عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/06/10, 01:34 AM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

صحيح أنَّ الإسلام أتى فأبطلَ عادات ذميمة للعرب ، ولكن بالإضافة إلى ذلك كانت لهم عادات حميدة أقرَّها الإسلام ، فلم يبطلها ، كإكرام الضيف ، و غير ذلك ، و كان من ضمن عاداتهم الذميمة خروج النساء متبرجات كاشفات الوجوه و الأعناق ، باديات الزينة ، ففرضَ اللهُ الحجاب على المرأة بعد الإسلام ، ليرتقي بها ، و يصون كرامتها ، و يمنع عنها أذى الفُسَّاق و المغرضين ، وإننا ونحن نتحدث عن العرب في جاهليتهم نقول ، إن العصر الحديث شهدَ جاهلية كبرى ، و انتكاسة عظمى لم تشهدها العصور السابقة ، و لاحتى العرب في جاهليتهم ، إنَّنا مسلمون نؤمن بديننا ، و نقدِّس تعاليمه ، و نحبُّ ربَّنا و نبينا أكثر من حبنا لأنفسنا ، و لن نتأثر بدعاوى الجاهلية الحديثة التي هي أشدُّ من جاهلية أبي جهل . فإذا كان التبرُّج في الجاهلية الأولى يتضمَّن إظهار المرأة لوجهها و عنقها و حليها فقط ، و تمشي بين الرجال بهذه الهيئة . فإنه في الجاهلية المعاصرة أصبحنا نرى المرأة لاتكاد تغطي شيئاً من حُرُمات الله ، و نسيت أنها في حَدِّ ذاتها حرمة من حرمات الله ، وحدٌّ من حدوده ، لا يجوز أن يقربها أحد إلا أن يكون زوجها ، و لا أن يَرى زينَتَها أحدٌ إلاَّ أن يكون ممن بيَّنَهم الله عزَّ و جلَّ في هذه الآية الكريمة : ( وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، ( النور : 31 ) .

و لستُ أدري كيف تسول لإنسان نفسه أن يتبجَّح على خالقه ، و يرمي ما أمر به من ستر و صيانة و عفة و طهارة ، بأنه رجعيَّة ؟! ، و لماذا هذه الحملة المسعورة على الحجاب الإسلامي بالذات ، و لايتكلم أحد عن حدائِقِ العُراة ، و بيوت الدعارة في كثير من ديار المسلمين ؟! ، إنَّ الرجعيَّة الحقيقية هي ما عليه هؤلاء التقدُّميِّين من إلحاد و إنكار للبعث و الحساب ، بل لوجود الخالق ، و تأليههم للطبيعة و الأفراد ، و كل هذه الأمور ، و الأفكار الوثنية كانت قبل الإسلام .

و لما كان كل ما بعد الإسلام هو في نظرهم رجعي ، إذ أنهم يعتبرون أن التمسك بتعاليم الأديان - و من أبرزها تعاليم الإسلام - رجعيَّة ، فلنكن رجعيين ، لكنهم أشد مِنَّا تأخراً و رجعيَّة ، لأن ما هم عليه من رجعية سبقت ما نحن عليه من رجعية ، و أكرم برجعيتنا من رجعية ، فنحن رجعنا إلى الشرف والعفة والفضيلة ، و هم رجعوا إلى الفساد والطغيان و الرذيلة .


الحُجَّة السابعة : مَن تحتجُّ بأنها ستتحجب عندما تقتنع أولاً
قضية الاقتناع التي تطرحها المرأة اليوم في أمر الحجاب قول فيه جهل و غرور ، فمن أين يأتي الاقتناع ؟! ، هل سيأتي من بحث و دراسة و تحليل آيات الله و حديث رسوله ، أم أنَّ المرأة تنتظر أن تنزل عليها آية من السماء ، أو أن يوحى إليها ، فيترتب على ذلك اقتناعها بأمر الله ؟!

و نقول لها : إن لم تُقنعك آيات الله و حديث رسوله ( ) فلن تقتنعي إذن أبداً ، فإن أطعْتِ ، و هو أحرى بك فإنك من المؤمنات الطائعات الحييات من الله ، و إن لججتِ في القول فهو الضلال المبين .

فهل كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، والذي تنزَّل من لَدُن حكيم خبير ، أو أنَّ أقوال رسول الله ( ) بحاجة إلى رأي المتبرِّجة القاصر و جهلها المركب ؟! ، إن الله لَغَنيٌّ عنها و عن اقتناعها ، أتحسب أنَّ أوامر الدين و نواهيه بضاعة ، تقتنع بشراء بعضها ، و ترك البعض الآخر ؟! ، ألا تستحي هذه ، و هي ترفض أوامر الله بحجة أنها لم تقتنع بها بعد ؟! ، إنَّ في آيات الله الشفاء لك من جميع الآفات الاجتماعية و النفسية و غيرها ، هبي أن طبيباً وصف لك دواءً و أمرك بشربه ، هل ستقولين له : لن أشربه حتى أقتنع بأنه سيشفيني ؟! ، بل حتماً لن تتردَّدي في شربه ، رغم أنه ليس مَضموناً أن يشفيك من المرض ، ولكنك لم تشككي ، و لم تترددي ، لأنك ظَننتِ أن في كلام الطبيب الصدق ، و أن في إطاعة أوامره صلاح جسدك و شفائك . فكيف بالله تتردِّدين في قبول أمر من خلقك و خلق الطبيب ، و لم تصدقي أن في أمره الخير و الفلاح و الصلاح ؟! ، و إذا كنت لم تقتنعي حتى الآن بالحجاب الذي يضمن لك العفة و الفضيلة ، فهل اقتنَعْتِ و رضيت بالتبرج وا لانحلال و الرذيلة ؟!

الحُجَّة الثامنة : من تحتجُّ بِعَدم التحجُّب بسبب سوء سلوك بعض المتحجبات
إن المتحجِّبة بشر تخطئ و تصيب كذلك ، و ليس المقصود من الحجاب هو عصمة صاحبته من الخطأ ، لأن كل ابن آدم خطَّاء ، ما عدا من عَصَمَهم الله تعالى ، و خَيرُ الخَطَّاءين التوابون . و مع ذلك يجب أن ندعو كل متحجِّبة بأن تبتعد عما تقع فيه الكثيرات من الأخطاء ، كالغِيبة ، و النمِيمة ، وغير ذلك ، و أن تجتهد في أنْ يَراها مخلوق إلا حيث أمر الله تعالى ، مع اجتناب نواهيه ، لأن صورتها في الأذهان تختلف كثيراً جداً عن صورة غيرها من المسلمات غير المتحجبات . فنحن لسنا بصدد الدفاع عن أخطاء بعض المتحجبات أو مهاجمتهنَّ ، بل نريد أن نوضح أن نظرتنا للمتحجبة يجب أن تكون نظرة موضوعية ، فلا نظنُّ أنها بتحجبها تكون قد طبقت جميع أوامر الدين ، و أنَّها أصبحت بمنأىً عن الخطأ . و يجب ألا نصدم لأقل بادرة سيئة عن متحجبة ، فنتهم جميع المتحجِّبات بذلك ، أو نرمي جميع أوامر الدين بأنها غير صالحة ، لأن من المتحجبات من قد تخطيء في بعض الأمور . إن الدين في كتاب الله و سُنَّة رسوله و سيرة أهل البيت ( ) لا سيَّما سيدة النساء ( عليها السلام ) لا في فلانة و فلان ، المعرَّضين للخطأ ليلاً و نهاراً . و إن وجدت في البعض قدوة سيئة ، فإن غيرهُنَّ الكثيرات و الكثيرات ممن يعتبرن قدوة صالحة ، ويا حبَّذا لو تحجبت وكنت قدوة صالحة لغيرك ، بدلاً من أن تتجمدي على معاصيك ، و لاتحاولي تغييرها .


الحُجَّة التاسعة : من تدَّعي أنَّ الحجاب يُعيقها عن العمل أو التعليم
نقول هل يعيق النِقاب عن عمل عملية جراحية دقيقة جداً ، و بالأخص في جراحات المُخِّ و العيون ، بالإضافة إلى سائر العمليات الجراحية ، التي تتطلب الدقة و الحذر المتناهي في تنفيذها ؟! ، بالطبع لا ، فكيف إذن تدَّعي المتبرجة أن النقاب يعيقها عن العمل ا، لذي هو أدنى بكثير ، و بمراحل كبيرة من العمليات الجراحية ؟! ، إنَّ الله حرَّم إظهار ماعدا الوجه و الكفين ، إلا لضرورة ملحة : كالخطبة ، أو الشهادة في المحكمة ، أو التداوي ، و في هذه الحالات تكشف عن الجزء المطلوب فقط بدون تبرج .


الحُجَّة العاشرة : من تدَّعي أنَّها لا تطيق الحجاب بِحُجَّة الحرارة أو الصداع
إن كنت لا تطيقين الحجاب ، فيا تُرى هل ستطيقين نارَ جهنَّم ؟! ، يقول تعالى : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) ، ( التوبة : 81 ) . و كذلك من تحتجّ بأنَّها تشعر بالصداع لو غطت وجهها و رأسها ، أقول لها : لاداعي إذن لخروجك و تعرضك للرجال ، أو اصبري على طَاعَة الله ، و نفذي أوامره ، و تذكري قوله تعالى : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) ، ( مريم : 65 ) . و كيف لا تصبر هذه على الحجاب ، و هو أمر بسيط بجانب ما كان يلقاه المسلمون الأوائل من ضرٍّ و أذى من المشركين ؟! ، يف بالله لو رأَتْ هذه المتبرِّجة ما رأوه ؟! ، إذن لكفَرَتْ بالله ، و ارتدَّت عن الدين ما دامت لا تصبر على تغطية جسدها حفظاً و إكراماً لها ، أتعصي أمر ربها و أمر رسوله ( ) لأجل ثوب أُمِرَت بارتدائه ؟! ، إن التي امتلأ قلبها بِحُبِّ الله و رسوله ، و أهل بيته ( ) ، و أصرَّت بصدقٍ على اتِّباعهم ، تجد كل ما تلقَّى في سبيل الله هنيئاً ، أفلا تكونين كذلك ؟


الحُجَّة الحادية عشرة : من تتبرَّج لتُغري الشباب بخُطبَتها ، أي : بِهَدَف الزواج منها
و لهذه أقول : إنَّك أزريت بنفسك ، و نالك الكثير من الإثم ، بل ارتكبت أمراً من كبائر الذنوب و هو التبرُّج في سبيل هدف قد يتحقق و قد لايتحقق ، فإن تحقَّق فاعلمي ، أن الرجل الذي اختارك زوجة له من أجل تبرُّجك فإنه سرعان ما سيخونك ، أو سيتركك إلى غيرك ليتزوج منها ، أو على أقل تقدير لن تنالي السعادة المنشودة التي تطلبها كل فتاة بالزواج . و ذلك عندما يجد أخريات أجمل منك ، لأنه سيلهث وراءهن حيث أن هدفه طلب الجمال فحسب ، بل إنَّ الأمر سيتفاقم كلما كبرت في السن ، و ذهب جمالك شيئاً فشيئاً بسبب الحمل و الولادة و مسئوليتك البيتية ، التي لا تعتبر أمراً هيناً على الإطلاق




توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس