عرض مشاركة واحدة
قديم 2016/11/23, 12:52 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي في كثرة حزنها وبكائها على أبيها (ص) وبدءِ مرضها ، ومدّة مكثها في الدنيا بعد أبيها

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




في كثرة حزنها وبكائها على أبيها (ص) وبدءِ مرضها ، ومدّة مكثها في الدنيا بعد أبيها ، وإخفاء أمير المؤمنين (ع) قبرها بوصيّةٍ منها (س)
لمّا قُبضَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، افتجع له الصغير والكبير ، والرجال والنساء ، وكثر عليه العويل والبكاء ، فصارت المدينة ضجّة واحدة تذري الدموع عليه بالأسجام (1) ، ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلّوا بالإحرام ، فلم يكن إلاّ باكٍ وباكية ، ونادبٍ ونادبة ، وعظم رزؤه على أهل بيته الطيّبين ، سيّما عليّ ابن عمّه وأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فنزل به من وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما لم يكن يظنّ الجبال لو حملته كانت تنهض به ، وكان أهل بيته ما بين جازعٍ لا يملك جزعه ، ولا يضبط نفسه ، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به ؛ قد اذهب الجزع صبره ، وأذهل عقله ، وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع .
وساير الناس ـ من غير بني عبد المطلب ـ بين معزٍّ يأمر بالصبر ، وبين مساعدٍ باكٍ لبكائهم ، جازعٍ لجزعهم ، ولم يكن بين الجميع أشدّ حزناً من مولاتنا فاطمة الزّهراء (صلوات الله عليها) ، فقد دخل عليها من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ ، وكان حزنها يتجدّد وبكاؤها يشتد ، فلا يهدأ لها أنين ، ولا يسكن منها الحنين ، وكلّ يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأوّل .
قال الراوي : فجلسَتْ سبعة أيام ، فلمّا كان اليوم الثامن ، خرجت لزيارة قبر أبيها ، فأقبلت نادبةً وهي تتعثّر في أذيالها ، وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها ومن تواتر دمعتها ، حتّى دنت من القبر الشريف فأُغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها فنضحن الماء عليها حتّى أفاقت ، فلمّا أفاقت من غشيتها ؛ قالت : رفعت قوَّتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوّي ، والكمد قاتلي ، يا أبتاه ، بقيت والهةً وحيدة ، وحيرانةً فريدة ، فقد انخمد صوتي وانقطع ظهري ، وتنغّص عيشي وتكدَّر دهري ، فما أجد يا أبتاه بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا رادّاً لدمعتي ، ثم نادت : يا أبتاه :

إنّ حزني عليكَ حزنٌ جديد = وفؤادي والله صبٌّ عنيدُ
كلّ يومٍ يزيد فيه شجوني = واكتئابي عليك ليس يبيدُ

يا أبتاه مَن للأرامل والمساكين ، ومَن للأمة إلى يوم الدين ، يا أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين ، يا أبتاه أصبحت الناس عنّا معرضين ، فأيّ دمعة لفراقك لا تنهمل ، وأيّ حزن بعدك لا يتّصل ، وأيّ جفنٍ بعدك بالنوم يكتحل ، رميت يا أبتاه بالخطب الجليل ، ولم تكن الرزيّة بالقليل ، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خالٍ من مناجاتك ، وقبرك فرح بمواراتك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عليك . ثمّ زفرت زفرة وأنّت أنّة كادت روحها أن تخرج ، ثم قالت :
قلّ صبري وبان عنّي عزائي = بعد فقدي لخاتمِ الأنبياءِ
عين يا عين اسكبي الدمع سحّاً (2) = وَيْكِ لا تبخلي بفيض الدماءِ
يا رسول الإله يا خيرة الله = وكهف الأيتام والضعفاءِ
لو ترى المنبر الذي كنت تعلو = ه علاه الظلام بعد الضياءِ
يا إلهي عجّل وفاتي سريعاً = قد تنغّصت الحياة يا مولائي
قال الراوي : ثم رجعت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لا ترقأ دمعتها ولا تهدأ زفرتها ، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالوا له : يا أبا الحسن ، إنّ فاطمة تبكي اللّيل والنهار ، فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فراشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا ، وطلب معايشنا ، وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً ، فقال (عليه السلام) : حبّاً وكرامة .
فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى دخل على فاطمة (صلوات الله عليها) وهي لا تفيق من البكاء ، ولا ينفع فيها العزاء ، فلمّا رأته سكتت هنيئة له ، فقال لها : يا بنت رسول الله ، إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إمّا تبكين أباك ليلاً وإمّا نهاراً ، فقالت يا أبا الحسن :
ما أقلَّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فو الله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً ، أو ألحق بأبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . فقال لها علي (عليه السلام) : افعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك ، ثم إنّه (عليه السلام) بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يُسمّى ( بيت الأحزان ) وكانت (عليها السلام) إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين (عليهما السلام) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء اللّيل ، أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها (3)
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سجم : أي سال .
(2) السّح : الصب الكثير .
(3) بحار الأنوار : ج43 ص 175 ـ 178



td ;evm p.kih ,f;hzih ugn Hfdih (w) ,f]xA lvqih K ,l]~m l;eih hg]kdh fu] lvqih l;eih hg]kdh p.kih ,l]~m



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس