ثماقضوا أمركم بينكم يا أيها المهاجرون فلا خطر من الأنصار كما تدعون .
ولكن عمر وأبا بكر أصرا على الذهاب إلى السقيفة لأمر لم يفصح عنه عمرابن الخطاب ؟ !
والظاهر من كلام عمر أن الحوار حول الخلافة قد بدأ بعد دخولهم إلىالسقيفة ، فمن بدأ الكلام هل هم الأنصار أم أبو بكر وعمر ؟ لم يبين عمر ذلك .
والواضح أن القادمين ( عمر وأبا بكر وأتباعهم ) هم الذين بدأوا الحواروالجدال ، وعلى أثر أطروحة مجموعة المهاجرين تحرك الأنصار الحاضرون .
والظاهر أيضا أن جماعة الأنصار الحاضرين ، كانوا قليلي العدد ، وهم فيمجلس عادي وصغير فيهم سعد بن عبادة المريض ، المعذور عن الاشتراك فيمراسم دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ !
وقال عمر : إن أول من طرح البيعة لشخص في داخل السقيفة هو أبو بكر ، --------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 446 .
عند مبايعته واحدا من اثنين هما عمر أو أبو عبيدة ، ولكنه ( أي عمر ) طلب من أبيبكر أن يبسط يده لمبايعته . فبسط أبو بكر يده وبايعه عمر .
وقال الطبري في رواية : إن الأنصار بعد بيعة عمر لأبي بكر ( قالت : لا نبايعإلا عليا ) ( 1 ) .
وهذه الرواية الثانية تؤيد رواية عمر ، وتبين عدم بيعة الأنصار لسعد بنعبادة وتؤكد رغبتهم في بيعة علي ( عليه السلام ) .
وبعد أن حصر عمر وأبو بكر البيعة في الموجودين في السقيفة وأخرجعليا ( عليه السلام ) ( لأنه غير موجود في داخل السقيفة ) منها بدأ الأنصار بالمطالبة بحقهم فيالخلافة ، وإظهار خوفهم من بيعة أبي بكر وعمر وابن الجراح .
ثم ظهرت معارضة الأنصار وانحسارهم عن أبي بكر بعد بيعة أبي بكرالعامة ، فبدأ عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو بهجاءالأنصار ، وكلهم موتور قد وتره الأنصار ( 2 ) .
وكانت نظرة سعد بن عبادة إلى الخلافة نظرة دينية قبلية ، فلم يقبل بزعامةعمر وأبي بكر ، لذا قال لعمر عندما طالب بقتله : والله لو حصصت منه شعرة مارجعت وفي فيك واضحة . . .
وقد استدرك أبو بكر الموقف ، فقال : مهلا يا عمر ، الرفق ههنا أبلغ .
وقال سعد : أما والله لو أن بي قوة أقوى على النهوض ، لسمعت مني فيأقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك ، أما والله إذا لاحقتك بقوم كنت فيهمتابعا غير متبوع ( 3 ) .
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 443 .
( 2 )
الأخبار الموفقيات ، الزبير بن بكار ص 583 .
( 3 )
تاريخ الطبري 2 / 459 .
وقال أبو سفيان لعلي ( عليه السلام ) : ما بال هذا الأمر في أقل حي من قريش ، والله لئن
شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا . . . ما لنا ولأبي فصيل ، إنما هي بنو عبد
مناف ( 1 ) .
عدم مبالاة بالعواقب
كان عمر قد قرر في الجاهلية الأقدام على قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا يبين جرأته الكبيرة ، وعدم مبالاته بعواقب الأمور ( 2 ) .
لأن قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) سوف يؤدي إلى قتل قاتله ، وقتل من اشتبه بإعطائه الأوامر أو ساعد في إجراء هذا الأمر وهذا يعني حصول فتنة في داخل مكة ، بين قبائل قريش ، لا تنطفئ دون إراقة أنهار من الدم ، والإطاحة بوجوه القوم ورجالهم ، ونكبة أبنائهم ونسائهم . إن أعداء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من وجهاء قريش ، بالرغم من كونهم حمقى إلا أنهم أخذوا بمشورة العقلاء من قريش .
وقد دفع الله سبحانه هذه الفتنة الهوجاء والعمياء ، وحفظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسلم عمر .
إن عمر في الجاهلية لم يكن عنده جاه عظيم أو مال كثير ، يخاف عليه الزوال بانتصار الإسلام ، مثلما كان يفكر وجهاء مكة .
وبالعكس فإن أي تحول في مكة في صالح الإسلام ، وسقوط رؤساء القوم سوف يفسح المجال لظهور شخصيات جديدة ووجوه شابه . . .
ولكن عمر الذي كان كافرا ، اعتقد بأن اختلافه مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في الدين
--------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 449 .
( 2 ) الطبقات ، ابن سعد 3 / 191 ، صفوة الصفوة ، ابن الجوزي 1 / 269 .
141

كاف للحكم بقتله ( صلى الله عليه وآله ) دون تفكير بخطورة العاقبة وظهور فتنة . وجرأة عمر وعدم مبالاته بحصول فتنة ، قد ارتكبها عمر في حادثتين لاحقتين :
الأولى في السقيفة عندما أراد قتل سعد بن عبادة ( زعيم الأنصار ) . فقد قال
عمر عن سعد : اقتلوه قتله الله ، ثم قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر
عضوك ( 1 ) .
والذي أنقذ الموقف وأوقف الفتنة هو أبو بكر إذ قال : مهلا يا عمر الرفق هاهنا أبلغ ( 2 ) .
ولكن عمر نفذ قراره المذكور بقتل ابن عبادة أثناء خلافته بواسطة محمد بن مسلمة . ولما قتل في الشام ألقت السلطات تبعة القتل على الجن فرارا من عواقب الأمور . اهــــ

( 1 ) تاريخ الطبري 2 / 459 ، أندر : أتى بنادر من قول أو فعل . وأندر الشئ : أسقطه ، وضرب يده بالسيف
فأندرها أي أسقطها . ( أقرب الموارد 2 / 1285 .
( 2 ) تاريخ الطبري 2 / 459 .



دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان



kst hgafihj p,g hgaid] su] fk ufh]i ,u]l Yvh]ji hgfdui gktsi fg gugd ugdi hgsghl gktsi hgfdui hgsghl hgafihj hgaid] ugdi ufh]i Yvh]ji



توقيع : وهج الإيمان
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 2018/10/08 الساعة 08:52 PM
رد مع اقتباس