عرض مشاركة واحدة
قديم 2015/05/22, 03:28 PM   #3
ولاية علي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3817
تاريخ التسجيل: 2015/05/22
المشاركات: 10
ولاية علي غير متواجد حالياً
المستوى : ولاية علي is on a distinguished road




عرض البوم صور ولاية علي
افتراضي اختصار رواية رحلة البقاء (عالم البرزخ)(أمواج يوم القيامه)

~: الحلقة السادسة


بعد ان طلب احد الملائكة من إيجاد أعماله الحسنة تنفعه في أزمته .
قال سعيد: إن الشىء الذي رأيته لايمكن وصفه ولو صب على أهل الدنيا لغشي عليهم ولم يفيقوا،
هنا تجسمت أمامي كل الأفعال القبيحة التي فعلتها
منذ أن بلغت سن التكليف وحتى يومي هذا
آه كم كانت موحشة وقبيحة وبشعة
وكذلك الأوقات والساعات التي ضيعتها خالية أو مملوءة بالذنوب،
ياحسرتي على كل عمل خالطه الرياء،
ياويلتي على كل مال أخرجته لغير الله،
وعلى كل كلمة تفوهت بها أو كتبتها لغير الله،
آه وماهذه الوحوش المخيفة المظلمة في سوادها،
وهل سترافقني ؟ وإلى متى وما ذلك الأسود المكشر أنيابه
، وماهذا السوط الذي بيده.
يقول سعيد ولشدة الهول والحسرة أغمي علي،
ولم أفق إلا بسياط الشيطان الذي كان قد أمسك بلساني،
وأبرز أنيابه ضاحكا ومقهقها بصوت عال وشكل قبيح
وهو يقول : ياعزيزي لاتتحير وقل ربي الدنيا، ألم ترظ“ ان الشريف من شرفته أمواله،
ولو كنت مطيعا لها بما أمرتك ماوصلت إلى هذه الحال،
فذلك صديقك جمال لايزال يترفه ويتنزه ويأكل ويشرب مايشتهي ويتلذذ بما يريد
هل تعلم كيف وصل الى ذلك ؟
أنا أقول لك ، أنه أطاع الدنيا فأوصلته إلى هذا المقام إذن فهي الرب
لاغيرها فلعل حالك يتحسن، ولعل مع أعواني الذين تراهم نستطيع أن نخرجك مما أنت فيه.
ازدادت حيرتي واسودت ظلمتي وانشل فكري،
فصرت أنظر لما حولي،
وإذا بأحد ملائكة الرحمة يقول: انظر إلى هناك إنها أعمالك الحسنة
الخالصة لله وأفكارك الطيبة وأوقاتك التي ملأتها بطاعة الله
وتلك مساعداتك لأخوانك، وتلك نفقاتك في سبيل الله......
حينها توجه أحد الملائكة نحو ملك الموت
وقال له: لقد وجدنا في أعماله ماينفعه في عدم العدول عن دينه وفي نطق الشهادتين
قال : وما تلك الأعمال التي يمكنه الإستغاثة بها؟
لقد كان يؤدي الصلاة في أول وقتها، ويصل رحمه، ويحسن بوالديه
عن الإمام الصادق ع أنه قال:" من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت، فليكن، فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا، فإذا كان كذلك هون الله عنه سكرات الموت.......،، وكان كثيرا مايقرأ دعاء العديله وسورة يس والصافات ودعاء (رضيت بالله ربا .....) بعد كل صلاة وأيضا كان يقرأ زيارة آل يس ويكثر من ذكر لاحول ولاقوة إلابالله العلي العطيم .
هذه جملة من الأذكار النافعة لثبات المؤمن على عقائده الحقة
وعدم عدوله الى الباطل عند الأحتضار.
قال ملك الموت : نعم إنني كنت انظر إليه حين وقت الصلاة فأراه يقيمها في أول وقتها، وقد سجلت له ذلك كله .


~: الحلقة السابعة

قال سعيد: كنت لا أرغب في النظر الى الشيطان
لكني أردت أن أرى أثر كلام الملائكة مع ملك الموت عن لساني
في الأثناء رأيت الشيطان قد اشتعل غضبه بعد أن ترك لساني
وقال لأعوانه : لا فائدة من الجلوس هنا والحديث معه إن لديه من الأعمال
ما لا نستطيع بوجودها تغيير عقيدته ومنعه من نطق الشهادتين
اذهبوا جميعا وسوف انتقم منه في مكان آخر ،سأنتقم منه....
وللمرة الثالثة أسمع نداء مؤمن وهو يقول: سعيد هل تسمعني ؟ هذه المرة
دون أن أقول له نعم ، نطق لساني لاإله إلا الله محمد رسول الله ،
هناك رأيت الأبتسامة على وجه صديقي مؤمن والدهشة على كل من كان
حولي من الحاضرين فقد بدأوا يسألونه عما يجري ،
ولماذا تبسم بعدما كان قلقا خائفا وقد ابتل وجهه بالعرق الذي اختلط بالدموع
(فعلا إنه صديق مخلص لم يتخلى عن سعيد
حتى في اللحظات الأخيرة من حياته )
قال سعيد بعد أن نطقت كلمة التوحيد
أصبحت لي الجرأة على التكلم مع الملائكة
فقلت لأحدهم: هل أستطيع أن أخبر من حولي بما يجري لي
كي يعتبروا ويؤمنوا بعالم مابعد الموت ؟
قال أحد الملائكة: كلا لن تستطيع النطق والكلام مرة أخرى مع أهل الدنيا.
أقترب مني ملك الموت
وسلم بقوله: السلام عليك أيها العبد الصالح .
(وسئل رسول الله (ص) كيف يتوفى ملك الموت المؤمن، فقال: إن ملك
الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى فيقوم هو
وأصحابه لايدنون منه حتى يبدأه بالتسليم ويبشره بالجنه ).

فوجئت بسلامه علي ،
فقلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
قال: إننا مأمورون من الجليل الأعلى بأخذ روحك ونزعها من بدنك الدنيوي .

آه الويل لي، هل تسمح لي بأيام قليلة أعيشها في الدنيا مرة أخرى
لأستكثر من أعمالي، وأثقل ميزاني وأودع أحبائي ؟
هيهات من ذلك فالله لايؤخر نفسا إذا جاء أجلها،
وقد أعطاك الله من الوقت في الدنيا مايكفي للرقي إلى كمالات الأولياء
ونيل درجاتهم ، فأين كنت من ذلك ؟
سمعت ذلك فجزعت جزعا عظيما وأصابتني حسرة كبرى
ودعوت بالويل على نفسى فبأي أعمال سأقابل بها ربي.
( أعمال سعيد الحسنة كانت خلال خمس سنوات اما التي قبلها فما هو مصيره )...........

~: الحلقة الثامنة

لقد قام سعيد بأعمال حسنة خمس سنين،
أما ماقبلها كانت محاطة بالجهل والغفلة، محفوفة بالشك والرياء .
قال سعيد: استحضرت ذلك بنفسي وبكيت بكاءا شديدا، فتدارك ملك الموت حالي
وقال: ان كفة ميزان أعمالك الحسنة قد غلبت أعمالك السيئة
بعد أن أبدل الله بعضها حسنات ، وتقبل توبتك النصوح قبل خمس سنين
فلا تخاف ولاتحزن، أنا أبرُّ بك أشفق عليك من والد رحيم لو حضرك
أفتح عينيك جيدا وانظر إلى هؤلاء الأنوار الأربعة هل عرفتهم ؟
نعم عرفتهم إنهم رسول الله(ص) والزهراء وعلي والحسن والحسين التسعة المعصومين من ذرية الحسين ( ع ).
(( مامن مؤمن يحضره الموت إلا ورأى محمدا وعليا حيث تقر عينه، ولامشرك يموت إلاورآهما حيث يسوئه ))
قال ملك الموت : صدقت ياعبد الله، هل تريد أن يكونوا رفقائك في الجنة ؟ ام العودة الى الدنيا،
أجابه سعيد فورا، لا أريد الدنيا فخذ روحي وعجل بها
فأنا لم أفارقهم بقلبي في الدنيا فكيف الآن وقد تمثلوا أمامي
ألتفت ملك الموت إلى الملائكة وأمرهم بجلب ماء الكوثر
فأتوني به وبيد كل واحد منهم كأس تناولت أحدها
وشربت قليلا لكن أي شراب وأي طعم كان
ليس كماء الدنيا شربته على عطش شديد فأحسست بارتواء عظيم
وطعم ماتذوقت ماء في الدنيا بلذته
فسألت أحد الملائكة قائلا: من أين هذا الماء ؟
إنه ماء الكوثر ، نحن نعطيه لبعض عباد الله المؤمنين لنخفف عنهم
ألم الأحتضار وفراق الدنيا وأهلها ونبشرهم بنعيم الآخرة وشرابها.
وماذا تفعلون بالكفار والعاصين حين تتوفونهم؟
قال الملك : ذلك ليس واجبنا فنحن ملائكة الرحمة ، هل تريد العودة للدنيا ؟
كلا احملوني إلى حيث يشاء ربي. لم أكمل كلامي حتى أحسست برجفة
في بدني وروحي بدأت تخرج أكثر فأكثر حتى وصلت الحلقوم ..........

~: الحلقة التاسعة
قال سعيد: بعد أن وصلت روحي الحلقوم
فإذا بحديقة واسعة وأشجار ماشاء ربي تمثلت أمامي
فوجهت إليها نظري وفكري، فإذا بها من الجمال مالايوصف
ومن السعة ماليس لها حد. التفت إلى أحد الملائكة
وقلت له: ماهذا الذي أراه ؟
قال: انه مقامك في الجنة طبتظ“ وطاب مثواك، وانك تقدم على رب رحيم كريم
قلت لهم: لاأريد العيش في الدنيا مرة أخرى
لكن أريد العودة ساعة واحدة لأخبر أهلي بما أرى، هل يمكن ذلك؟
قال الصادق (ع) انه إذا بلغت النفس الحلقوم أُري مكانه من الجنة فيقول: ردوني الى الدنيا حتى أخبر أهلي بما أرى، فيقال: ليس إلى ذلك سبيل ))
قالت الملائكة: هيهات لك ذلك، ولو رجعت وأخبرتهم لاتهموك بالكذب والخداع
يقول سعيد: لم أعد اسمع كلام من اجتمعوا حولي من أهل الدنيا
لكن مازلت أرى صورهم وألاحظ شفاههم دون أن افهم مايقولون
اما مؤمن فيبدو انه فهم أن روحي قد وصلت الحلقوم
وقد اكتفى بالنظر لي دون الكلام. حتى اختفت صورهم جميعا عني
ولم ارظ“ أحدا منهم ، وأصبح بدني جثة هامدة ملقاة بينهم .....
حلقت روحي فوق بدني وانفتحت عيني البرزخية لأرى من حولي
أشباح بأشكال عجيبة مختلفة فيما بينها إلا صديقي مؤمن لايزال بوجهه
النوراني بينهم فتعجبت منه كيف لايخاف منهم بل رأيته ًُ
يهظ“دِأ بهم بعد أن اشتد الصراخ والعويل والنساء يضربن على وجوههن،
فقلت لاحول ولاقوة إلا بالله ليتني كنت استطيع الكلام
وأقول لهم عن حالي لكن هيهات ذلك، وعندما اشتد الصراخ
قال ملك الموت: ماهذا الصراخ والله ماظلمناه ولايسبقن أجله،
ولايستعجلن قدره ومالنا في قبضة من ذنب،
وان ترضوا بما صنع الله تؤجروا، وان تحزنوا وتسخطوا تؤثموا
.(( في الكافي ، عن ابي عبدالله (ع) قال: دخل رسول الله( ص) على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: ياملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال: ابشر يامحمد فاني بكل مؤمن رفيق، واعلم يامحمد أني اقبض روح ابن آدم فيجزع أهله ، فأقوم في ناحية من دارهم فأقول: ماهذا الجزع ؟ فوالله ماتعجلناه قبل اجله، وماكان لنا في قبض روحه من ذنب، فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا، وان تجزعوا تُأثموا وتؤزروا


~: الحلقة العاشرة


عندما نادى ملك الموت ماهذا الصراخ والله ماظلمناه .
في الأثناء ازداد عددالناس وارتفع الصراخ من كل حدب وصوب
قال سعيد فبقيت كالحيران لاأدري ماذا أفعل وقد رأيت ملك الموت
وأعوانه قد تهيئوا لمفارقتي
فناديتهم بأعلى صوتي: ياعزرائيل، ياملائكة الرحمة، إلى أين تذهبون
وتتركوني وحيدا في هذا العالم الغريب فأنا لا أعلم إلى أين المقصد، وكيف سيكون المسير.
التفت ملك الموت نحوي وقال: ياعبد الله اتبع جنازتك حيث حملوها،
وستلاقي من يرشدك الطريق .
قلت له: ياملك الموت ماهي العقبات التي أمامي، فإني أخاف الوقوع في الهاوية وأرى الشياطين تحوم حولي .
قال ملك الموت : أمامك ضغطة القبر، إذ ستكون عليك شديدة وصعبة
ومؤلمة لتنقي بها روحك مما علق بها حين وجودها في قالبك المادي
ولابد من تطهيرها لتتمكن من عبور مراحل البرزخ، وتنسجم معه ،
لقد أصابني الخوف من كلامه، وقلت له وهل يمكن النجاة من ضغطة القبر ؟
كان هذا ممكنا لك في الدنيا، اما الان فلا لان روحك من اول الخلق
هي جوهر وجودك وهي من عالم المجردات،
اما بدنك الملقى على الأرض كان من عالم الماديات
وكلما تعلقت روحك بعالم الماديات ابتعدت عن عالم المجردات والملكوت
ولذلك يمنعها من الأنسجام معه عند الانتقال اليه
أما اولياء الله المخلصين جردوا أرواحهم من ابدانهم وحرروها
فاتصلوا بالملكوت قبل حلول أجلهم وتنعموا به قبل ان اقبض ارواحهم
طأطأت رأسي وأوكلت أمري إلى الله ثم قلت وماذا بعد ضغطة القبر؟.........


الى اللقاء في الحلقة القادمة مع رحلة البقاء



التعديل الأخير تم بواسطة ولاية علي ; 2015/05/22 الساعة 03:30 PM
رد مع اقتباس