عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/11/27, 02:05 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الإمام السجاد عليه السلام لسان الحسين عليه السلام وصوته


بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم



وقد اتّبع الإمام السجّاد عليه السلام هذه الخطّة بحكمة وتدبير عن علم بالأمر ، وعمد له ، وكشف عن أنه انتهجه سياسة مدبرة مدروسة.
فلمّا سئل عن : « الكلام ، والسكوت » أيّهما أفضل ؟ لم يدل بما يعتبره الحكماء من : أن الكلام إذا كان من فضة فالسكوت من ذهب ، وإنمّا قال :
« لكل واحد منهما آفات ، وإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت ».
ولمّا سئل عن سبب ذلك مع مخالفته لاعتبار الحكماء المستقر في أذهان الناس من فضل السكوت ؟ قال :
« لأن الله ـ عزوجل ـ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، وإنّما بعثهم بالكلام .
ولا استحقت الجنة بالسكوت.
ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت.
ولا توقّيت النار بالسكوت.
ولا يجنّب سخط الله بالسكوت.
إنما كلّه بالكلام ! وما كنت لأعدل القمر بالشمس !
إنك تصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت ! (1)
وهكذا طبق الإمام عليه السلام هذه الحكمة البالغة ، وأدّى رسالته الإلهية من خلال خطبه وكلماته ومواعظه وأحاديثه ، في جميع المواقف العظيمة التي وقفها ، وهو في الأسر.

وإذا كان الظالمون يعتدون على المصلحين والأحرار بالقتل والسجن ، فإنّما ذلك ليخنقوا كل صوت في الحناجر ، ولئلا يسمع الناس حديثهم وكلامهم (2).
---------
(1) الاحتجاج للطبرسي ( ص 315 ).
(2) لاحظ أن الحجّاج ختم على مجموعة من الصحابة كي لا يسمعهم الناس ، في اسد الغابة ( 2 : 471 ) ترجمة سهل الساعدي.

وإذا ذبح الحسين عليه السلام وقتل في كربلاء ، فإنّ نداءاته ظلّت تدوّي من حنجرة الإمام السجّاد عليه السلام في مسيرة الأسرى ، وفي قلب مجالس الحكّام.
وليس من الإنصاف ، في القاموس السياسي ، أن يوصف من يؤدي هذا الدور ، بالانعزال عن السياسة ، أو الابتعاد عن الحركة والنضال !
بل ، أذا كانت حركة الإمام الحسين عليه السلام سياسية ، كما هي كذلك بلا ريب فكما قال القرشي : إن الإمام زين العابدين عليه السلام من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية ، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه ، وذلك بمواقفه الرائعة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا في دنيا الشجاعة والبطولات ! أمّا خطابه في بلاط يزيد فإنه من أروع الوثائق السياسية في الإسلام (1).
وبرز الإمام زين العابدين عليه السلام على مسرح الحياة الإسلامية كألمع سياسي إسلامي عرفه التاريخ ، فقد استطاع بمهارة فائقة ـ وهو في قيد المرض والأسر ـ أن ينشر أهداف الثورة العظمى التي فجّرها أبوه الإمام الحسين القائد الملهم للمسيرة الإسلامية الظافرة ، فأبرز قيمها الأصلية بأسلوب مشرق كان في منتهى التقنين ، والأصالة ، والإبداع (2).
------------------

(1) حياة الإمام زين العابدين ، للقرشي ( 1 : 8 ).
(2) حياة الإمام زين العابدين ، للقرشي ( 1 : 7 ).



hgYlhl hgs[h] ugdi hgsghl gshk hgpsdk



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس